@ في الموسم الماضي، موسم الانسحابات والتأجيلات و(معط) اسلاك التلفزيونات والعنتريات التي ما قتلت ذبابة، تعمدت ان أتابع الدوري المصري، وهو دوري يكفيه فخراً بأنه قدم للعالم الاوروبي والوطن العربي 11 لاعباً محترفاً ومتميزاً، يشكلون الآن علامة فارقة في صفوف المنتخب المصري بأمم افريقيا بالجابون.. علماً بان ال11 محترفاً لم يقدمهم نادي الاهلي ولا نادي الزمالك فقط، بل جاءوا من الاتحاد السكندري على غرار الارسنالي محمد النني، والمصري البورسعيدي كما هو حال نجم روما الايطالي محمد باشا صلاح.
@ هذا الدوري المثير، يُنقل مباشرة على شاشة اكثر من قناة تلفزيونية في بلد لا يؤمن بالاحتكار، ولا يعترف ب(التقوقع) في محطة النجم الواحد، لذلك جاءت سياسة الانفتاح الفضائي التي اعتمدها اتحاد اللعبة لتدر له اموالاً طائلة في ظل غياب الجمهور، لصالح المشاهد المصري الذي استفاد من المنافسة الشرسة ما بين النيل للرياضة وقنوات الحياة وغيرها، كان تنافساً مهنياً عالياً جعل الشاشة الصغيرة تتسع امام المشاهد لدرجة ان تتواجد الكاميرات في الكواليس، مع اللاعبين واجهزتهم الفنية، فكانت في غرف الفندق والبصات، من وإلى، وغرف الملابس، مع وجود عمالقة التعليق والتحليل والتغطيات والمحطات الخارجية على اعلى طراز.
@ هذا ما يحدث هناك في بلد سبقتنا اعلامياً بملايين الخطوات لانها تفتح الباب لاصحاب الابداع والرؤى الخلاقة، وليس مجموعة من الموظفين الذين يبحثون عن الرواتب والبدلات والعلاوات كما يحدث هنا في بلدنا التي تهطل فيها الامطار بشكل مفاجئ، تماما كما العيد والعام الجديد.
@ بهذا اردت ان ابشّر بخطوة الانتقال من مرحلة (عربسات) و(لفوا الطبق يمين) كما كان ينصحنا صديقنا الاستاذ خالد الاعيسر، مدير قناة النيلين السابق الذي ترك الجمل لمجموعة من الموظفين بقيادة جابر الزين مردس وبدرية عبد الحفيظ وآخرين، الى مرحلة الفضاء الرحيب على (النايلسات) حيث تتواجد قناة الملاعب الرياضية الناقل الرسمي للدوري السوداني (المفاجئ).
@ رسو المزاد على قناة الملاعب الرياضية خطوة مهمة ينبغي ان نشكر عليها الدولة بعدما تداركت الخطأ السابق بإقتحامها لهذا المجال بفرض قناة النيلين الحكومية بكل عيوبها وضعفها البائن بينونة كبرى، وما كان لها ان تفعل ذلك ابداً لان نقل الدوري الممتاز ليس سلعة استراتيجية مثل القمح والدواء والجازولين، بل هو سلعة كمالية ترفيهية ينبغي ان تُترك كاملة للقطاع الخاص الذي بذل ماله رخيصاً من اجل إحياء هذا النشاط الذي اصبح مثل الكبد المقروحة التي تحدث عنها الشاعر: (ولي كبد مقروحة.. من يبيعني بها اخرى ليس بذات قروح... اباها عليّ الناس لا يشترونها.. ومن يشتري ذا علة بصحيح).
@ اتمنى ان تكون ملاعب محمد عمر الفاروق وابوعبيدة البقاري ومحمد معني وناهد بشير الباقر وبقية العاملين، في تمام عافيتها لتقديم خدمة مختلفة، واتمنى الا تشغلهم الكاميرا الطائرة (الفانتوم) عن التجويد في شكل الاستديوهات ومحلليها وبراعة النقل نفسه، لسنا في زفة عروس والمشاهد يهمه ان تكون (الكورة) في كادر الصورة وان تكون الشاشة ذاتا جميلة.
وأتمنى ألا تفاجئنا مرةً أخرى بمقالٍ كذاك الذى كتبته( يا أنا ياالرشيد)
وأجزم أنك لم تقرأ ما كتبت قبل إرساله