• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024
رأي حر

فى ليلة الاحزان اريد ان أركع وأصلى

رأي حر

 1  0  1307
رأي حر

نقترب في هذه الايام من مولد العام الجديد .. حتى الاشياء لها مولد وعمر ولست ادرى هل يعنى مولد العام الجديد موت القديم .. نعم انه مات من حيث الوجود والمعايشة ..ولكنه باقى باحداثه وآثاره .. الزمن فقط هو الذى يموت لانه ينقضى ولا يتجدد ولكن الوقت يتبدد ويتجدد .

متى ينتهى الزمن ؟ سؤال يعجز الانسان عن الاجابة عليه

هل لابد ان يكون الزمن غير محدود ولو كان بلايين السنين ؟

هذه سنة الخلق حولنا .. كل مخلوق له عمر حتى الجبل الاصم يتفجر بركانا ويتحطم .

والانسان اليوم يحطم الجبال ويستفيد من حطامها بإنشاء الطرق والسدود.

والطبيعة تحدد الاعمار .. والاعاصير تغضب فتقضي علي الاشجار .. الزلازل تزمجر وتاكل اعمار الجماد .

وهذه هي الموازين الدقيقة المعجزة التى تحكم حركة الكواكب .. وكوكبنا ذرة من عالم كبير لا محدود .. هذه الموازين يمكن ان تختل للحظات فتهوى الكرة التى نعيش فيها وتنطلق نيران الشمس لتعربد ويحترق القمر.. ولكن من يدرى قد تعيش اجيال بعدنا تعانى هذه النهاية الرهيبة

ولكن هل نحن وحدنا بنى الانسان الذين نحتفل بمولد عام جديد ؟؟ .. سؤال كبير وبحثه طويل ولكننى اسال اولا نفسى لماذ نحتفل بعالم جديد ؟

نحن نعلم اننا نحتفل بنقص عام من اعمارنا وكلنا نتشبث بالحياة فكيف نحتفل باقترابنا أكثر من لحظة الفناء .. من لحظة الموت .. ربما اننا لا نريد ان نعترف بالموت نريد ان نتجاهله .. نريد ان نقول له ايها الموت نحن نرفض ونغنى ونهنئ بعضنا البعض ولا يهمنا انك بعد فوات كل عام تقترب منا .. هل هذا تصرف عقل ام نوع من الجنون .

بعض الشعوب ترتدى الاثواب البيضاء عندما يحل الموت

كقصة شابة انجليزية تعطى الناس الحب وتواسى الفقراء والمساكين وتعزف لهم الموسيقى فجاة يختطفها الموت ويرفض اصدقاؤها الا ان يرتدوا الثياب البيضاء حتى أن كل شي ذينوه بالشرايط البيضاء وكان ايمانهم بان من ذهبت هى ملك نقى وأنها انتلقت الى حياة اخرى مع الملائكة والخير والنعيم المقيم

هكذا فلسفوا الحياة فى مجتمع طغت عليه الشرور والماديات .

فهل نحن دون ان ندرى نفلسف الاقتراب من الموت ونحن نرقص ونغني وداعا لعام منصرم لست ادرى ؟

نافذة

ولكن يبدو لى ان الانسان يخترع مناسبة او يتحايل على مناسبة لكي ينتزع الضحك من قلبه ليس كل يرقص وهو مبتهج ولو لمعت عيناه بالمسرة وليس كل من يغنى يعبر عن نبض سعيد.

ولو وضع على وجهه قناع الانبساط .. ولكننا نريد ان نرقص ونغنى نريد ان نطرد من عقولنا وصدورنا هموم الايام التى مضت والايام الاتية .. ولهذا نحن نجتمع ونلبس اذهى الملابس ونتحايل مع النغم ونخرج صيحات لا معنى لها ونتراشق بالسوائل حتى الممنوع عنها ونجوب الشوارع ويمتد سهرنا الى الصبح ونجعل رجال الامن يساهرون للحفاظ علينا ونجبرهم علي السهر معنا ثم نقول لانفسنا ليلة سعيدة .

نافذة اخيرة

فى زنزانة السجون تجد القاتل الذى ينتظر تنفيذ الحكم عليه بالاعدام ومع ذلك يمسك بريشة ويرسم وينظم الشعر او يقرأ .. لماذاء يقرأ .

هكذا حالنا فى راس السنة نحن نعيش وراء قضبان المكان والزمان نحن فى الزنزانة الكبرى ننتظر قرار السماء بالموت ولكننا نكتب السطور ونرسم ونغني ونرقص .

هل العالم الذي نعيش فيه مجنون .. ولكننا أيضاً نمارس فيه جنوننا .

اذا كان هذه هى الحقيقة فلماذا يسعى الناس الى سهرة صاخبة فى مأتم العام الذى مضى ,

خاتمة

فى ليلة الاحزان اريد ان اركع واصلى .. ياربى اهدنى الصراط المستقيم
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : رأي حر
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    د. حسين عزالدين 12-26-2016 01:0
    رائع
    ينتهي الزمن عندما تكون سرعتك اسرع من سرعة الضو
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019