وصلتبعثة منتخبنا المدرسي مساءأمس الثلاثاء من غير احم ولا دستور لمطار الدوحة للمشاركة في بطولة كأس جيم في نسختها الثالثة .. هذه البطولة التي ولدت بأسنانها قبل ثلاثة أعوام تحت رعاية كريمة من سيدة قطر الأولى الشيخة جواهر بنت سحيم ال ثاني حرم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد ال ثاني أمير قطر, وهذه الفكرة التي انطلقت من تلفزيون جيم واللجنة الأولمبية القطرية صاحبة المبادرات الرائعة لدعم وصقل المواهب العربية في شتى المجالات فقد حققت النسختين الأولى والثانية نجاحا منقطع النظير لدرجة أن النسخة الماضية التي فازت بها مدرسة محمد عبد العال من أرض الجزيرة الخضراء بعد أداء رائع من هؤلاء الأشبال أذهلت الجميع عندما أمتلأ الملعب عن آخره بالأسر والمشجعين ولم يكن هناك موطئ قدم في الاستاد وعاد الآلاف أدراجهم وافترشوا الأرض بجوار الملعب والاكتفاء بالمتابعة عبر الشاشات خارج الملعب وكأن هناك نهائي كاس العالم للصغار !!
سوف تنطلق البطولة بعد أيام وكما نكتب ونردد كل مرة فإن الجانب الرسمي والإعلامي ضعيف للغاية حيث لم نسمع عن هؤلاء الصغار في وسائط الاعلام والفضائيات التي تملأ سماء السودان ولا تجد لها عمل غير هابط الغناء وفاقدي الموهبة من المغنيين والمغنيات أما الصحف الرياضية فرغم أنها أكثر من الهم على القلب فإنها لا تعلم شيئاً عن هذه البطولة ولا عن المشاركة السودانية المتميزة فيها والتي تعتبر مفتاح النجاح ولذلك يحرص القطريون على مشاركة السودان في أي فعالية رياضية لإنجاحها !!
سوف يشارك هؤلاء الصغار في هذا الجو البارد وسوف يؤدون مبارياتهم بحرارة قلب ويضعون السودان في حدقات العيون ويبكوننا فرحا مع كل انتصار ويرددون النشيد الوطني معنا في المدرجات في ظل غياب تام من الدعم والسند إلا من رحم ربي من بعض قدامى اللاعبين وبعض المهمومين برياضة الوطن وقضايا الوطن ! أما إذا وصل أشبالنا لمرحلة متقدمة أو في نهائي البطولة كما حدث العام الماضي سوف يتسارع الجميع ويتسابقون لالتقاط الصور وادعاء البطولة !!
من العيب أن لا أحد يعلم بموعد وصول البعثة لمطار الدوحة واعتقد أن كل وسائل الاعلام في السودان سوف يفاجئهم الخبر ووصول البعثة لقطر وبدأ المنافسات وأعتقد أن المسئولية تقع على وزارة التربية باعتبارها مسئولة عن المنتخب وكذلك وزارة الخارجية التي يفترض أنها أبلغت السفارة وبالتالي تقوم السفارة بإبلاغ مسئول الشئون الرياضية بالجالية (إن كان هناك مسئول) لاستنفار قواعدها وإبلاغ الناس لاستقبال هؤلاء الصغار وعمل تعميم ونشرة ببرنامج المباريات لمتابعتهم والوقوف خلفهم .
على روابط الهلال والمريخ ورابطة قدامى اللاعبين والمدربين التحرك وحث قواعدهما للمساندة ومتابعة هؤلاء الصغار أما مجلس الجالية فلا حياة لمن تنادى !!
بالكو
قبل سنوات يوم أن صار المركز الثقافي السوداني في قطر واقعا معاشا وليس حلما كتبت مقالا بعنوان ( من سيدير المركز الثقافي السوداني ) وختمت المقال بهذه الفقرة (( الآن الكلام دخل الحوش وجاء وقت العمل والمطلوب من الجميع بدءاً من حكومتنا الرشيدة وخاصة وزير الثقافة والإخوة في السفارة والجالية الاتفاق على اختيار وتعيين شخصية قومية و مدير متخصص ويكون شخص مؤهل تماماً لإدارة مثل هذه المراكز ويستحسن أن يكون من الفنانين أو الأدباء أو الشعراء أو الإعلاميين ويكون متفرغ تماماً لإدارة المركز بمعنى أن لا يكون له عمل سوى إدارة المركز وأن يتسم بالخفة وسرعة الحركة والنشاط يعني من الشباب لأن ما ينتظره عمل مهول لإدارة مركز ثقافي سوداني وما أدراك ما الثقافة السودانية ..هذه الثقافة نتاج حضارات عريقة وفريدة في تنوعها وتمازجها والتي تحتاج لأناس مؤهلين تماما لإبرازها للعالم من محطة قطر الحبيبة .! لا نريد جهوية ..لا نريد استقطابات .. لا نريد مجاملات ولا مكايدات ولا تعيينات سياسية !!نريد إدارة متفرغة لا تعرف التثاؤب لقيادة أكبر مركز ثقافي عربي أفريقي !!!!)) انتهى الاقتباس !!
بعدها قام سعادة السفير بتعيين مجلس تسيير وكتبت مقال اعترض فيه على إدارة مركز ثقافي بلجنة تسيير لا حول لها ولا قوة وقلت أنها سوف تفشل ولن تنجح وقد وجدت كثير من الأذى بسبب المقال, وباشرت اللجنة عملها تحت ظروف صعبة جدا ثم ما أن توقفت اللجنة وفشلت في قيادة المركز بالصورة المطلوبة وصاحبت عملها كثير من المعوقات والإخفاقات مع قليل من النجاحات ومن ثم عاود السفير وقام بتشكيل جديد للجنة ثم بعد عام آخر قاموا بعمل ترميمات وإضافات للجنة حتى وصل العدد لثلاثين شخص ولكن دون جدوى ... وكتبت للمرة الثالثة وقلت لهم أن المركز الثقافي ليس رابطة رياضية ولا رابطة قبلية أو مهنية حتى تدار هكذا بلجنة تسيير لا ميزانية لها ولا خطط لها بل لا رابط بين أعضائها ... لكن كل مرة كلامنا كان لا يعجب أصحاب المصالح وأصحاب الشو الإعلامي ... !!
تأكيدا لما كنا نتوقعه ونحذر منه منذ سنوات قام بالأمس أعضاء مجلس تسيير المركز بتقديم استقالات شبه جماعية وأصبح المركز اليوم حاله يغني عن السؤال !!
السفير السابق لم يقبل لنا رأي فهل نطمع من سعادة السفير الجديد أن يسمعنا ولو لمرة واحدة !!المركز في حاجة لإدارة متخصصة من السودان مدير متفرغ لديه برنامج موجه ومخطط له من وزارة الثقافة والجهات ذات الصلة بالسودان ومعه اثنين على الأقل من الموظفين المتفرغين أما لجان التسيير من بعض أفراد الجالية فيمكن أن تكون لجان مساعدة فقط ... لكن المركز في حاجة لميزانية وإدارة متفرغة ... أما غير ذلك فنحن نحرث في البحر !!
سعادة السفير فتح الرحمن أقول لكل أنكل سفير أتى قطر كان له إنجاز يحسب له بعد ذهابه فاعتقد أن أمامك أكبر إنجاز يمكنك القيام به هو تثبيت أركان هذا المركز والضغط على حكومتنا لتعيين إدارة متفرغة لتشغيل هذه المنارة التي تحلم بمثلها كثير من الجاليات في قطر !!
نفسي أعرف ما هو عمل المستشار الثقافي أو المستشار الإعلامي في سفارتنا!!
أقول لسفيرنا السابق ولجان التسيير التي شكلها قول الشاعر دريد بن الصمة (( أمرتهم أمري بمنعرج اللوى فلم يستبينوا النصح إلا ضُحى الغد))!!
كنت أود الكتابة عن كيس المدرب لافاني لكن هذه المستجدات منعتني وسوف أعود لهذا الكيس يوم السبت القادم إن كان في العمر بقية ..لأنني أرى تحت الرماد وميض نار وقد كتب جوز اللوز في مقالاتهم بالأمس ما يدل على أن الكيس ربما طار في سماءكادوقلي!!