نعود اليوم للمفكرة ونبحر بعيداً ( إلا ربع ) عن شواطئ ( التيوة ) الرائعة وحليوة ونعود للمفكرة الإجتماعية التي تجمع كل أطياف الرياضة في أرض الخير والطيبة ، سمعنا في التلفزيون أن بلاد النيلين قد غمرتها إستثمارات إخوان العقيدة والعروبة وخاصة في مجال الزراعة ونتمنى أن ينعكس ذلك الإستثمار على معيشة المواطن الطيب المضياف ، ونرجو أن يكبر حزب (قفة الملاح ) حتى يشمل كل أو جل أبناء السودان لأن إجماع كل الناس في صعيد واحد ضد سنن الكون ولكن الحكم بالأغلبية ، ونرجو ونلح في الرجاء أن تجتمع الحكومة والمعارضة من أجل مؤتمر ( قفة الملاح الجامع ) وأن تتم ترجمة كلام التلفزيون الذي نسمعه كل يوم عن رفع المعاناة عن كاهل الجماهير إلى واقع حياتي ، يجد فيه إنسان بلدي اللقمة الحلال بالسعر المناسب وأن تعود ( الدوكة للتكل ) وأن يجتمع شمل الأسرة حول صينية الغداء زي أيام وزمان ، وشايف ماشاء الإخوة المغتربين إجتهدوا في تكوين حزب القفة برئاسة جيفارا والأمين العام فيصل الأقرع وإن كان خلف الله ودالعقيدة يعتقد في تشكيل مكاتب حزب القفة إنحيازاً جهوياً رياضياً فنحن نقول له إن الأستاذ سيف الدين خواجة الذي إختار حقيبة الإقتصاد والتخطيط قد جعلنا نائبه عثمان جميل ( مريخاب الدوحة ) وعزالدين إبراهيم أصبح وزير الشئون الدينية والفتاوى أما النائب العام فهو أخونا ( أبوعمار) من مريخاب الرياض أيضاً أما إنت خليك مسئول قوات مكافحة الشغب ( ناس السوق الأسود) و ( الخدرجية ) كان كتروا كان قلوا ... إنت مسئول من ضبط السوق ، والأيام ديل الطماطم مارقة ورخيصة شد حيلك ساكت ، أماحقيبة الزراعة بالحزب مافي أولى من المهندس بابكر عوض الشيخ ( هلالاب طيبة الطيبة ) طبعاً كل هذه المقترحات إذا لم يعتمدها الأستاذ الأمين جيفارا وأركانه ( تصبح بندق في بحر ) ، صراحة عيب على أهل السودان ألا يكونوا سلة غذاء العالم بعد هذا الدعم العربي السخي في مجال الإستثمار ، وبحمد الله هذا العام المطر وفير ونتمني أن يعود مشروع الجزيرة لسالف عهده وأن نرى الإستثمار في مشروع النقع الزراعي وفي غربنا الحبيب والشرق الخصيب والشمال الحصيف والجنوب الوريف ، نعم آن الأوان لبلادنا أن تضع السياسة الإقتصادية الراشدة التي تجعل عودة الطيور المهاجرة أسهل من شربة ماء من نهر النيل وأهلنا كرام والكريم عند المسرة يتذكر من مد له يد العون من الأبناء والأشقاء ولله در القائل *** إن أولى البرايا أن تواسيه .... عند المسرة الذي واساك في الحزن
*** إن الكرام إذا ما أيسروا ذكروا ... من كان يألفهم في المنزل الخشن
و ماقاله الرئيس البشير عند إفتتاح قناة تلفزيون الشمالية بأن الدولة سوف تضع السياسات التي تجعل أبناء المهجر يعودوا نتمني أن يتحول ذلك لسياسة واقعية .
*** ألف تحية لليماني ود الحبشية
لا أخفي إنحيازي لمصلحة السوداني في بلاد الغربة خاصة ناس الليموزين وأعتقد ذلك شعور كل أبناء السودان وهذا الترابط نعمة نحمد الله عليها ، قبل أيام إستوقفت سائق ( دباب ) لمشوار ، الدباب يامحجوب على من هلالاب قوز جبة بالمتمة ، هو ودعم الركشة لكن كرعيه أربعة وزي القلاب الصغير ، وأكتر من كدة يشرح ليكم فيصل الأقرع عشان ناس جدة أدرى بدباباتها ، المهم شفت الزول أسمر وسعدت بالركوب معه فكانت لهجته أحياناً سودانية ومرة عربية ، فقلت له من وين في الأهل !! فأجابني ضاحكاً أنا عارفك فاكرني سوداني وغيرك كتير ، وأنا أتشرف أن أكون سوداني إسمي جمال من اليمن ولكن عشت في السودان وأزوره بإستمرار لأن شركتنا في جدة تعمل في مجال إستثمار السمسم ، وأنا أزور السودان من أيام نميري ، فقال بصراجة إنتوا عندكم طيبة ودين يحسدكم عليها كل العالم !! وأضاف زرت السودان أيام حكومة البشير كانت تتشدد في خروج العملة الصعبة من البلد وأنا كنت خارج من المطار ومعي عشرين ألف دولار فسألني مسئول الأمن عن الإقرار المكتوب لهذه العملة وقلت له ليس معي أخذني لضابط كبير وعندما شرحت له الموقف قال للعسكري يا أخي خليه يمشي دا ضيفنا !! ولقد هزت هذه الكلمة كياني وجعلتني أحبكم أكثر ، كما أنني كنت أزور بعض عوائل أصحابي وصاحب المنزل غير موجود فتستقبلني زوجته وتقوم بضيافتي وهذه الميزة نفقدها في كثير من الدول العربية والإسلامية ، ثم أضاف ضاحكاً ... أنا جدي لأمي من أثيوبيا وكنت أجلس مع أصحابي في القضارف ومعنا ضابط كبير يجلس بكل تواضع مع البسطاء ونأكل البوش والكمونية مع بعض ولكن عندما أغيب عنهم يقولون ( الليلة جمال ود الحبشية مشى وين !! ) وحينها وصلت محطتي المقصودة ورددت في نفسي ألف تحية لجمال ودالحبشية ولو كنت وزير الداخلية كان أديتك الجنسية .
*** إعجاز القرآن في علوم الطيران
يقول عضو مجلس النواب الفرنسي الدكتور جرونييه إنني درست القرآن وتتبعت كل الأيات التي تتحدث عن العلوم الصحية والطبية والطبيعية فوجدتها تتطابق تماماً مع معارفنا الحديثة فأسلمت لأني علمت أن محمداً أتي بالحق قبل أكثر من ألف سنة ( صلوات ربي وسلامه عليك ياحبيبنا يارسول الله ) ، والقرآن هو معجزة الله الخالدة التي تنتظر من يتدبرها ليقدم للإنسانية الفائدة الكبرى ، ولو نظرنا لعلوم الطيران نجد أن القرآن لفت نظر أبناء الإسلام لصناعة الطائرات وإرتياد الفضاء ، فالأية 79 من سورة النحل تلفت نظر المسلمين للتفكر في علوم الطيران في قوله تعالى ( ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء مايمسكهن إلا الله ) ويقول علماء اللغة أنه عندنا يكون الحديث عن الجماد في معظم الآيات يرد ذكر إسم الجلالة ( الله ) أما ذكر الرحمن يرد حينما يكون الحديث عن الكائنات الحية كما في سورة تبارك ( أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن مايمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شئ بصير ) وكلمة صافات لأن الأصل في حركة الطيران صف الجناح ( التحليق ) وهي تدل على السكون وعدم الحركة لأن الطيران يكون بفعل التيارات الهوائية يمسك الرحمن الطير أن يقع على الأرض بفعل الجاذبية ، وكلمة ألم يروا دعوة للتفكر وإكتشاف وسائل للطيران وآلاته التي تجوب الآفاق مثل الطيور ، وعندما تحدث القرآن عن خلق الخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ختم الآية بقوله ( ويخلق مالا تعلمون ) ومما لاشك أن كل المواد الأولية والإنسان الذي وفقه الله لصنع الطائرة كل هذه من خلق الله وصنعه ، وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس ، والمغتربين يشيلوا ويخمخموا في الشنط الهدايا وكان ماربنا فتح عليكم بالطائرات كانت الحمير ( جاها دبر ) بفتح الدال والباء ، وأول من صنع طائرة هما أخوان من أمريكا (أورفيل ورايت ) عام 1903 وطارا على إرتفاع 100 متر لمدة ساعة وربع ، أما أول من حاول الطيران من المسلمين هو عباس بن فرناس في الأندلس عام 880 حيث غطي جسمه بالريش وصنع لنفسه أجنحه وطار من قمة جبل لمدة 10 دقائق ووقع كسر ظهره وجلس 7 سنين ( عضيرة ) وتوفي رحمه الله عام 887 بالمناسبة السبب في سقوط عباس بن فرناس ( بعد القضاء والقدر ) لأنه ماعمل لنفسه ضنب عشان يحفظ له التوازن !! لذا لزم التنويه .
*** خاتمة قبل الوداع
الحمد لله شعب السودان يتفاعل مع القرآن في كل مناحي حياته وحلقات الذكر في المساجد بعد صلاة الفجر أو بعد صلاة المغرب ، ومن طرائف أهل المتمة عندما كنا طلاباً في شندي الثانوية كنا نحضر يوم الخميس للمتمة بالبنطون ( قبل أن يتم عمل كبري البشير ) وكنا نجلس لحلقة التلاوة بالمسجد العتيق بعد صلاة المغرب ومعنا الإخوة إبن الوهاج وعثمان السيد ( إن شاء هسه وظيفتهم وظيفة الجنيات لي حدهم ) أول حاجة إبن الوهاج موظف كبير في الأمارات وعثمان السيد مدير قسم القلب بمستشفي أحمد قاسم ( شقيق المدرب المعروف محسن سيد ) يعني لو عندكم واحد حبوبته عندها تعب قلب يمشي لي عثمان طوااااالي ) هومابقصر لكن ماتجيبوا سيرتي مع العلم أن هذا الثنائي من أحباب الرحيق ، معليش سرحنا ياشباب ... كان شيخ الحلقة مولانا الفكي أحمد عبد الماجد ( الضريري ) عليه رحمة الله ، الذي إسترد الله منه نعمة البصر وهو صغير ، وكان يتجاوب مع التلاوة الجميلة ويهتز طرباً ولكن لو غلطت ممكن تجيك ( لبعة بالبسطونة ) وكان معنا عمنا الشيخ عثمان عيسى (عليه رحمة الله ) وقرأ المدثر بالسين فقال له مولانا الضريري بعنف ( أمرق لسانك في الثاء... لسانك لسانك ) طبعاً أهلنا الجعليين مابرضوا ( النهرة قدام الناس ) فقال الشيخ للضريري ... عليك الله يامولانا ...هسه قول مرقت لساني ( لامن ) وصل الواطة دي إنت جايب ليه خبر ؟ مجرد سؤال ... وإلى أن نلقاكم في مفكرة قادمة نترككم في حفظ الله ورعايته ، وكما يقول الحبيب محمد الفاتح ( كتاحة ) أقعدوا بالعاااااافية .