• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
كمال الهدى

مليار الفريق طه

كمال الهدى

 0  0  8462
كمال الهدى




kamalalhidai@hotmail.com

· أحبتي الأهلة وقع ليكم الكلام ولا لسه!

· ففجأة ودون مقدمات أُستضيف أمين عام نادي الهلال عماد الطيب بمكتب الفريق طه لاستلام مبلغ مليار جنيه أُعلن عنه كدعم مقدم من رئيس الجمهورية.

· وقد كتبت الجزء الأكبر من هذا المقال حينها، لكنه لم يُنشر لأن موضوعات أخرى بدت عاجلة أكثر منه لذلك تم التأجيل.

· وأجد نفسي اليوم بصدد التعديل فيه بعد ظهور بعض المستجدات.

· ليس غريباً بالطبع أن يقدم رئيس أي بلد دعماً مالياً لأي من المؤسسات أو الأندية الرياضية فيه، لكن الغرابة تأتي أحياناً من التوقيت واللا مناسبة.

· وهذا بالضبط ما ينطبق على الدعم الأخير الذي استلمه عماد الطيب من مدير مكتب الرئيس.

· فهل يا تُرى لهذا المبلغ الذي قيل أنه من رئيس الجمهورية علاقة بالحملة الشرسة التي يتعرض لها الفريق طه هذه الأيام، سيما عندما نربط ذلك بالعبارات التالية التي صرح بها عماد الطيب بعد استلام المبلغ " ناقلاً إليه تحيات كل أهل وشعب الهلال... الخ".

· هل سعى الفريق طه لنوع من تجميل الصورة ووجد في الهلال و( شعبه) المطية لتحقيق هذه الغاية؟!

· ليس مستبعداً أن يكون الأمر كذلك، بل هو مؤكد بالنسبة لي على الأقل.

· وقد يرى البعض أن للدعم المالي المُقدم لنادي الهلال علاقة بالجمعية العمومية القادمة، خاصة أنه قُدم في توقيت لا يواجه فيه الهلال مباريات تنافسية خارجية لنقول أن المبلغ يدعمه في معسكراته أو سفرياته المتكررة.

· لكنني لا أميل كثيراً نحو هذه الفرضية لكون الكاردينال أكد غير مرة على قدراته المالية الاستثنائية ، فهل يحتاج الرجل للدعم المالي من أجل استمالة بعض ضعاف النفوس؟!

· ألا تكفيه صيحة واحدة ( للود آدم) للتكفل بهؤلاء!

· ما أدركه جيداً ويعلمه الكثيرون هو أن الحكومة سيطرت على المريخ تماماً وتريد تكرار نفس الشيء مع الهلال بعد أن خطت خطوات بعيدة في ذلك، حتى تضمن ولاء أكبر قطاع من جماهير الكرة العاطفية تجاه نادييها.

· فهل يفيق بعض الأهلة من غفوتهم ويتذكروا نادي الحركة الوطنية الذي يفترض أن يظل ساحة لتلاقح الأفكار قبل أن يُستلب مثلما استلب الأغراب الكثير من مؤسسات البلد؟! هذا إن لم يكن قد اُستلب فعلاً.

· ونقول لعماد الضاحك دوماً أمام المال ألا تخجلون من مثل هذا الدعم في الوقت الذي يموت فيه الناس من الاسهالات المائية ويعانون في كل مناحي الحياة، علماً بأنك قلت بعد استلام الشيك أن هذا الدعم يعكس مدى اهتمام الرئيس بالشأن الرياضي وبالوطن والمواطنين!!

· فأيهما أهم في هذا الوقت بالله عليك يا عماد، صحة المواطن ولقمة تسد جوع طلاب المدارس وأجهزة طبية تكفينا شر الإعتداءات المتكررة على الأطباء، أم نادي الهلال الذي يهمنا كثيراً أمره، لكننا نرتب الأولويات كما يجب أن تكون؟!

· صدقني لو كنت مكانك لقلت للفريق طه (دامعاً) وليس (ضاحكاً) أن هناك من هم أولى منا في هذا الوقت يا سعادة الفريق وتحرم علينا أموالكم إن لم تذهب في الأول لوجهاتها الصحيحة.

· ما تقدم هو الجزء الذي كتبته من المقال بعد تلقي مليار طه مباشرة.

· والآن دعونا نربط ذلك بالتطورات اللاحقة لنرى ما إذا كانت استنتاجاتنا صحيحة أم أننا ( نشطح)!

· فقد زار الكاردينال بعد نهائي كأس السودان ولاية كردفان بالفريق الذي نخاف من أن يصبح ملكية خاصة بالرجل.

· وهناك استقبله الوالي أحمد هارون.

· وأين كان الاستقبال! في المطار.

· وهو أمر يتطلب وقفة وتأملاً عميقاً.

· الغريب في الأمر أن بعضنا حصر تناوله لهذا الأمر في زاوية بالغة الضيق.

· انصب جل همهم في السؤال: لماذا يدعم الوالي أحمد هارون هلال الأبيض دون مريخه!

· وكأنهم سمعوا بهذا الدعم بالأمس فقط!

· فقد ظل أحمد هارون يدعم هلال التبلدي منذ سنوات عديدة.

· وقبله دعم هلال كادقلي أيضاً، فلماذا لن نسمع لكم صوتاً، إلا بعد أن فاز الهلال الأب على هلال الأبيض ليظفر بكأس السودان!

· شفتوا التعصب أعمى كيف!!

· المشكلة أكبر من دعم الوالي لهلال الأبيض.

· والسؤال الذي يفترض أن نطرحه كإعلاميين ( رغم أنه لا يصب في مصلحة نادينا الأزرق) هو كيف يتوجه والي حكومة للمطار لاستقبال رئيس نادي رياضي؟!

· الكاردينال غادر إلى هناك ليس بصفة مسئول في حكومة ولاية الخرطوم حتى يستقبله الوالي في المطار.

· لكنها لعبة مصالح الكبرى لمن يريد أن يفهم.

· لو كنا في بلد محترم لتمت مساءلة الوالي أحمد هارون على مثل هذه الخطوة التي لا تنسجم مع المراسم البرتوكولية، لكننا بالطبع لا نعيش في بلد تُحترم فيه مثل هذه الأمور.

· والأهم من استقبال الوالي للكاردينال هو تصريحات الكاردينال حول عزمه إنشاء مصانع لمعالجة اللحوم هناك!

· لا غضاضة بالطبع في أن يقيم أي رجل أعمال سوداني المصانع.

· بل على العكس فهذا يدعم الاقتصاد.

· لكن يبقى السؤال: كيف يعلن الرجل على الملأ مثل هذا الأمر قبل الدخول في مناقصات ومنافسة آخرين للظفر بمثل هذه المشاريع؟!

· هذه هي لعبة المصالح التي نعنيها.

· وهذا هو ما ظللنا نحذر منه منذ سنوات.

· قلنا مراراً أن رجال المال يستخدمون أنديتنا الكبيرة وجماهيرها كمطية لتحقيق أهدافهم الخاصة، فلم يصدق البعض وظنوا أننا نقول ذلك رغبة في السباحة عكس التيار والسلام.

· وها هي الشواهد تظهر الآن أمام كل من يريد أن يستوعب ما يجري.

· لا يفترض أن يحصل الكاردينال أو غيره على أي مشاريع بدون مناقصات.

· لكن ما يجري بينه وبين الوالي أحمد هارون يؤكد أن لعبة المصالح ماضية إلى نهاياتها.

· فقد تابعت بالأمس جزءاً من نشرة تلفزيون السودان المسائية وسمعتهما يتحدثان بحماس بالغ عن التوأمة بين الناديين.

· أكد الوالي أحمد هارون للكاردينال أن شبابهم سيكونون شباب الكاردينال وأن جهازهم الفني سيكون جهازه والعكس صحيح.

· وأضاف هارون أن ذلك سيحدث لأنهما يرغبان في صناعة تاريخ جديد في البطولات الأفريقية.

· وقد ضحكت على الحديث العاطفي لأن قلبي يحدثني بأن هلال الأبيض تحديداً سوف يلعب مباراته الأولى في البطولة الأفريقية، ثم الثانية ليخرج بعدها ويعود أدراجه دون أي جديد.

· صحيح أن الفريق قدم كرة قدم جيدة إلى حد ما خلال منافسات هذا العام.

· لكنها تظل منافسة محلية لا يمكن أن نحكم من خلالها على قوة الفريق أفريقياً.

· وما يجلعنا لا نكثر من التفاؤل هو أن هؤلاء القوم لم يحدثوا طفرة في أي مجال حتى نتوقع منهم تاريخاً جديداً في الكرة.

· ولهذا ظللنا نكابد من أجل أن يُبعد الهلال عن مثل هذه الألاعيب الحكومية التي ندرك مراميها جيداً.

· سيقول البعض بالطبع أننا نقحم السياسة في الكرة.

· لكنني أسأل أصحاب الضمائر الحية: من بالله عليكم الذي يفعل ذلك! نحن من نعلق على ما يجري، أم هؤلاء الذين يصنعون الأحداث ويستغلون جماهير الأندية لتحقيق مصالحهم الخاصة؟!

· نعود لمليار الفريق طه لنسأل: ما معنى أن تتبرع الرئاسة لنادي الهلال الذي يتبرع رئيسه بدوره بالمليارات للعديد من الأندية والمؤسسات الرسمية في الولايات!!

· ألا يؤكد ذلك لكل صاحب عقل أن المسألة لا تعدو أن تكون (شو) إعلامي ولعبة مصالح كبيرة!!

· كل من يريد أن يلمع نفسه يعلن عن تبرع بالمبلغ الفلاني.

· والمحزن أن رئيس الهلال الذي يتوهم البعض بأنه أكبر داعم للهلال في تاريخه غاضين الطرف عن المقارنة بين ما يصرفه على المنشآت مهما كثُر وبين ما يمكن أن يحققه من المشاريع التي تُسند له من تحت الطاولات!

· أفيقوا يا أهلة ودعوا العاطفة جانباً، حتى لا يأتي يوم تندمون فيه وحينها لن ينفع الندم.

· دعكم من (بعض) المريخاب الذين يسعدون أيما سعادة بأموال الحكومة.

· نعم يسعدون بها، وإلا لما سمعنا الأصوات الكثيرة التي تنتقد الوالي أحمد هارون على عدم دعمه لمريخ الأبيض أو غيره من الأندية الحمراء.

· من يغضبهم عدم منح الوالي لقب دكتور ويثورون عندما نقول أنه لم يستحق اللقب حاله في ذلك حال الكاردينال، لن يهمهم كثيراً أن تُنفق أموال الشعب المغلوب على أمره على أندية ليس فيها من الاحترافية إلا اسمها.

· ونسأل من أغضبهم عدم دعم هارون لنادي المريخ هناك: لماذا لم تقولوا منذ سنوات خلت أن دعم جمال الوالي للمريخ دون الهلال لم يكن عملاً مقبولاً؟!

· فالوالي دعم النادي الأحمر بأموال المؤتمر الوطني.

· وأموال الوطني هي أموال الحكومة.

· وأموال الحكومة في الأول والأخير هي أموال الشعب.

· فلماذا لم نسمع لكم صوتاً حينها.

· وحتى هارون نفسه لم تنتقدونه إلا بعد فوات الأوان.

· والمضحك رفضهم لفكرة استقبال هارون للهلال بعد أن تغلب على ناديه هلال الأبيض.

· يقولون ذلك وكأن الهلال بعد أن فاز على نادي أحمد هارون خرج عن الملة وصار نادياً أجنبياً عدواً لا يفترض أن توضع الأيادي في يد رئيسه أو أي من إدارييه.

· أي غفلة يعيشها هؤلاء!

· ولهذا قلت دعكم من هؤلاء يا أهلة فنحن لا نريد لما حدث في المريخ أن يتكرر بـ ( الكربون) في الهلال.

· ولو كان المال الذي يتم الحصول على بأي ثمن كافياً لاحداث النقلة المطلوبة لفاز المريخ بكأس أفريقيا عشر مرات تباعا.

· نقطة أخيرة:

· شكراً كثيراً للصديق الوفي الذي راسلني مشجعاً بعد مقالي الأخير بعنوان " وأنتِ تتحرشين بنا لفظياً" ليقول لي في رسالته " عندما يكثر عليك الدجاج تأكد أنك تسير على الطريق الصحيح" ولهذا الصديق ولغيره من المشفقين علينا أقول لا تقلقوا فنحن ماضون في طريقنا ولن نلتفت للمشوشين، لأن لدينا أخوات وأخوة نحبهم لا نريد لهم أن يقعوا فريسة لبعض المضللين وجماعة ( الشو) الإعلامي، فالقارئ مهما كان حصيفاً قد تفوت عليه بعض الأمور لأن ارتباطه بالكاتب يكون في حدود المادة المكتوبة فقط، ولا يعرف شيئاً عن الكثير من التفاصيل الأخرى، وليس بالضرورة أن تكون كل جعجعة معارضة حقيقية، فهناك من يوهمونك بمعارضة ما يجري في السودان وتجدهم غارقين في وحله حتى أخمص أقدامهم.. وهناك من يتكسبون حقيقة من وضعهم والصورة التي تظهر عنهم كنقاد حقيقيين للممارسات الخاطئة، فيما الهدف غير ذلك تماماً، وإلا فكيف أسس البعض أعمالاً تجارية وأنشأوا الشركات في غضون سنوات قليلة، بينما كتاب بكل قوة أقلامهم وصلابة مواقفهم ( شبونة نموذجاً) يعيشون على الكفاف! سؤال لكل صاحب عقل متفتح.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال الهدى
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019