عاد عصام الحاج للإسطوانة القديمة المشروخة عن حق المريخ في تسويق مبارياته تلفزيونيا بصورة منفردة، معيدا سيناريو سابق عندما أعلن التحالف مع الهلال في مواجهة الإتحاد في عدد من القضايا منها قضية البث والرعاية، وكثير منا يذكر تحالف ( عصام الحاج وهاشم ملاح)، للضغط من أجل تنفيذ المطالب المذكورة، ولكن الأمر كالعادة فشل ولم يوليه الإتحاد السوداني لكرة القدم اي إهتمام.
يبدو أن الرجل تذكر تلك الفترة، وتذكر أيضا أنه مثلما وصل بإنقلاب معلن على أهلية وديمقراطية الحركة الرياضية في نادي المريخ، يمكن بذات السلطة (النفوذ) أن يدوس على كل شيء ويفعل مايريد بمزاجه الخاص، يذبح يغتال يدفن القانون ولايستطيع كائن من كان أن يقف في وجهه، ويبدو أنه مازال يعيش على أمجاده القديمة، عندما كان إداريا صاحب صوت مسموع، ونسي أن الوضع إختلف فصار له إجتهاد التصريحات ولجمال الوالي حق ( يعمل ماقرأ وماسمع البقولو عصام ومزمل) .
لم يوضح لنا أمين عام اللجنة الحكومية لتسيير نادي المريخ، كيف سيسوق النادي مبارياته بصورة منفردة؟ خاصة وأن التصريح حمل تهديدا مباشرا للإتحاد السوداني لكرة القدم بقوله: ( المريخ فريق كبير ولديه جمهور عريض، وبالتالي لدينا مسؤوليات تجاه هذا الجمهور، وعلى الشركات الراعية والقنوات الراعية أن تراعي هذا الأمر عند التعاقد مع الإتحاد، ولابد من أن تكون الأمور واضحة وتراعي مصلحة نادي بوضوح، وأضاف إذا لم نجد مانطلبه سندير مبارياتنا بأنفسنا، وسنقوم بطريقة منفردة، وبالعدم لانريد رعاية أو بثا من الإتحاد) إ نتهي، السطر الأخير هو الخطير في الموضوع الذي اثاره عصام الحاج، كنت أتمني أن يوضح لنا أو للرأي العام الرياضي كيف يستطيع نادي المريخ إدارة مبارياته بنفسه، بمعني التعاقد مع قناة فضائية لنقل مبارياته، ومع شركة ترعي النادي، أتفق معه في الأخيرة (الشركة الراعية للفريق) وأستغرب دوما أن يكون نادي بقيمة وقامة المريخ بدون شركة ترعي الفريق من خلال الإعلان على القميص الخاص به، ولكن يبقي السؤال كيف يسوق المريخ منفردا مبارياته عبر إحدي القنوات الفضائية؟ ولن أذكر هنا ملكية النادي لقناة من عدمه، ولكن كيف؟ وهذه حلها واحد إنسحاب المريخ من الدوري الممتاز، المنافسة المملوكة للإتحاد السوداني لكرة القدم، وينظم منافسة خاصة به إستنادا على أنه فريق كبير وصاحب جمهور عريض، ولكنها ستكون في هذه الحالة منافسة داخلية غير معترف بها، وبالتالي لن تجذب لارعاية ولاإعلان ولاحتي فرق للمشاركة فيها.
بعد إجازة النظام الأساسي للإتحاد ودخول رابطة الاندية المحترفة قد تتغير الصورة، ولكن ليس لدرجة أن يقوم نادي بتسويق مبارياته بصورة منفردة،فالتسويق يكون للمنافسة ويدور جدل كثيف حول النسب الاعلي التي تعطي لبعض الأندية بالتميز من خلال المراكز المتقدمة في روليت المنافسة وهناك نماذج أخري، وجميعها يدور حوله نقاشات ورفض وتذمر داخل روابط الأندية والإتحادات.
ولكن في العموم لايوجد شيء إسمه ندير مبارياتنا بأنفسنا، إذا اردت ذلك أعمل منافسة ( حقتك) وافعل ماتريد، وفي كل الأحوال شاورو جمال ياعصام.
