• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
اكرم حماد

الكاردينال وليس الحكيم..!!

اكرم حماد

 0  0  7908
اكرم حماد

هناك صنف من الناس يستحسن الحسن ويستقبح القبيح.. يقول الحق ويرفض الباطل.. فالحق أبلج والباطل لجلج.. وأعتقد أن هذا الصنف هو صنف الأغلبية.. وهناك صنف ثاني يُلبس الباطل ثوب الحق.. والحق ثوب الباطل.. ويقوم بتزيين صورة القبيح وتشويه صورة الحسن.. وهذا الصنف ينضوي تحت لوائه نسبة قليلة من الناس.. ولكن هؤلاء الناس أصواتهم عالية.. فالبراميل الفارغة أكثر ضجيجاً..!
الأخ يعقوب حاج أدم صاحب عمود تمريرات قصيرة كتب متغزلاً في أشرف الكاردينال واصفاً إياه بأشهر رؤساء الهلال وبالجميل الأجمل ثم تحدث عن السيد طه علي البشير مُشككاً في حكمته وزاعماً أنه المتسبب في الأوضاع الهلالية الآنية حيث المعارضة الهدامة والشلليات وشق الصفوف لأنه لم يعمل على إحتواء المشاكل ورأب الصدع وإكتفى بالدخول في عزلة قسرية.
لن أحذو حذو الزميل مزمل أبو القاسم الذي تحدث عن اخطاء إملائية في عمود الأخ يعقوب ولكنني سأقوم بتوضيح نقطة مهمة وهي أن جملة (عزلة قسرية) التي كتبها الكاتب المذكور غير سليمة.. فالقسر هو الإكراه على عمل شيء ضد الإرادة.. أو الإجبار.. وبالتالي إذا إفترضنا جدلا أن طه في عزلة.. فهي ليست (قسرية).. أتمنى أن يقوم الأخ يعقوب بإختيار الكلمات الصحيحة للتعبير عن أفكاره حتى لا يظهر بمظهر الحافظ غير الفاهم!
بالعودة إلى لُب الموضوع أقول إن ما كتبه يعقوب ينطبق عليه المثل المعروف رمتني بدائها وانسلت.. أو فلنقل رمتني بداء أصحابها وانسلت.. فالمشاكل التي يتحدث عنها الكاتب المذكور المتسبب فيها الكاردينال وليس طه.. الكاردينال الذي يستجيب إلى إعلامه الخاص ويصدر قرارا بمقاطعة صحيفتي قوون وعالم النجوم وهو قرار الهدف منه تمييز إعلامه الخاص بالأخبار بمعنى أن الموضوع لا يتعلق بخلاف بين مجلس الهلال وهذه الصحف كما يتبادر إلى ذهن البعض.. الكاردينال الذي يتفرج على إعلامه الخاص وهو يثير الفتن والضغائن ويصنع البلبلة دون أن يحرك ساكناً.
الكاردينال الذي يشاهد إعلامه الخاص هو يسيء ويشتم في رؤساء الهلال السابقين والأقطاب بشكل عام دون أن يحفظ لهم إحترامهم وكرامتهم ومكانتهم.. بل بالعكس.. يشيد به ويؤكد أنه خط دفاعه الأول.. ويتغزل في أحد المدافعين عنه بقوله أنه قلم خرافي إذا كتب في الخير أو الشر رغم أن ذلك القلم يسيء دائماً إلى طه وصلاح والبرير.. وهو تأكيد (غير مباشر) على رضا الكاردينال عن هذه الكتابات (المُنفرة).
مع ملاحظة أن الكاردينال عندما سجل قبل عامين ونصف زيارة إلى طه علي البشير في منزله في إفتتاحية لقاءات المجلس بكبار ورموز النادي قال أنه مجرد قائد للهلال وليس رئيسا له لأن الرئيس هو طه علي البشير.. ولكن كما يقول المثل المصري (أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب).. فالكاردينال الذي رأى نفسه قائدا في حضرة الرئيس طه إكتفى بالفرجة على كتابات إعلامه الخاص التي تسيء للرئيس طه في دليل واضح على أن كلام الكاردينال في إتجاه وأفعاله في إتجاه آخر!.. مع الإشارة إلى أن الكاردينال يضيق ذرعا بالنقد وربما الإساءة التي تمسه شخصيا ولا يتردد في إطلاق الردود الجارحة مثل عبارة 80% من كتاب الهلال مرتشين.. ولكنه (يضرب طناش) عندما تمس الإساءات طه أو صلاح أو البرير أو غيرهم من رجال الهلال.. إزدواجية واضحة تنبع في الأساس من ذات متضخمة!
لستُ بصدد الدفاع عن الحكيم لأن تاريخه يدافع عنه.. ولكن الشيء المؤكد أنه لم يقف موقف المتفرج بعد أن ترك رئاسة النادي فقد دعم الهلال مالياً في فترات صلاح إدريس ويوسف أحمد يوسف والأمين البرير والحاج عطا المنان.. وواصل الدعم في فترة الكاردينال.. أما بخصوص الأجواء السيئة الحالية فهو بالطبع غير راضٍ عنها ولكنه لا يمتلك القدرة على تنقية هذه الأجواء.. ليس لأنه لا يمتلك الحكمة.. بل لأنه بعيد عن مركز القرار وبالإضافة إلى ذلك لأنه بالنسبة إلى المتسببين الحقيقيين في التلوث الهلالي يُعتبر خصماً أو شخصاً غير مرغوب فيه.
دون أدنى شك لا يمكن لطه أن يستخدم لغة الحكمة والحوار مع أشخاص يوجهون إليه الإساءات ويتعاملون معه على أساس أنه خصم لهم.. وحتى إذا قام بإستخدام هذه اللغة الرفيعة لن يستمعون لها.. وهذا يعني أنه لا يمكن لطه أو غيره أن ينجح في مهمة رأب الصدع لأن المتحكمين في القرار في الهلال لا يفكرون سوى في بناء مصالحهم الذاتية ولا يهمهم من الأساس أن تكون الاجواء صحية لأنهم لا يعرفون الإصطياد إلا في المياه العكرة.. لغة الحكمة حتى تنجح تحتاج إلى أشخاص يفكرون بالعقل من أجل المصلحة العامة.. فهل إعلام السوبرمان والعراب و(الجميل الأجمل) يفكر بالعقل؟.. هل يعرف شيئاً عن المصلحة العامة؟
الشخص الوحيد الذي يمكنه أن ينجح في مهمة تنقية الأجواء هو الكاردينال نفسه لأنه في مركز القرار ولأنه على علاقة مباشرة بالمتسببين الحقيقيين في التلوث الهلالي ولكنه لن يتدخل لأنه لا يختلف عنهم فهو صاحب عقلية إقصائية ولا يقبل الرأي الآخر ولا يتردد في رد الإساءة لمن يسيئون إليه.. بالتالي فإن فاقد الشيء لن يعطيه.. مع التأكيد على أن الكاردينال (حتى إذا تفوق على نفسه) وتدخل تدخلاً إيجابياً فإن الأجواء لن تنصلح بشكل دائم.. وإنما مؤقت.. فبمجرد ذهاب الكاردينال أو بمجرد إنقلاب إعلامه الخاص عليه كما إنقلب من قبل على صلاح إدريس والبرير ستعود الأجواء السيئة مرة أخرى لتطل برأسها غير الرشيد.!!



امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اكرم حماد
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019