يحمد لعصام الحاج عدم مكابرته وعودته للطريق الصحيح بعد الإجتماع الذي جمع قادة من اللجنة الحكومية لتسيير نادي المريخ مع قيادات من الإتحاد السوداني لمناقشة عدد من القضايا على رأسها البث التلفزيوني للمباريات، فقد تغيرت لغة الرجل بالكامل من التحدي والعنتريات، من على شاكلة ( سنسوق مباريات بصورة منفردة ولن نسمح بدخول كاميرا) إلي لغة هادئة ولا أود تسميتها مستسلمة، فقد أعاد الرجل ( بمشاورة جمال او بقناعته وربما أستفاد مما تناولته في هذه المساحة أكثر من مرة من يدري؟)، الكرة إلي ملعب الإتحاد السوداني لكرة القدم بقناعة كاملة أن كل شيء يجب أن يتم بمعرفته وموافقته ، وعبر عن ذلك بالتصريحات التي ذكرها عقب الإجتماع وجاء فيها : ( قال عصام الحاج أنهم ابلغوا الإتحاد بقدرة المريخ على تسويق بث مبارياته بنفسه إن لم يجد الإتحاد العرض المناسب، لافتا إلي أن الوفد المريخي أبلغ الإتحاد جاهزيته للقيام بهذه المهمة حال وافق إتحاد الكرة بذلك، وتعهد بأن يمنح المريخ نصيبه كاملا) إنتهي .. يمكن أن نلاحظ من خلال إختيار الكلمات التراجع الكبير الذي تم بعد الحديث العنتري الأول ونلحظها في ( إن لم يجد الإتحاد العرض المناسب، وفي حال وافق إتحاد الكرة بذلك) وهو حديث كما ذكرت يستحق عليه التحية، لأنه إقتنع بأن الأمور لايمكن أن تسير بعيدا عن مظلة الإتحاد السوداني لكرة القدم.
وفي المقابل نجد أن الأستاذ مزمل ابوالقاسم لازال يطالب بأشياء بعيدة عن الواقع والقانون خاصة ملف العضوية من خلال مناداته بقومية نادي المريخ، وللحق فقد أصابتني الدهشة وأستاذ كبير ( أستاذنا) في قامة مزمل أبوالقاسم وهو ينادي بقومية نادي ، وكأن هذا النادي ( قام كده لا اصل ولافصل ولاقانون ولا منطقة، ولا حي)، لذا أري أن ماكتبه مزمل يمثل أزمة حقيقية ليس لكاتب كبير فقط ولكن لمفهوم كامل بمحاولة إعطاء الأندية قدسية وتقدير مستمد من جماهيرية الفريق، وليس اللوائح والقوانين التي تنظم وجود الفريق من الأساس،فالمريخ ليس ناديا قوميا، مثله مثل أي فريق كرة في العالم.
لايوجد فريق قومي أو عالمي وحتي هذه مسميات تخص الإعلام أو تخص الجمهور، ولكن على أرض الواقع لها مسمياتها القانونية المحكومة بلوائح المنافسات، مثال لايمكن أن نطلق على برشلونة أو ريال مدريد أندية عالمية لأن لها عشاق في كل العالم، الصحيح أنها أندية محلية بكل ماتحمل الكلمة من معني ،تنتمي للإتحاد الأسباني لكرة القدم القدم وهو إتحاد وطني بمعني أنها لاتنتمي للإتحاد الدولي لكرة القدم ، ويخضع برشلونةوريال مدريد لقوانين ولوائح اللعبة في أسبانيا، وعندما تأتي المشاركة في البطولات الأوروبية لايتم التعامل معهما كإستثناء من الإتحاد الأوروبي لأنهما من الفرق المشهورة أو صاحبة الجماهيرية العالية، ولكن يأتي التمثيل من خلال التفوق في الدوري الأسباني المحلي وليس القومي أو العالمي، ولعل مزمل يعلم أكثر مني بكل تأكيد عن إنتماء كل من برشلونة وريال مدريد لمدينة في اسبانيا يمثلانها ويحملان إسمها .. وقبل أن اتوقف لأواصل غدا لو كان في العمر بقية أؤكد لمزمل أن المريخ نادي حي مشهور في إمدرمان هو العرضة، وقبله كان في حي عريق بأمدرمان هو المسالمةوحتي هذه لايدعمها المكان فقط ولكن القوانين واللوائح الخاصة بالكرة وبالتالي لايوجد في عالم كرة القدم شيء إسمه نادي قومي أواصل