نعود اليوم للمفكرة الإجتماعية ونبحر بعيداً عن السواحل الرياضية والقلم ليه رافع كما القدم ليه رافع ، وكما يعلم الجميع أن المفكرة تحتاج للمزيد من الجهد والتدقيق والتوثيق ولذا تأخذ المزيد من الوقت أما هذه المفكرة عملناها سريع زي حلة العزابة ( القطر قام ) وإن شاء الله تطلع طاعمة وتعجبكم ، راودتني الفكرة وأنا أنتظر إقامة صلاة الفجر صبح هذا اليوم لا أقول ذلك من باب الرياء ( عياذاً بالله ) ولكن من باب التواصي بالحق والتواصى بالصبر وحب لأخيك كما تحب لنفسك وأسأل الله أن يوفق الجميع لصلاة الفجر بالمسجد لأن من صلى الفجر فهو في ذمة الله ... كما جاء في الحديث الشريف ، و أحب أن تكون المفكرة يوم الخميس لأنه يوم ترفع فيه الأعمال إلى الله ، واليوم يافيصل الأقرع قفة الملاح ( خلي يولي ) كما يقول الهنود ، موضوعنا اليوم يتعلق بهرم إعلامي شامخ من أعلام بلادي ورموزها هو الأستاذ حمدي بدرالدين الذي أمتعنا في زمن مضى ببرنامجه التلفزيوني الجميل ( فرسان في الميدان ) والرجل الآن طريح السرير الأبيض منذ عدة سنوات مصاب بالشلل النصفي نسأل الله له عاجل الشفاء ، والرجل خدم الإعلام السوداني مدة نصف قرن من الزمان حتى وصل مدير عام الإذاعة والتلفزيون وإستمر برنامج فرسان في الميدان لمدة 10 سنوات ينشر بين الشباب العلم والمعرفة والمسابقات الشعرية ، والرجل قامة إعلامية تلقي دورات تدريبية بألمانيا وأمريكا ، ويمكن الإستفادة منه كخبير إعلامي ، وماسأة الأستاذ حمدي بدر الدين التي أمتدت لسنين الكل شركاء في جرمها حكومة وشعباً ، والرجل يريد السفر لأمريكا من أجل العلاج وأرواقه مازالت حائرة بين وزارة الصحة ووزارة الإعلام والخارجية ، كنا نتمنى من وزير الإعلام الدكتور أحمد بلال ووزير الصحة بحر إدريس أبوقردة ووالي الخرطوم عبدالرحيم محمد حسين أن يزوروا الخبير الإعلامي الأستاذ حمدي بدر الدين لحل مشكلته وإرساله للعلاج لأمريكا والرجل يحمل الجنسية الأمريكية كما نرجو من رجال الأعمال وقادة الرياضة في بلادي أمثال الأرباب صلاح والكاردينال وجمال الوالي وغيرهم الإهتمام بموضوع الأستاذ حمدي أما قنواتنا الفضائية فهي نائمة نوم أهل الكهف ومشكوورة قناة الخضراء التي سبق لها أن عملت لقاء مع الأستاذ حمدي ، ياترى أين الأساتذة عمر الجزلي وعوض إبراهيم عوض وغيرهم وأين الفضائية السودانية ( ست الجلد والرأس ) ، أتمني أن يجد الرئيس البشير فرصة لزيارة الأستاذ حمدي بدر الدين الذي نثر علينا عطر الفل والياسمين في وقت سابق ومنزله الآن بحي المقرن ، بالمناسبة لو البشير ربنا وفقه وزار حمدي ضمان ( قبض إيد ) الأخ عبدالرحيم محمد حسين بزور الأستاذ حمدي ( عشان فرد مع بعض ) وربنا يديم المحبة بين الناس !! لذا لزم التنويه .
*** نعمة الإبتلاء سنة الأنبياء والنبلاء
نعمة الإبتلاء دائماً تكون للعلاج والإصلاح زي ( الكي فوق الفكك ) ساخن لكنه مفيد ، وأخبرنا التاريخ أن نبي الله أيوب من مدينة درعة السورية أخذ الله منه أمواله وزرعه وأولاده وصحته ورغم ذلك صبر وشكر حتى عافاه الله ... ويونس إلتقمه الحوت وهو مليم ( أي ملام على خروجه من قريته نينوى بالعراق دون إذن من ربه ) وإبراهيم الخليل ألقي في النار وأمر بذبح ولده الوحيد ... وصاحب الرسالة العصماء صلوات ربي وسلامه عليه كسرت رباعيته وشج وجهه في أحد وفقد أصحابه ومنهم أحب الناس إليه عمه حمزة كما حوصر 3 سنوات في شعب أبي طالب بمكة وبعدها بشهور فقد زوجته الحبيبة خديجة وعمه الوفي أباطالب ...كما حوصر في غزوة الخندق لمدة شهر هو وأصحابه صلوات ربي وسلامه عليه ، ونقول للأستاذ حمدي بدر الدين إن الإبتلاء هو سنة الأنبياء والنبلاء ... وأشدكم بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ولله در القائل
*** من أخمل النفس أحياها وروحها ... ولم يبت منها طاوياً على ضجر
*** إن الرياح إذا ما إشتدت عواصفها ... فليس ترمي سوى العالي من الشجر
وأعظم الأبطال من يقابل نعمة الإبتلاء بشموخ الجبال ، ويجب على الأستاذ حمدي أن يكثر من قراءة سورة ( الشرح ) خاصة بعد صلاة الفجر لأن فيها الآيات ( فإن مع العسر يسرا ... إن مع العسر يسرا ) وفي الحديث الشريف ( لن يغلب عسر يسرين ) وقد يقول قائل إن كلمة العسر وردت مرتين في السورة وكذلك كلمة يسر أيضاَ وردت مرتين فلماذا جعل الحديث الشريف العسر واحد فقط !! والجواب أنه فى لغة العرب أن المعرف بالألف واللام يحسب واحد ولو تكرر عشرات المرات ( مثل العسر ) أما النكرة يحسب بعدد مرات تكراره ، وصدق الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم عندما قال .... لن يغلب عسر يسرين .
*** إعجاز القرآن يسبق أحدث إكتشاف للإنسان
يقول أحد علماء وكالة ناسا وهو رائد الفضاء الأمريكي آرمسترونج يستحيل أن يكون معدن الحديد خلق في الأرض !!لابد أن يكون نزل من السماء لأن تكوين ذرة حديد واحدة تحتاج إلى طاقة المجموعة الشمسية أربع مرات !! ووجد علماء الفضاء أن الحديد من مخلفات الشهب والنيازك التي تتساقط على الأرض من عناصر الفلزات ونسبته 35.9 % وهو أكثر العناصر إنتشاراً في الأرض وأشد بأساً نسبة لتماسك مكونات النواة في ذرته وينصهر في درجة حرارة 1536 درجة مئوية ، ونجد القرآن قد سبق إكتشاف الأمريكان لأن ذكر الحديد ورد 6 مرات في كتاب ربنا منها الآية 25 من سورة الحديد وهي قوله جلّ في علاه ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس ) والإنزال في اللغة هو الهبوط من علو ...والحديد يتميز بأعلى الخصائص المغناطيسية وذلك للمحافظة على جاذبية الأرض ، فمن أخبر الحبيب المصطفي صلوات ربي وسلامه عليه بهذا الإعجاز العلمي وهو الذي عاش في جزيرة العرب وترعرع في بادية بني سعد مع مرضعته حليمة السعدية رضى الله عنها ... إنه كتاب لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، وصدق الإمام علي بن أبي طالب ( كرم الله وجهه ) عندما قال ...القرآن به آيات لم يأت أوان تفسيرها ، وعند أهل السودان الحديد هو رمز القوة والبأس ونجد أثر ذلك في موروثاتنا الشعبية في مسرحية المك نمر عندما قال شيخ العرب وددكين لى طه البطحاني *** ياطه البهدد مابضرب الوادي ...يجروا عليه الرجال ويجري ومقبل غادي !! فأجابه طه ...هسه وصلت الميس دحين حديد يلاقي حديد ...وينبرش الطرورة ويثبت الصنديد ...خليهو المضى لاقي البجيكا جديد .... ونحن شعب متدين بالفطرة والدين متسرب في كل مناحي حياتنا .
*** خاتمة قبل الوداع
بمناسبة العلاج والمستشفيات كان عندنا في مستشفي المتمة ممرض ظريف من أولاد المتمة هو عبد المنعم إبراهيم الشهير بالنعوم وكان فاكهة المستشفي والنسوان المرافقات كانن يتنافسن على المبيت مع المرضى عندما تكون وردية النعوم بالليل ، والنعوم يشبه الفنان الراحل سيد خليفة بالكربون ، وجاء النعوم للرياض بداية التسعينات وكان في جمعية المتمة بالرياض مع أعمامنا ناس حمزة بشير الناظر ( عليه رحمة الله ) وميرغني المنقوري وعلى محمد سعد الشهير بعلى فقر ( بكسر الفاء وفتح القاف ) وقرأ النعوم بالجريدة أن هناك شاب مصري عمل عملية وأصبح إمرأة وغير إسمه إلى ( سالي ) فقال النعوم موجهاً حديثه لأعمامنا ( أريتنا كان كلنا سوينا عملية وإنقلبنا للجنس اللطيف ) كان إرتحنا من تعب الغربة وشقاوة الدنيا نبقى ناس حنة وغويشات ودهب !! وعلى فقر رجل إيجابي في الخير وفي الشر فقال للنعوم ... إنت قايل كلامك ماصاح !! عليّ اليمين كان ( فد راجل في السوق إلا نجيبوا ) فنظر لهم العم ميرغني المنقوري نظرة إحتقار بطرف عينه الشمال وقال لهم ... هسه قاعدين كدي دا مايشبه دا ... روسيكم الكبار زي ( اللدايات ) ديل يلقوا ليهن باروكة وين !! والله ( فد راجل ) يدق بابكم مافي إلا تبيعوا الشاي في آخر محطة !! عليكم الله ياالحناكيش ماتسألوني عن ( اللداية ) يعني شنو !! أمشوا أسألوا حبوباتكم ناس نجلاء وآلاء وولاء ... وإلى اللقاء في مفكرة قادمة نترككم في حفظ الله ورعايته... وكما يقول الحبيب محمد الفاتح ( كتاحة ) أقعدوا بالعافية .
التلفزيون حتي بكاء شديد من الحزن لم ياتي اليه اي مسؤل لماذا هذا الجفاء لاهل العطاء في بلادي الحبيبة ***
تقدم الخبير الإعلامي الأستاذ حمدي بدر الدين بشكوى لمكتب العمل ضد إدارة التلفزيون القومي الذي أوقف راتبه وفصله منذ شهر أبريل الماضي بدون أن يوجه له إنذاراً بذلك أو حتى إكرامه بخطاب شكر لخدماته الطويلة في هذا الجهاز والتي استمرت لمدة «50» عاماً من العطاء الثر، تقلد خلالها العديد من المناصب.
.. وروى الأستاذ حمدي بدر الدين قصة فصله ل(آخر لحظة) قائلاً: عندما تم حل الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون التي كنت أعمل فيها بعقد، ذهبت للأستاذ محمد هاشم رئيس القسم الاقتصادي بالتلفزيون القومي وطلبت منه أن يقوم بتجديد عقد عملي، إلا أنه قال لي: «ما في داعي لذلك وعليك أن تواصل عملك بنفس العقد المبرم بينك وبين إدارة التلفزيون القومي بكل شروطه»، وقد كان واستمر الحال على ما هو عليه واستلمت كل مرتباتي وبدلاتي، ولكن في بداية العام 2011 صرفت مرتباتي حتى شهر مارس، وعندما ذهبت لصرف مرتب شهر أبريل تفاجأت بأن موظف الحسابات يقول لي: ما عندك مرتب فقد تم فصلك!.. وقال حمدي: كيف يتم فصلي رغم أنني حتى هذه اللحظة لم يصلني خطاب رسمي بالفصل أو حتى إنذار بنهاية الخدمة رغم أن عقدي مع التلفزيون ملزم للطرفين.. وأضاف حمدي بنبرة يكسوها الحزن.. أعتقد أن إدارة التلفزيون القومي تريد أن تتخلص من الناس عبر أسلوب «الطرد» ولا يهمهم شخص مثلي عمل للوطن لمدة «50» عاماً ، وهذا عيب كبير واسوأ شيء ممكن أن يحدث لمبدع خدم بلاده طوال هذه الفترة.. تقلدت خلالها أكبر وأرفع المناصب، منها مدير عام التلفزيون، ونائب مدير عام الإذاعة، ورئيس الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، ومدير عام وكالة السودان للأنباء «سونا» وغيرها من المناصب العليا، ولكن إدارة التلفزيون القومي سامحها الله، تنكرت لكل ذلك وفصلتني بدون أي أسباب، لذلك لم أتردد مطلقاً في رفع شكوى لمكتب العمل ضد التلفزيون القومي، ورد خطاب مكتب العمل كان واضحاً لإدارة التلفزيون وإلزامها بدفع مستحقاتي المالية كاملة منذ شهر مارس وحتى الآن، بالإضافة لحقوق نهاية الخدمة.
ومن جهة أخرى سألت «آخر لحظة» الأستاذ حمدي بدر الدين عن حالته الصحية فقال وصوته يعتصره الألم المر: كنت أتعالج طوال الفترة السابقة بعلاقاتي الخاصة، فأنا أخضع لثلاث جلسات علاج طبيعي في الأسبوع، قيمة الجلسة الواحدة «50» جنيهاً، ولكن الآن أوقفت العلاج لأنني لا استطيع أن أدفع قيمة جلسات العلاج الطبيعي.. والغريب في الأمر أن مديرة القسم الطبي بديوان الزكاة ذكرت للصحف من قبل تكفلها بعلاجي ولكنها لم تظهر حتى هذه اللحظة لا هي ولا حتى وزير الإعلام أو وزيرة الثقافة الاتحادية، فلم أرهم ولا أعرفهم إطلاقاً، وحقيقة أقولها بكل ألم إن الدولة قصّرت في علاجي بصورة مؤسفة للغاية..
ولك التميه والتقدير جعلينا
اخى الجعلى لقد اسمعت لو ناديت حيا -- ولكن لاحياة لمن تنادى !!!!
ودمتم للوطن وانسان الوطن فى حفظ الرحمن ورعايته