• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
مهدي ابراهيم

كاس أفريقيا وكاس مانديلا

مهدي ابراهيم

 0  0  7172
مهدي ابراهيم



mhadihussain@gmail.com



أنتهت بطولة أفريقيا التي حازت علي متابعة العالم بذلك التطور الكروي الذي اجبر الجميع علي مشاهدتها فقد كانت عرسا كرويا رائعا في اللعب الراقي و التشجيع والإمتاع ،أضاف لأفريقيا بعدا جماليا بروعة التنظيم ، وحرارة التنافس ، وظهور المنتخبات المفأجاة التي فرضت سطوتها وإسمها ، وأعطي أفرادها فما إستبقوا شئيا في الجهد والعطاء والتناغم المميز .
فالبطولة التي إستضافتها الجابون و توجت الكاميرون بذهبيتها ، بعد أداء رائع ومجهود جبار ، لم يكن وصولها ضربة حظ ولكنه الجهد والمجهود الذي أقصي حتي صاحبة الاستضافة امام جمهورها و قلب الطاولة علي الفراعنة- الذين تربعت بهم الترشيحات بحظوة البطولة تحاكما لماضيها في التكرار والغلبة الظافرة- والتي فندها المنتخب الكاميروني وهو يسيطر علي الجولة وينتزع الكأس عنوة وإقتدارا ليضيف لرصيد بطولاته لقبا جديدا في مرات الفوز بالبطولة ..
بعد ختام تلك البطولة ينبغي أن نسأل وهو سؤال مشروع أي منتخبنا القومي بين تلك المنتخبات المشاركة ، لايمكن بأي حال من الأحوال أن نرضي من تلك الغنيمة بأياب إنجاز أكل عليه الدهر وشرب وهو فوزنا بالبطولة قبل عقود ، وإنجاز آخر يجعلنا نزور خجلا كلما رأينا تلك البطولة بمستوياتها ، إنجاز لا يزال يتباهي إتحادنا في التأهل لمرحلة تاليه بعد عشرات السنين .فخر أجوف وتباهي كسيح يجعلنا نتحسر دائما علي وضعية كرة القدم في واقعنا التي لا طموح لها الي ذلك التكرار المملول لذلك التقادم البالي الذي تجاوزه الناس الي حيث التعاطي مع الواقع الحديث في الانجاز والنتيجة ..
فإنجازنا الذي نتباهي به بات الإعلام من حولنا في زحمة التفاعل مع الواقع الحديث يتجاوزه ، ليس تعمدا وإنما تحاكما للواقع الصريح ، فلايمكن ان يكون منتخبنا يسجل غيابا منذ عشرات السنين عن التنافس القاري ، بالطبع لا أحد يذكر إسم السودان الموغل في المحلية الضروس الذي أضحي في غياب الإهتمام به معبرا لكل المنتخبات بلا إستثناء في الولوج لبوابة البطولة عبره ، فقد قالها اللاعب النيجيري أوكوشا من قبل نحن نجهل منتخب السودان تماما ، ومعه ذلك نحن ذاهبون اليه ، لكنه بالطبع لن يقف عثرة في سبيل هدفنا وطموحنا ..
تري من المسئول عن ذلك الواقع المؤلم لمنتخبنا ، ففي زمرة تباهينا بإنجاز قديم ، أصبحنا نسقط عمدا كل طموح لتحقيق انجاز جديد ، بالطبع لكل جيل جهده وانجازه ، وانغماسنا في ذلك التفاخر يبدد علينا كل فرص تحقيق لقب جديد ، ودونكم مصر القريبة كل جيل منها يسعي ان يثبت وجوده ، ان يكتب إسمه في سجل الأجيال الخالدة ، فلو كانوا يعيشون مثلنا علي التاريخ ،لبات عسيرا عليهم الخروج من نفقه ، ولكنهم تحرروا تماما بذلك الشعور القومي الذي بلغ بهم المراقي والغايات البعيدة ..
نحتاج ان نخرج من عباءة الماضي ان كان علي مستوي المنتخب أو الأندية .فالماضي بسطوته يشل الطموح من بلوغ مراتبه ، ويعطلنا ان ننشد لواقعنا غدا أفضل بالغاية وتحقيقها ، إضافة للتهيئة الجيدة التي تمكن أولئك من التنافس الحقيقي ، فالحاضر أضحي لا ينظر للماضي بقدر ما يعترف بمن يفرض نفسه ، فمنتخب مثل يوغندأ أضحي حديث أفريقيا بإختياره أفضل المنتخبات في العام الماضي وبروزه في نهائيات افريقيا ، لم تكن يوغندا لتبلغ ما بلغت لولا انها اعتمدت أسلوبا يقوم علي التهيئة الجيدة والهدف المميز والغاية المرجوة .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : مهدي ابراهيم
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019