عندما كنا نطالب بالإستقرار في ملف الجهاز الفني ومنح المدرب فرصته كاملة بقيادة فريق الهلال لموسمين على الأقل لم نكن نفكر في حالة الإنسجام والتناغم بين اللاعبين فقط.. وإنما في فترتي التسجيلات الرئيسية والتكميلية.. فإستمرارية المدرب مع ذات الفريق لفترة معقولة ستجعله يحدد مكامن النقص في التشكيلة وبالتالي سيضع قائمة من اللاعبين الذين يريد الإستغناء عنهم واللاعبين الذين يود التعاقد معهم.
ومما لا شك فيه أن إختيار نوعية معينة من اللاعبين تختلف من مدرب إلى آخر.. فالموضوع لا يتعلق بمراكز معينة مثل الهجوم أو الدفاع.. وإنما بنوعية اللاعب نفسه.. فهناك مدرب يلعب أكثر على الهجمات المرتدة ويحتاج بالتالي للاعبين أصحاب سرعات عالية.. وهناك مدرب يُفضل المهاجم المتميز في ألعاب الهواء والبارع في الضربات الرأسية لهذا يحتاج إلى مهاجم طويل القامة وقوي بدنيا.. بمعنى أن إختيار اللاعبين الجدد أمر يحدده فكر المدرب.. فكل مدرب له طريقة معينة للعب.. وأي طريقة تحتاج إلى نوعية معينة من اللاعبين.
الهلال في السنوات الأخيرة تحديدا في فترة مجلس الكاردينال لم يعرف الإستقرار الفني.. فخطة المجلس في كل عام هي 4-3-3 .. والخطة تتمثل في مفاوضة أربعة مدربين أجانب وفشل المفاوضات معهم.. ثم بعد ذلك التعاقد مع ثلاثة مدربين أجانب (بواقع مدرب كل 3 أشهر).. مع وجود ثلاثة مدربين وطنيين تحت بند (مدربي الطواريء) وهؤلاء المدربين يقودون الفريق بشكل مؤقت بعد إقالة أصحاب العيون الخضراء.. هذه هي خطة مجلس الهلال في كل عام!.. خطة يمكن أن نطلق عليها مسمى (الفوضى غير الخلاقة).
وبسبب إستبدال المدربين المتكرر يدخل الهلال كل فترة تسجيلات من غير مدرب.. مثلما حدث في فترة التسجيلات المنقضية حديثا والتي خاضها النادي دون ان يتم الإتفاق مع مدرب وبالتالي تم التعاقد مع اللاعبين بعيداً عن رؤية المدرب الفنية رغم أن الطبيعي هو أن يكون إختيار اللاعبين شأن يخص المدرب ولا ينازعه فيه أحد.
الهلال قام بالتعاقد مع عدد من اللاعبين ثم بعد ذلك تعاقد مع المدرب الفرنسي دينيس لافاني.. الأمر أشبه بوضع العربة أمام الحصان.. رغم أن الطبيعي هو أن تكون العربة خلف الحصان.. صورة مقلوبة ستجعل الهلال يدور في ذات الفلك.. وهو فلك الفشل.. فالعشوائية لا تنجب النجاحات.. وحتى إذا حدث توفيق ما في فترة ما فإن هذا لا يعني السير في ذات الخط لأن نجاحات الصدفة خادعة ومؤقتة وسيعود الفريق بعدها لمربع الإخفاق.. فمن غير فكر منظم يُقدر حجم المخاطر التي تحيط بالهلال في ظل الخرمجة الحالية لن ينصلح الحال وسنتابع نفس المناظر.. الخروج بشكل مبكر من البطولة الأفريقية أو على أبعد الفروض من دور المجموعات.. إقالة المدرب.. تعيين مدرب وطني مؤقت.. التبشير بصفقات كبيرة في التسجيلات والحديث عن قنابل مدوية.. ثم التعاقد مع أنصاف المحترفين والتعامل معهم على أساس أنهم ساماتا و(بنزينا) وميسي.. وبعد ذلك التعاقد مع مدرب أجنبي جديد.. وهكذا دواليك.
لو كان هناك مدرب مستمر مع الهلال لما كان حصاد التسجيلات الأخيرة مُراً.. تسجيلات لم تراعي إحتياجات الفريق خصوصا من ناحية الدفاع الذي كان مكشوفاً في الموسم الماضي وأصبح الآن مولاي كما خلقتني.. مدرب الهلال الجديد سيضطر إلى التوليف في خط الدفاع.. وليس كل توليف قرار وليف.. فاحيانا لا يقدم اللاعب المُولف عرضا جيدا فيخسر الفريق مرتين.. مرة بعدم تقديم اللاعب لمستوى جيد في المركز الجديد.. ومرة أخرى بخسارة مجهودات هذا اللاعب في مركزه الأصلى.
قد يصفني البعض بالمتشائم.. ولكن المؤكد أنه لن يصفني أي شخص بالساحر إذا قلتُ ان سيناريوهات الماضي ستتكرر.. إذا كان من ناحية إقالة المدرب وربما المدربين.. او من ناحية الحصاد المتوقع في البطولة الأفريقية.. الحصاد المر.. لأن اوضاع الهلال في عهد الكاردينال أشبه بساقية جحا.
أخيرا أقول.. مع الكاردينال وحاشيته لا يمكن للعالم السعيد أن يمر مجرد المرور بالأحلام الزرقاء.. لهذا لن أحلم.. فالفوز بالبطولات الكبيرة لا يتحقق ب(الحلاقيم الكبيرة).. لا يتحقق بتصريحات (هجم النمر) من شاكلة الهلال سيفوز بالبطولة الأفريقية في عام 2017.. البطولة الأفريقية في وادي.. والهلال في وادي آخر.!
