محمود المليجي وعادل ادهم وتوفيق الدقن كانوا يلعبون أدوار الشر في الأعمال السينمائية المصرية بإحترافية عالية لدرجة أن بعض المشاهدين باتوا يعتقدون أن هؤلاء الممثلين أشرار بحق وحقيقة.. أشرار في الواقع.. ولكن المؤكد أنهم لم يكونوا كذلك.. فالموضوع لم يكن يخرج عن إطار فن التمثيل.
في الهلال هناك ممثلين ايضا.. لا يمثلون أدوار الشر مثل المليجي ورفاقه، وإنما يمثلون ادوار الخير ويحاولون أن يظهروا بمظهر التفاني والمثالية والإنتماء ولكنهم في الأصل مجموعة من الأشرار الذين يتكسبون من وراء الهلال ويتعمدون الإساءة إلى الآخرين وإغتيالهم معنويا بأبشع صورة.. والملاحظ أنهم أشرار أغبياء لا يضرون الآخرين فقط وإنما يضرون الهلال بأفكارهم وقراراتهم وبالتالي يضرون أنفسهم لأن كثرة الأخطاء تعني إنصراف الكل عنهم وبالتالي إضمحلال كعكة المكاسب.
الكاردينال الذي جاء إلى الهلال عبر الديمقراطية هو انموذج صريح للشر.. فالرجل أظهر وجهه الديكتاتوري من خلال مطالبته بعدم قيام إنتخابات في عام 2017.. والديكتاتورية في حد ذاتها شر كبير.. والإحتفاء بها شر (رخيص).. فقد سارت آلته الإعلامية خلفه وتحدثت عن ضرورة أن يتحول الكاردينال إلى (جمال والي جديد) بالبقاء في الهلال لفترة طويلة، فالديمقراطية حسب كلام الإعلام الموالي للكاردينال لا تسمن ولا تغني من جوع.. وهو المنطق الميكيافيللي المعروف حيث الغاية تبرر الوسيلة.. وهنا بالنسبة لهم فإن غاية المكاسب الذاتية المختلفة تبرر وسيلة وأد الديمقراطية!
هل أتحدث عن مقاطعة مجلس الهلال بقيادة الكاردينال لصحيفتي قوون وعالم النجوم لأؤكد حالة الشر التي تنبع من عقلية ديكتاتورية إقصائية؟.. والمصيبة أن رئيس الهلال يعترف بهذا الأمر بل ويفتخر به فقد قال في حواره الأخير: (انا رئيس الهلال اشرف الكاردينال وانا من اوقفت عالم النجوم وقوون ومنعتهم من دخول المعسكر وكل اخبار الهلال ستكون حصرية فقط عبر الصحف الموالية).. هل أتحدث عن إساءة الكاردينال لإعلام الهلال بالحديث عن كُتاب يكتبون ضده مقابل وجبة سمك وتحويل رصيد؟.
وماذا عن الكارثة الأخيرة بقوله أن 80% من كتاب الهلال مرتشين؟.. وصف الكاردينال لإعلام الهلال بالمرتشي لا يمكن التعامل معه على أساس أنه حديث مسيء.. هو حادث وليس حديث.. حادث مفجع راح ضحيته عشرات المسامير من كرسي رئاسة نادي الهلال.. الكرسي الذي كان يجلس عليه الأخيار.!.. الأخيار سلوكاً وكفاءة.
هل أتحدث عن الكلام الذي كتبه قائد الإعلام الموالي في اليوم التالي للحوار الكارثي والذي أكد من خلاله وبغباء لا يحسد عليه أن الكاردينال (راشي)؟.. وهل يعلم قائد الإعلام الموالي وسوبرمانه أن الراشي لا يختلف في السوء عن المرتشي؟.. فالراشي ملعون مثله مثل المرتشي تماما.. والرشوة شر.. وبالتالي من يقدمها (شرير).. هل أتحدث عن الطريقة التي حاول من خلالها الكاردينال وحاشيته إيجاد مبرر لفشل صفقة اللاعب السوري سنحاريب؟.. تعليق الفشل في رقبة شخص لا علاقة له بالموضوع ومحاولة تشويه صورته أمام جماهير الهلال.
هل أتحدث عن تحقير الكاردينال وإستخفافه بأبناء الهلال مصطفى النقر والفاتح النقر وطارق أحمد ادم والسادة؟.. أبناء الهلال الذين طالبوا في فترة سابقة بمستحقاتهم المالية فقال عنهم الكاردينال أنهم لا يشبهون الهلال.. هل أتحدث عن العبارة التي أطلقها الكاردينال (بكري المدينة تاني ما بيدقها) وهي العبارة التي تتواءم تماما مع تعريف الشر والذي من ضمن تفاصيله الكثيرة (الرغبة في تدمير الآخر).
وماذا عن صمت الكاردينال إزاء الكتابات الجارحة والقبيحة للكُتاب المقربين منه والتي يسيئون فيها لرجال بقامة الحكيم طه علي البشير والأرباب صلاح إدريس؟.. الا يعتبر سكوت الكاردينال علامة من علامات الرضا؟.. المؤكد أنه رضا.. (ورضا كبير كمان).. والدليل على ذلك العبارة التي قالها الكاردينال في حواره التلفزيوني الأخير فقد قال: (المنسقة الإعلامية صحفية خرافية لو كتبت في الخير أو الشر).
عبارة الكاردينال تختصر الحكاية وتؤكد كل شيء.. (صحفية خرافية لو كتبت في الخير وفي الشر).. وكلمة خرافية هنا يقولها الكاردينال دائما بمعنى الروعة والجمال.. بالتالي هو يقول أن المنسقة رائعة عندما تكتب في الخير ورائعة ايضا عندما تكتب في الشر.. طبيعي أن تكون علاقة الكاردينال وقادة الإعلام الموالي سمن على عسل.. فالطيور على (أشرارها) تقع... للأسف الهلال مع هؤلاء الأشرار في أزمة كبيرة.. الهلال في محنة.. أنقذوا الهلال.. فالشر لم يعد (بره وبعيد)... الشر جوه وقريب.