• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
عبدالله القاضي

غضب عارم في قطر بسبب فضائح منتخبنا المدرسي ....!!

عبدالله القاضي

 0  0  2733
عبدالله القاضي

منذ أكثر ما يقرب الأربعة عقود نستقبل في قطر عشرات المنتخبات والأندية السودانية التي تشارك في البطولات والمناسبات الرسمية أو الودية أو المعسكرات وفي كثير من المشاركات تكون هناك إخفاقات لكن رغم ذلك كانت الجالية تتقبل النتائج بروح رياضية وتشارك في إنجاح أي فعالية تقام في قطر ولا تتأثر بالنتائج لكن هذه المرة لم أرى مثل هذا الغضب العارم وهذا السخط وسط أفراد الجالية بسبب النتائج المخيبة للآمال والفضائح الكروية التي لصقت بمنتخبنا المدرسي حامل لقب هذه البطولة !! والحقيقة أن سبب الغضب الذي وصل حد الانفعال وارتفاع الأصوات المحتجة وسط المشجعين أمام المسئولين في البعثة وقنصل السودان الذي كان يتابع جميع المباريات لم يكون هذا بسبب النتائج وحدها لأن كرة الكرة تحتمل كل النتائج وقد خسرت البرازيل وخسرت روسيا وخسرت شيلي بنتائج كبيرة ... لكن الغضب كان بسبب اختيار المنتخب من الأساس لأنه اتضح لجميع المتابعين في الملعب أو عبر الشاشات أن هؤلاء الصغار لا ذنب لهم وقد تم رميهم في المحرقة بدون أي وازع من ضمير !!
أطفال لا علاقة لهم بكرة القدم من قريب أو من بعيد !! أطفال أكد كل من شاهدهم أن هؤلاء لا أحد منهم لعب الدافوري وكورة الشراب في السودان !! أطفال لا يعرفون حتى كيف يخرج أو يدخل من الملعب !! أطفال لا يملكون ولا 10% من اللياقة البدنية التي تؤهلهم لركل الكرة !! أطفال لا يملكون أي مهارات ذهنية !! أطفال أفضل لاعب فيهم لا يستطيع أن يركل الكرة لمسافة 20 ياردة !! وقد شاهدنا كيف أن المدافعين جميعهم يفشلون في ركل ضربة المرمى وإخراجها خارج الصندوق لتذهب إلى المهاجم الواقف أمامهم وتعود إليهم كهدف مضمون !! أي لاعب من هؤلاء لا يعرف معنى التحكم في الكرة ولا يعرف كيف يراقب الخصم ولا يعرف كيف يفتك منه الكرة !!
تابع المباريات عشرات المدربين السودانيين في الأندية القطرية وجميعهم مدربوا فئات سنية وأجمع الكل على أن هؤلاء لا علاقة لهم بكرة القدم !!
إذن السؤال الذي يطرح نفسه .... كيف تم اختيار هؤلاء ؟! ومن الذي اختار هؤلاء ؟! إذا علمنا أن من شروط البطولة أن تتم تصفيات أولية في كل دولة على مستوى المدارس ومن ثم يتم اختيار مدرسة واحدة أو منتخب من المدارس تحت سن 12 عام بشرط وأكرر بشرط أن تكون لديهم الموهبة وهذا هو الهدف الأساسي من قيام هذه البطولة قبل ثلاثة سنوات !! أول اهداف البطولة منذ إعلانها هو اكتشاف المواهب في سن السابعة وحتى الثانية عشر !! لأن هذه الفئات ليس لديها بطولات في الفيفا ولذلك وقع عليهم الاختيار لمنحهم الفرصة للظهور وصقل المواهب التي تفرزها البطولة في كل دولة !!
إذن هذه المرة أكاد أجزم أن الوساطات والمحسوبيات بل وربما الكوتات السياسية دخلت في اختيار هؤلاء الصغار !! لأنه من غير المعقول ولا من المنطق أن يكون هذا هو مستوى أشبالنا في ساحات وميادين وأحياء بلادي الواسعة ؟!
هناك تصفيات أقيمت في السودان ودولة قطر تتحمل منصرفاتها وعلمنا أن هناك مدارس تفوقت وجاءت في المراكز الأولى في التصفيات ! أين ذهبت هذه المدارس وأين أطفال هذه المدارس !!
إن وزارة التربية والتعليم تتحمل المسئولية كاملة أمام الله وأمام الشعب بهذا العمل الذي لطخ سمعة الوطن ونسأل الله أن يرينا عجائب قدرته في كل شخص عمل لتمثيل ابنه أو قريبه أو ابن صديقه في هذا المنتخب !!
بالكو
نأتي للفضيحة الأخرى والتي لا تقل عن فضيحة اختيار الصغار ألا وهو اختيار الجهاز الفني بقيادة الكابتن أحمد آدم عافية !!
كيف تم اختيار عافية وعلى أي أساس ؟! هل هو مدرس تربية رياضية في المدارس الابتدائية ؟! هؤلاء الصغار في حاجة لمعلم قريب منهم وليس لمدرب مثل آدم لا صبر له على هؤلاء !!
هؤلاء الصغار لا يفقهون الخطط التي يمنحها لهم عافية وكأنه يدرب رديف الهلال !! هؤلاء الصغار لا حول ولا قوة لهم بالأفكار الجهنمية داخل الميدان حتى أن ثلاثة مدربين من الخط يصرخون في وجوههم يا فلان أعمل كدا وآخر يصرخ يا علان لا تفعل كذا حتى بات الصغار كالأطرش في الزفة والأهداف تنهال عليهم كالمطر وهم لا يعرفون ما يفعلون !!

المدرب أحمد آدم كان يتعامل بنوع من الجفاء أو الغلظة معهم وكأنهم محترفين بل أنه أرتكب خطأ لا يغتفرأمامنا وهو بعد أن أطلق حكم مباراة السودان مع البرازيل صافرة النهاية وقبل أن يخرج الحكم الصافرة من فمه رأيت المدرب يخرج مسرعا و غاضبا والشرر يتطاير من عينيه صوب غرفة الملابس تاركا الصغار غارقون في دموعهم وسط الملعب حتى بتنا نصفق لهم ونرفع من روحهم المعنوية ولولا وجود الكابتنمنقستو والكابتن إبراهيم وليام لكان الأمر قاسيا على قلوب ونفوس هؤلاء الصغار حيث طبطب على ظهورهم كابتن وليام ومسح على رؤوسهم وقال لهم بعض الكلمات المشجعة والمحفزة للمباراة القادمة وأن منتخب البرازيل نفسه خسر بالأمس وفاز علينا اليوم وغدا سوف تفوزون على الكويت وأن الأمر عادي والنتيجة طبيعية كل هذا وسط تصفيق من الجمهور السوداني الرائع لرفع المعنويات ومسح دموع الصغار .. في غياب الجهاز الفني والإداري !! وأقصد بالغياب أنهم كانوا حضورا فقط بأجسامهم دون فعل ودون أي ردة فعل لعمل تربوي ونفسي لمثل هذه الحالات وهذا طبعا يحتاج لمن هم تربويون في الأساس لكن فاقد الشيء لايعطيه !!

هل مدرب يضيق ذرعا من جنوده الصغار يصلح كمدرب لهذه الفئة ؟! حتى في المباراة الفضيحة أمام الكويت كان يقف على الخط وعندما تم استبدال الحارس أتى إليه الحارس ليسلم عليه قبل الجلوس .. والله العظيم لولا أن تقدم الحارس اليافع الصغير نحوه لما رآه أو اهتم به المدرب ...حتى لامسه الحارس ومد له يده الصغيرة بينما المدرب يؤشر له بيده ويقول له امشى أقعد هناك !!!المدرب يتقدم في الخط ويسلم على اللاعب البديل وهم محترفين وكبار السن فما بالك بأطفال في عمر 7 و9 سنوات يعاملهم المدرب هكذا !!
باقي الجهاز الإداري والفني في الكنبة والله من الكسل لا تجد أحدهم يتقدم لمناولة طفل قنينة ماء بل سمعت ورأيت من ينادي اللاعب وهو خارج مرهق بين الشوطين ... تعال يا ولد شيل المويةلاخوانك بينما هو يجلس في الكنبة ولا أدري ما هو عمله!!
لاعب يشكو من الإصابة ويلعب قرابة عشرة دقائق وهو يعرج وعندما ضاق ذرعا خرج من الملعب وأتى في الكنبة وقام الطبيب برش ركبته بمادة مخدرة وطلب منه العودة للملعب والمفروض أن الطبيب يذهب إليه في الخط ... وبينما نظام البطولة تسمح بتغيير جميع اللاعبين إلا أن الجهاز الفني لم يكن ليغير
من أسباب نجاحالمدرب السابق للمنتخب المدرسي حامل اللقب الاستاذ صديق حسين أنه رجل مدرب ومربي ومحفظ قرآن والصغار يتركون التمرين من أجل الصلاة في وقتها ويصلون الصبح حاضرا في جماعةوهذا يعني أنه يستعمل في عمله الجانب البدني والجانب الروحي . كذلك من أسباب النجاح أن المنتخب من مدرسة واحدة وأن المجموعة متجانسة والأهم أنهم أصحاب مهارات حقيقية وكذلك حضور المنتخب قبل أسبوعين من البطولة كان له أثر في أن يعيش الصغار أجواء البطولة واكتساب اللياقة البدنية عكس هؤلاء الذي حضروا مع بداية البطولة بدون لياقة ولا حتى مهارات كروية!
من أهم أهداف هذه البطولة هو اكتشاف مواهب جديدة ولذا لا يمكن اشراك نفس المنتخب السابق حتى لو كان حامل اللقب .
كان من الممكن إضافة ثلاثة لاعبين حسب نظام البطولة من أبناء الجالية ولدينا أطفال مميزون يلعبون في الفئات السنية في الأندية القطرية أمثال أبناء شنان خضر وأبناء منقستو وآخرين على الأقل كان قد تغير شكل المنتخب لكن لم يكن أحد يعلم أن منتخبنا بهذا السوء !!
تحدث البعض عن أحجام اللاعبين وأن ذلك تسبب في هذه الفضيحة لكن أقول أن الحجم بدون مهارة لا يفيد وقد شاهدنا أفضل لاعب في البطولة السابقة كأن أصغرهم حجما وأن من سجل في شباكنا هاتريك وزنه لا يتعدى 15 كيلو جرام لكنه لاعب مهاري من الطراز العالي !!
هذه بعض من مشاهد الفضيحة الكروية في بطولة جيم وعلى المسئولين إن كان هناك مسئول فعلا بأن يشكلوا لجنة تحقيق في كيفية الاختيار وهل فعلا بعض أقرباء الجهاز الفني والاداري مع اللاعبين وما حقيقة ابن اخت الكوتش الذي تسبب في ركلتي الجزاء ؟!
أرجو أن نرى العام المقبل إن شاء الله منتخب يسر الناظرين ويمسح هذه المسخ المشوه الذي لحق بمنتخبنا !!

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبدالله القاضي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019