قضية ترشيح الفريق عبد الرحمن سر الختم لرئاسة الاتحاد العام السودانى لكرة القدم ليست مجرد دعوة قبول او رفض .. او مجرد دعوة نتحدث فيها على مستوى النخبة او الراى العام او الجماهيرى.. انما الامر فى حاجة لمراجعة وخطوات وقدرات .
فالفريق ان فاز سيستلم بقايا اتحاد يريد ان يستعيد نفوذه وكيانه ومؤسساته بوضعه المتردى ..والسؤال ما الذى يمكن ان يحتاجه الفريق عبد الرحمن سر الختم اذا اقدم على هذه الخطوة خاصة ان هناك مخاوف من ان الرجل سوف يحكم بنخبة العصرين السالفين شداد وابو حراز ومعتصم جعفر وان الرجل فى حاجة الى رياضيين من الطراز الاول جدد ونخبة غير موجودة فى ظل مناخ رياضى ادارى مرتبك يريد ان يعبر عن نفسه بقوة وفى ظل مخاوف من استمرار المشهد الادارى على حاله .
السؤال من سيكون فى النخبة ودائرة الادارة الرياضية لاعلي قمة كروية فى البلاد ؟؟ ومن سيكون فى الموقع الحساس؟؟ خاصة ان المشكلة ليست فيمن يحكم ويدير الدولاب الادارى ويضع السياسات والتوجهات لاتحاد بحجم الاتحاد السودانى لكرة القدم .
لا نريده هنا ان يقفز على المواقع من الخارج .. ولا نعرف من اين جاء خاصة ان المرشحيين سيكونون كثر وليسوا من المحيط الرياضى فقط خاصة ان مفهوم الشلة الادارية فى الرياضة لازال قائما على الاقل فى موقع الضباط الاربعة ومن يحكم معه .. كان يحكم فى عهد شداد ومعتصم جعفر ويدرك الفريق ان عليه ان ياتى بالخبراء من قدامى اللاعبين ليديروا معه في مجالات الاعلام او الامور الفنية .. وعليه ان يعرف ما هو فريق العمل الذى سيغير وينطلق بالكرة السودانية.. ويبتعد عن اهل الخبرة من ذوى المهارات المتواضعة الذين ما زالوا مرابطين ويعشعشون فى حكم الاتحاد منذ سنوات طويلة ولا يريدون العودة الى منازلهم حتى تلفظهم صناديق الاقتراع .
نافذة
نجاح الفريق المدهش مرتبط ببناء منظومة عمل وطنى جديد ليس فيها رجال قدموا كل ما لديهم ولم يعد لديهم ما يقدمونه للكرة .. اقول ان الامر ليس صعبا او محالا فمن يعمل بجواره يجب ان تتوفر فيه الشروط المتعارف عليها فاتحاد الكرة كسلطة تدير مقاليد الكرة فى البلاد فى حاجة الى من يحكم بالحق وبقرارات حاسمة فعالة وليس مجرد تمرير قرارات او بناء سياسات من هنا او هناك .
وسينجح الفريق المدهش فى موقعه فى حال تخليه عن نمط الحكم العاطفى فى ادارة اتحاد الكرة بعد ان فشل دكتور معتصم ومن قبله البروف شداد فى تطويع الجهاز الادارى
ان الذين يعلنون دعم وصول الفريق عبد الرحمن سر الختم لرئاسة الاتحاد العام يطالبونه بان يكون زعيما والزعامة ذات الطابع الكاريزمى تحتاج الى مقومات عدة ليست فقط في المواجهات القانونية او تحقيق الانتصار فى امور ادارية خارجية .. بمثل هذه الصور تبنى الصورة النمطية للقيادات الرياضية كما ان من الواضح اننا فى حاجة لمراجعة دور النخبة والقوى الرياضية فى الادارة باكملها فى السودان
نافذة اخيرة
على الفريق المدهش ان يدرك انه يدير الاتحاد العام السودانى للكرة القدم ليس من منطق المستبد العادل بل عليه ان يعيد فك وتركيب التحالفات الرياضية النمطية الراهنة والتى ستضر باى انجاز حقيقى فى الاتحاد العام خاصة ان القضية التى ينطلق منها المدهش تتمثل في دفع عجلة الكرة الى من خلال الاتحاد العام بوعى رياضى ادارى محايد حيث لا بديل .
ان الامر ليس مرتبطا بانتماء وانما بوضع السياسات المستقبلية بصورة كاملة ولفترات طويلة وسينطبق ذلك لى سياسات الاقتراض والدعم وادارة الاتحاد اليومية ودعم المؤسسات الرياضية
خاتمة
فى النهاية تبقى مشكلة ادارة الكرة فى البلاد فى نمط الحكم المتوقع وعلاقات القوى الرياضية والسياسية ومواجهة الاشكاليات الحقيقية التى تعوق تقدم الكرة داخليا وخارجيا وكيفية التعامل مع الازمات بحلول نهائية وليس بانصاف الخيارات لاتحاد يريد ان يعود الي موقعه الذى افتقده طويلا فى القارة السمراء
على الفريق المدهش ومن الان ان يضع جدولا لاعمال الاتحاد وحكمه وادارته من خلال برنامج انتخابى يقنع الجميع وفقا لم تقتضيه مصلحة الكرة بعيدا عن اصحاب المصالح فى كل المؤسسات الرياضية بخطط واضحة من شانها اعادة السودان الى المجال الكروى مرة اخرى بعد غياب دام طويلا