• ×
الثلاثاء 23 أبريل 2024 | 04-22-2024
محمد احمد سوقي

ليلة تأبين داؤود.. الوفاء لأهل العطاء

محمد احمد سوقي

 2  0  1517
محمد احمد سوقي
× في ليلة من ليالي الوفاء أقام زملاء وأصدقاء وأحباء المغفور له بإذن الله داؤود مصطفى مهرجان تأبين له في إتحاد الصحفيين بحضور الكثير من أصدقاء الفقيد وشخصيا كنتُ اتمنى أن أكون موجودا في السودان للمشاركة في ليلة الوفاء ولكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن فبسبب التواجد خارج السودان لم أستطع المشاركة.
× داؤود كان من رموز الكتابة الجادة والموضوعية بما يطرحه من آراء ورؤى وأفكار لمعالجة القضايا الرياضية بعيداً عن أي عصبية أو انحياز لأي جهة حتى لو كان الهلال الذي كان يكتب عنه بالحق والمنطق رغم ان حبه قد امتلك قلبه ووجدانه وكل ذرة من مشاعره واحساسه.
× عرفت داؤود عليه الرحمة في فترة الديمقراطية الثالثة عندما كنا نصدر صحيفة صوت الشارع من المكتب رقم 8 بعمارة ابوالعلاء القديمة وكان هو يعمل بجريدة الهدف في مجال التصميم وتوطدت الصلات بيننا بزياراته المتكررة لنا للتحدث في شئون الهلال الذي يضع استقراره ووحدة جماهيره وانتصاراته فوق كل اعتبار دون ان ينشغل بصراعات النادي الادارية أو خلافاته الاعلامية التي يعتبرها قضايا انصرافية لن يستفيد منها الهلال شيئاً بقدر ما تلحق به أبلغ الضرر.. ثم عملنا معاً في صحيفة الكابتن التي شغل فيها منصب مدير التحرير في واحدة من أزهى فتراتها وأكثرها تطوراً حيث كان بمثابة الدينمو المحرك للصحيفة باشرافه على كل كبيرة وصغيرة بجانب تزيين الكابتن بصفحتي منوعات يعالج فيها القضايا الرياضية والفنية والاجتماعية والمهنية بآراء ناضجة واسلوب رائع ومفردات ندية تعبر عن دواخل عامرة بالتفاؤل في غد اكثر اشراقاً وتطوراً وازدهاراً.
× كان داؤود عنواناً للشرف والأمانة والنزاهة بعفة نفسه ونظافة قلمه الذي لم يتاجر به يوماً أو يوظفه لتحقيق مصالح خاصة بل كان يكتب من أجل الحق والحقيقة فعاش فقيراً ومات غنياً بحب الناس واحترامهم لصحفي نذر حياته لخدمة المهنة وأدى دوره ورسالته نحو الرياضة والفن على افضل ما يكون الأداء.
× كان داؤود صاحب قلب كبير يحمل الحب والخير لكل الناس لا يعرف الخصومة والعداء أو ممارسة الأحقاد والكراهية حتى ضد الذين هاجموه واساءوا اليه لأنه كان انساناً بسيطاً وزاهداً.. أنيق الطلة والبسمة.. متصالحاً مع نفسه ومن حوله.. رقيقاً كنسمة.. عاتياً كريح.. محقاً للحق.. شفيفاً.. هكذا كان الأستاذ الصحافي داؤود مصطفى يعيش بين الناس غيمة تحميهم هجير الزيف وتقلبات النفوس والأيام، كان نبياً للتسامح، والعفة والألق.
× ولأنني كنت من أشد المعجبين باسلوب داؤود المتفرد في التعبير فقد كتبت عنه هذه الأسطر قبل أكثر من عامين من وفاته تحت عنوان داؤود مصطفى فنان يرسم بالكلمات لوحات فنية رائعة جاء فيها):استمتع جداً بقراءة المقالات التي يسطرها يراع الأخ الصديق داؤود مصطفى بزاويته والحقيقة ان الأخ داؤود لا يكتب مقالاته بمداد القلم أو حروف الكي بورد ولكنه يرسم بريشة فنان لوحات رائعة تعكس اضواؤها قوة المنطق وظلالها عمق المعاني وأبعادها صدق المقاصد وموضوعية الطرح.. تحية للأخ داؤود الذي يرحل بنا لعوالم الاسلوب الرائع بمفرداته الأنيقة وتعبيراته الجميلة ونقده الموضوعي البعيد عن الشخصنة والتهاتر والتجريح ليؤكد ان النقد هو الساق الثانية للابداع وان ما يكتب من هجوم وتجن وجنوح نحو الإسفاف لا علاقة له بالنقد الهادف البناء).
× أسأل الله أن يرحم داؤود مصطفى ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : محمد احمد سوقي
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #2
    الصادق مصطفى الشيخ 11-19-2016 11:0
    قد هيجت فينا استاذ دسوقى بصدقك هذا تجاه الصادق داؤؤد رحمة الله عليك كوامن المهنة والمهنية التى كان داؤؤدا يعمل لنهضتها وابتعادها عن التهاتر والشخصنة ومن اسف حتى رحيله لم يستط الانتصار رغم الحشود الهائلة من الاقلام خلفه ففى انتصار القلة دمار لنوع متفرد من الصحافة الرياضية التى يستغرب لها العالم كونها اوجدت فى السودان وظلت محافظة بذاك الكم المشهود فلنجعل من ذكرى رحيله منبرا لاستعادة مكانة الصحافة الرياضية الى جادة الطريق
    واخيرا اقول كما قال الشاعر ارهرى محمد على فى تابين مبكر لمصطفى سيد احمد هل هى مصادفة ان يترامن رحيله مع رحيل المفكر الشهيد محمود محمد طه فقد رحل داؤؤد مترامنا مع المبدع ريادان ابراهيم وكلنا نعرف ما يربط العملاقين
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019