متى يعتزل محمد وردي . وهيثم مصطفى.. ... ؟!!
سؤال قد يبدو غريبا لكنه ظل في مخيلتي منذ فترة طويلة ويزداد تعجبي وتعلق ذهني بهذا السؤال والبحث عن إجابة أو أجوبة له كلما استمعت هذه الايام الفنان الكبير محمد وردي او استعمت للفنانين محمد ميرغني أو الطيب عبد الله !!
ومحمد وردي الذي عرفته وأنا طفل صغير في ستينات القرن الماضي كأول فنان ألتقيه في حياتي (فيس تو فيس) في قريتنا (حفير مشو) وهو يأتي من وقت لآخر لزيارة قريبه وكيل مكتب البريد (البوستة) الرجل الحبوب ياسين!! ثم بعد أن كبرت صرت من عشاقه كغيري من الملايين ... لذا بعد كل هذه السنوات من الصعب أن ترى من تحبه وتقدر فنه وعطاءه وهو يتشبث بالغناء بعد نصف قرن من العطاء المتجدد والمتدفق ويقاوم المرض والشيب ليثبت وجوده وهو ما لايحتاجه أصلا !!
استمعت في العيد للفنان الجميل الطيب عبد الله صاحب الألحان المميزة والحروف الأنيقة وحقيقة أشفقت على الرجل وهو يرهق نفسه ويجهدها ليخرج حرفاً يمكن سماعه وتذكرت أغنيته الرائعة إنت يالابيض ضميرك صافي زي قلب الرضيع وكيف كانت تخرج الكلمات والحروف من مخارجها ( صافية بيضاء ) تجعلك تحفظها من أول مرة وكذلك استمعت للفنان عبد الكريم الكابلي و محمد ميرغني وهم يكابدون ويجابدون ليلحقوا بالفرقة الموسيقية (الشابة) لكن (عامل السن) لا يساعدهم على التوافق مع هذا التطور والزخم الكبير في هذه الآلات التي لم تعد كما السابق! ونعيب على الكابلي أن أقحم (فرقة حبشية راقصة فاضحة قضت على كل تاريخه الجميل !!) نفس الشيئ حدث للفنانين الراحلين عثمان حسين وخليل إسماعيل في أيامهم الأخيرة وهم يحاولون تلبية رغبات بعض المحطات او البرامج والغناء بصورة تخصم من رصيدهم كثيراً والغريب ان بعض المنتجين والقنوات يصرون أن ياتو بالفنان الهرم ويجلسونه على كرسي ليغني وهو جالس مع أن المشكلة أصلا ليس في الغناء واقفا أو جالساً بل المشكلة الرئيسية في كيف يغني الفنان الذي هرم جسمه ووهن عظمه وبح صوته ؟! وإصرار هؤلاء الفنانين على الغناء وهم بهذه الحالة وهم يرفضون ان يتخلو عن جمهورهم وعن موسيقاهم وعن دنياهم التي تعودوا عليها و تخصم الكثير منهم هل هو من أجل المال أم من أجل إثبات الوجود وعدم الاعتراف بالتشيخ وهي المرحلة التي تسبق الشيخوخة ؟ !!
بالكو
قد يختلف اللاعبين عن الفنانين حيث أن اللاعب يمكنه اعتزال اللعب والتواصل في مجال آخر كالتدريب او التحكيم أو التحليل كما أن اعتزال اللاعب لا يرتبط بالسن فقط بل قد يرتبط بقدرته النفسية والبدنية على العطاء منذ وقت مبكر ! و أن عطاء اللاعب يختلف من النادي عن المنتخب لذا نجد كثير من اللاعبين دوليا يعتزلون اللعب مع منتخبات بلادهم بينما يواصلون لسنوات مع النادي وهذا مربوط بعوامل نفسية وفنية وإدارية أيضا لأن النادي يختلف عن المنتخب بكونه بيت اللاعب وقد يكون ترعرع فيه وصار جزءاً منه وهو يجد كل حميمية ودفء الأسرة وتعامل يختلف عن المنتخب الذي يعتمد على الجاهزين من اللاعبين بغض النظر عن مواقعهم في الاندية أو أسماؤهم !!
ربط اعتزال اللاعبين بالفنانين بدر في ذهني بعد مطالبة البعض باعتزال النجمين الكبيرين هيثم مصطفى وفيصل العجب وكذلك اللاعب ريتشارد جاستن اللعب دوليا ومواصلة اللعب مع أنديتهم خاصة أن اعتذار هيثم والعجب من مرافقة المنتخب تكرر أكثر من مرة مما يعتبره البعض هروبا من أداء ضريبة الوطن ! وهنا أختلف مع هؤلاء لأن العطاء في الملعب مربوط أيضا بالحالة النفسية قبل البدنية وقد يكون اللاعب في كامل الجاهزية بدنيا لكنه غير مهيأ للعب مع المنتخب نفسيا لأسباب إدارية أو اسباب شخصية أو خلافات فنية مع الجهاز الفني وهذا يحدث كثيرا من حولنا ونجد كبار اللاعبين يعتذرون عن أداء ضريبة المنتخب ولا يصفهونهم بما لا يليق ولا يطالبونهم بالاعتزال بل يقدرون كل شيئ بقدره والظروف المحيطة به , لذا لا بد أن نجد العذر لهؤلاء النجوم الذين أمتعونا بفنهم!
و السؤال الذي يفرض نفسه فرضاً متي سنتعلم ثقافة أدب الإعتزال والاعتذار أيضا في الفن والرياضة وحتى في السياسة ؟ومتى يتقدم الفنان وهو في أوج عطائه ويعتزل الغناء ليتفرغ مثلا للتلحين او التأليف الموسيقي ؟!
أشار النجم البرازيلي الكبير رونالدو لاعب نادي كورينثيانز البرازيلي بأن مسيرته انتهت هذا العام مع الكرة وأن جسمه لا يقوى على مزيد من الضغوطات وأضاف رونالدو " إنه قرار صعب ، لكن جسدي يناديني!!
كما كشف الفنان العراقي (الشاب )كاظم الساهر عن نيته باعتزال الفن عقب الانتهاء من تسجيل موسيقى ملحمة "جلجامش" حيث قال أنني سأكون بهذا العمل فنانا قدم كل ما يريد، سأعتزل الفن وأنا مرتاح ولا أبالي".
كاظمبجنتي بالكو.. يعني خلي بالك من كلام كاظم !!
baaalkooo@hotmail.com
سؤال قد يبدو غريبا لكنه ظل في مخيلتي منذ فترة طويلة ويزداد تعجبي وتعلق ذهني بهذا السؤال والبحث عن إجابة أو أجوبة له كلما استمعت هذه الايام الفنان الكبير محمد وردي او استعمت للفنانين محمد ميرغني أو الطيب عبد الله !!
ومحمد وردي الذي عرفته وأنا طفل صغير في ستينات القرن الماضي كأول فنان ألتقيه في حياتي (فيس تو فيس) في قريتنا (حفير مشو) وهو يأتي من وقت لآخر لزيارة قريبه وكيل مكتب البريد (البوستة) الرجل الحبوب ياسين!! ثم بعد أن كبرت صرت من عشاقه كغيري من الملايين ... لذا بعد كل هذه السنوات من الصعب أن ترى من تحبه وتقدر فنه وعطاءه وهو يتشبث بالغناء بعد نصف قرن من العطاء المتجدد والمتدفق ويقاوم المرض والشيب ليثبت وجوده وهو ما لايحتاجه أصلا !!
استمعت في العيد للفنان الجميل الطيب عبد الله صاحب الألحان المميزة والحروف الأنيقة وحقيقة أشفقت على الرجل وهو يرهق نفسه ويجهدها ليخرج حرفاً يمكن سماعه وتذكرت أغنيته الرائعة إنت يالابيض ضميرك صافي زي قلب الرضيع وكيف كانت تخرج الكلمات والحروف من مخارجها ( صافية بيضاء ) تجعلك تحفظها من أول مرة وكذلك استمعت للفنان عبد الكريم الكابلي و محمد ميرغني وهم يكابدون ويجابدون ليلحقوا بالفرقة الموسيقية (الشابة) لكن (عامل السن) لا يساعدهم على التوافق مع هذا التطور والزخم الكبير في هذه الآلات التي لم تعد كما السابق! ونعيب على الكابلي أن أقحم (فرقة حبشية راقصة فاضحة قضت على كل تاريخه الجميل !!) نفس الشيئ حدث للفنانين الراحلين عثمان حسين وخليل إسماعيل في أيامهم الأخيرة وهم يحاولون تلبية رغبات بعض المحطات او البرامج والغناء بصورة تخصم من رصيدهم كثيراً والغريب ان بعض المنتجين والقنوات يصرون أن ياتو بالفنان الهرم ويجلسونه على كرسي ليغني وهو جالس مع أن المشكلة أصلا ليس في الغناء واقفا أو جالساً بل المشكلة الرئيسية في كيف يغني الفنان الذي هرم جسمه ووهن عظمه وبح صوته ؟! وإصرار هؤلاء الفنانين على الغناء وهم بهذه الحالة وهم يرفضون ان يتخلو عن جمهورهم وعن موسيقاهم وعن دنياهم التي تعودوا عليها و تخصم الكثير منهم هل هو من أجل المال أم من أجل إثبات الوجود وعدم الاعتراف بالتشيخ وهي المرحلة التي تسبق الشيخوخة ؟ !!
بالكو
قد يختلف اللاعبين عن الفنانين حيث أن اللاعب يمكنه اعتزال اللعب والتواصل في مجال آخر كالتدريب او التحكيم أو التحليل كما أن اعتزال اللاعب لا يرتبط بالسن فقط بل قد يرتبط بقدرته النفسية والبدنية على العطاء منذ وقت مبكر ! و أن عطاء اللاعب يختلف من النادي عن المنتخب لذا نجد كثير من اللاعبين دوليا يعتزلون اللعب مع منتخبات بلادهم بينما يواصلون لسنوات مع النادي وهذا مربوط بعوامل نفسية وفنية وإدارية أيضا لأن النادي يختلف عن المنتخب بكونه بيت اللاعب وقد يكون ترعرع فيه وصار جزءاً منه وهو يجد كل حميمية ودفء الأسرة وتعامل يختلف عن المنتخب الذي يعتمد على الجاهزين من اللاعبين بغض النظر عن مواقعهم في الاندية أو أسماؤهم !!
ربط اعتزال اللاعبين بالفنانين بدر في ذهني بعد مطالبة البعض باعتزال النجمين الكبيرين هيثم مصطفى وفيصل العجب وكذلك اللاعب ريتشارد جاستن اللعب دوليا ومواصلة اللعب مع أنديتهم خاصة أن اعتذار هيثم والعجب من مرافقة المنتخب تكرر أكثر من مرة مما يعتبره البعض هروبا من أداء ضريبة الوطن ! وهنا أختلف مع هؤلاء لأن العطاء في الملعب مربوط أيضا بالحالة النفسية قبل البدنية وقد يكون اللاعب في كامل الجاهزية بدنيا لكنه غير مهيأ للعب مع المنتخب نفسيا لأسباب إدارية أو اسباب شخصية أو خلافات فنية مع الجهاز الفني وهذا يحدث كثيرا من حولنا ونجد كبار اللاعبين يعتذرون عن أداء ضريبة المنتخب ولا يصفهونهم بما لا يليق ولا يطالبونهم بالاعتزال بل يقدرون كل شيئ بقدره والظروف المحيطة به , لذا لا بد أن نجد العذر لهؤلاء النجوم الذين أمتعونا بفنهم!
و السؤال الذي يفرض نفسه فرضاً متي سنتعلم ثقافة أدب الإعتزال والاعتذار أيضا في الفن والرياضة وحتى في السياسة ؟ومتى يتقدم الفنان وهو في أوج عطائه ويعتزل الغناء ليتفرغ مثلا للتلحين او التأليف الموسيقي ؟!
أشار النجم البرازيلي الكبير رونالدو لاعب نادي كورينثيانز البرازيلي بأن مسيرته انتهت هذا العام مع الكرة وأن جسمه لا يقوى على مزيد من الضغوطات وأضاف رونالدو " إنه قرار صعب ، لكن جسدي يناديني!!
كما كشف الفنان العراقي (الشاب )كاظم الساهر عن نيته باعتزال الفن عقب الانتهاء من تسجيل موسيقى ملحمة "جلجامش" حيث قال أنني سأكون بهذا العمل فنانا قدم كل ما يريد، سأعتزل الفن وأنا مرتاح ولا أبالي".
كاظمبجنتي بالكو.. يعني خلي بالك من كلام كاظم !!
baaalkooo@hotmail.com
