انتزع هلال الملايين بطاقة التأهل لنهائي كأس السودان الذي سيقام في مدينة ود مدني بفوزه على الفريق العنيد اهلي شندي بهدفي شيبولا ومدثر كاريكا.. هدف شيبولا نسخة بالكربون من الهدف الذي سجله في مباراة المريخ في الدورة الأولى من الدوري الممتاز.. وهدف كاريكا الذي جاء في الدقائق الأخيرة والذي أراح جمهور الهلال من الأهداف الجميلة لهذا اللاعب الكبير والذي يشبه طائر الفينيق الذي كلما حسبوه مات إنتفض وحلق عاليا في فضاء الإبداع والإقناع.
ولكن وبالرغم من فوز الهلال وتأهله للمباراة النهائية من بطولة كأس السودان إلا أن الأداء في المباراة بشكل عام كان مرتبكاً فقد افتقد الفريق للتنظيم والجماعية حيث كثرت اخطاء التمرير والتي اتاحت للاهلي فرصة الاستحواذ والسيطرة على منطقة الوسط في بعض الأوقات ولكن دون خطورة تذكر على مرمى الهلال وقد كان خط الوسط هو المشكلة الكبيرة فقد كان أداء نزار حامد وأبو عاقلة سلبيا للحد البعيد خصوصا نزار حامد الذي مال إلى الإحتفاظ بالكرة كثيرا مفضلا اللعب الفردي على اللعب الجماعي.
مشاركة أطهر الطاهر والطاهر سادومبا في نفس التشكيلة علامة إستفهام كبيرة لأن اللاعبين يمتلكان نفس المواصفات والإمكانيات ومشاركتهما معا تؤثر على شكل الفريق وقد ظهر هذا الأمر من خلال الأداء في المباراة خصوصا الطاهر سادومبا الذي تم إشراكه في خط الوسط ولم يقدم المستوى المطلوب.
الهلال عندما تعاقد مع سادومبا صاحب الأربعة وثلاثين عاما تعاقد معه من أجل الاستفادة من قدراته وخبراته كهداف خطير قادر على الوصول لمرمى المنافسين بأسهل الطرق وأقصرها وقد بدأ المهاجم الزيمبابوي فترته الثانية مع الهلال بشكل جيد ولكن الملاحظ أنه تراجع في المباريات الأخيرة ولم يعد يشكل الإضافة المطلوبة وهنا نقول ان هذا اللاعب لن يقدم أي إضافة للهلال في البطولة الأفريقية في الموسم القادم والتركيز يجب ان يكون على إستقطاب مهاجم أفريقي شاب وقوي.
في الشوط الثاني من مباراة أهلي شندي لم يتغير الحال كثيرا وحتى بعد خروج ادواردو سادومبا والطاهر سادومبا وكاريكا ودخول مهند الريدة وبشة ووليد الشعلة لم يتحسن أداء الفريق ولكن في النهاية نجح الفريق في الحفاظ على النتيجة بخبرة لاعبيه.
الاهلي شندي رغم أداءه للمباراة بعدد كبير من اللاعبين الشباب إلا أنه لم يكن خصما سهلا وقد شاهدنا جماعية في الاداء وسرعة في الحركة وإنتشار جيد للاعبين ولكن كانت نقطة ضعفه عدم فعالية الهجوم.
بشة لم يشارك اساسيا في المباراة وهنا أقول أن وجود هذا اللاعب في نهائي كأس السودان خلف كاريكا وسادومبا يعزز القوة الهجومية ويشكل خطورة كبيرة على الفريق (إذا كان هذا الفريق المريخ أو هلال الأبيض) خاصة اذا لعب بشة حراً دون اي مهام دفاعية ومما يزيد من فعالية الهجوم ان بشة وكاريكا يستطيعان تبادل الادوار في صناعة اللعب والمقدمة الهجومية حسب مجريات اللعب ليكون في مقدور اياً منهما قيادة الهلال للفوز باحراز الاهداف من داخل او خارج المنطقة.
حافظوا على محمد عبد الرحمن من أجل الهلال
صرف مجلس الهلال النظر عن تجديد التعاقد مع المهاجم الشاب محمد عبد الرحمن وقد قيل أن تعرُض اللاعب لإصابة مزمنة هو السبب في حين يقول اللاعب ووالده أن الموضوع يتعلق بالمال.
الكاردينال وحسب الأخبار منح محمد عبد الرحمن مليار جنيه وهو الأمر الذي لم يعجب اللاعب الذي طالب بتقييم مالي أكبر وأعتقد أن هذا الشيء من حق اللاعب خصوصا وأننا في زمن الإحتراف وأي لاعب من حقه أن يقوم بتقييم نفسه خصوصا إذا كان اللاعب بموهبة ومهارة محمد عبد الرحمن الذي يراه الكثيرين أفضل مهاجم شاب في الساحة.
الهلال الآن لا يمتلك مهاجم موهوب غير كاريكا وحتى كاريكا لن يمكث كثيرا في الهلال وإذا لعب موسم لن يلعب موسمين إذا لعب موسمين لن يلعب ثلاثة لأن للسن أحكام بالتالي فإن رؤية المجلس كان ينبغي أن تكون بعيدة المدى بالحفاظ على محمد عبد الرحمن وعدم تكرار خطأ بكري المدينة الذي إنتقل إلى المريخ بنفس سيناريو عدم التقييم المالي ثم كلنا تابعناه يتألق في البطولة الأفريقية في الموسم الماضي.
خلاصة القول لا بد أن يتعامل مجلس الهلال مع ملف المهاجم الشاب محمد عبد الرحمن بنوع من الحكمة ويجلس مع اللاعب مرة أخرى مع الإشارة إلى نقطة مهمة وهي أن التراجُع في القرار والجلوس مع اللاعب وتقديم عرض جديد له ليس عيبا طالما أن الغرض منه مصلحة الهلال.