عندما تعاقد نادي الهلال مع المدرب البرازيلي هيرون ريكاردو، جاء في سيرته الذاتية أنه عمل مدربا لفريق الهلال السعودي في العام 1997 بعد إقالة المدير الفني الذي عمل معه مساعدا، وقاده لنهائي بطولة ولي العهد وخسر بضربات الترجيح وكانت المحطة المعروفة لدينا، بجانب عمله مدربا لعدد من الأندية البرازيلية أبرزها كورينثياس، ظهر نجم ريكاردو كمدرب مع فريق الهلال السوداني ومنه إنتقل لعدد من الأندية في مصر والسعودية وعاد للسودان، آخر عودة كانت إشرافه على تدريب فريق الأهلي شندي في الموسم السابق وحقق معه المركز الثالث وقاده للتمثيل في بطولة الكونفدرالية للموسم الحالي.
لم يكن ريكاردو صاحب سيرة ذاتية خطيرة تعطيه شرف تدريب فريق في قامة الهلال وفقا لمواصفاتنا في إختيار المدربين الأجانب، ومع ذلك حقق نجاحا كبيرا مع الفريق، ومقلخيمكن حصر قائمة طويلة من المدربين على مستوي القارة الأفريقية و العالم كانت سيرهم الذاتية فقيرة للغاية ومع ذلك نجحوا في عالم التدريب وصاروا ارقاما يصعب تجاوزها.
لذا عندما تخرج بعض الآراء لتؤكد أن السيرة الذاتية للمدرب الألماني أنطوني هاي لاتؤهله لتدريب المريخ وبالتالي فإن إقالته أمر طبيعي لأنه أقل من قامة المريخ ومتي؟ بعد أول مباراة تنافسية، عليك في هذه الحالة أن تفتح عينيك معبرا عن دهشة لأنك تعلم أن سبب الإقالة ليس سيرة ذاتية ضعيفة أو إمكانيات مدرب متواضعة، يقيمها مجموعة من الصحفيين والمشجعين، أما الإداريين فأسبابهم مختلفة.
الكارثة كانت في أن تقييم عضو بالجهاز الفني ( حكيم سبع) أصبح مرجعا يستدل برأيه لتأكيد فشل المدرب رغم هروب سبع الدرامي، وجاء السقوط الذي يعكس حجم الفوضي العشوائية التي يدار بها النادي والفريق في الإستناد على آراء عدد من اللاعبين في المدرب بتقييم فني تخيلوا؟.
سأعود لموقف جمال الوالي لاحقا، ولكن قبلها علينا البحث عن إحصائية لعدد المدربين الذين عملوا في فترة الـ14 عاما التي ترأس فيها جمال الوالي مجالس الإدارات واللجان الحكومية المعينة، كم عددهم؟ الرقم كبير بكل تأكيد، لأنه طوال هذه السنوات المدرب المحظوظ لم يبق في منصبه أكثر من موسم ، وفي غالب المواسم يشرف على التدريب أكثر من مدرب، لذا نحن أمام عقليات إدارية تتوهم أن الأزمة في المدرب مع أنها سبب الأزمة وسبب التدهور المستمر لمستوي ونتائج الفريق وغيابه سنوات طويلة عن منصات التتويج.
الأجواء في المريخ بشكل عام غير صالحة للعمل فنيا كان أم إداريا، فهي إجواء غير صحية بكل ماتحمل الكلمة من معني، ويمكن تشبيهها بأنها أشبه بالشارع المفتوح،بدون ضابط أو رابط ، للصحفي فيه قرار، والمشجع، والأقطاب وقدامي اللاعبين، قرار وليس رأي، وقرار مؤثر كمان، التعامل بين الإدارة والإعلام والمشجعين واللاعبين والأجهزة الفنية مفتوح بدون خطوط حمراء، يمكن ببساطة أن لمشجع الإتصال برئيس النادي أو أي عضو من اعضاء المجلس، مطالبا بإقالة المدرب أو شطب اللاعب، أو تسجيل لاعب أو تعين مدرب أو إبعاد إداري، الجميع يتحدث، الجميع يقرر، الجميع ينفذ، لذا لاتستغرب عندما تعلم أن المدرب الألماني