عندما نكتب او نقرا تاريخ امة نقرا الكثير عن ابطالها وخاصة عن المنتصرين ونادرا ما نقرا فى التاريخ عن الرياضة ونجومها رغم انهم فى امم كثيرة يحتلون جزاء كبيرا من الانشغال العام فليس هناك كتاب تاريخ واحد يذكر او يتذكر ابطال الرياضة
لعبة كرة القدم هى الوحيدة التى تجمع الناس كلها على مشاعر الحماس تتساوى فى ذلك طبقات المجتمع كلها بلا تميز واضح سوا كانت من ناحية اللعب ام التشجيع حيث يمسك المشجعون انفاسهم طوال تسعين دقيقة هى مدة المباراة وحتى تنتهى المباراة تمتلى البيوت والشوارع والاماكن العامة بالحديث عن المباريات وما حدث فيها اللعبة نفسها لا تقتصر على الملاعب الرسمية وانما ايضا فى الحوارى والشوارع والمدارس فى كل مكان يمكن ان يوجد فيه صبية وتوجد به كرة قدم
الفيلسوف الفرنسى الشهير جانبول سارتر له مقولة شهيرة قال فيها ان كرة القدم هى مجاز يعبر عن الحياة كلها واخر قال بل الحياة مجاز يعبر عن كرة القدم واخر قال كل ما تعلمته فى الحياة تعلمته من كرة القدم
نافدة
الواقع ان المتفرج الجالس المنارج ليتابع مقابلة فى كرة القدم لا يروم التمتع بمشاهدة اللعبة فحسب بل يروم التعبير عن وجوده على كيف ما .فهو اذ يتفرج يريد القول على جهة التضمين وعلى سبيل التصريح انا اتفرج اذن انا موجود فالفرجة من وجهة نظرنا ليست فعلا بريئا بل هى فعل وجودى معبر وسلوك فردى او جماعى حمال دلالات شتئ ويمكن ان نرصد من خلال دراستنا لسلوك الجماهير الرياضية فى اطار ما يسمى بعلم اجتماع الجموع ثلاثة مظاهر دالة على ان البعد الوجودى نفعل الفرجة اولها الفرجة باعتبارها فعلا تعبيريا وثانيها الفرجة باعتبارها اعلانا عن الانتماء الى هوية كروية مخصوصة وثالثها الفرجة باعتبارها شكلا من اشكال التحدى للذات الاخر ومن المهم ان ننبه الى اننا نقصد بالفرجة هاهنا الحضور المادى الفيزيولجى فى ملعب كرة القدم بما يرافقه من انفعالات وحركات واقوال وقسمات وجه تعبر عن موقف المتفرج من مجريات المقابلة ففى المستوى الاول اعنى الفرجة بما هى فعل تعبيرى فاننا نعتقد ان المتفرج كائن تفاعلى غير محايد فى تعامله مع العرض الكروى فهو يحضر مباراة كرة القدم وفى نفسه شوق الى ممارسة لذة المشاهدة المباشرة للعبة والمشاركة فيها على نحو ما من خلال التعبير عن انفعالاته اتجاه الفريقين المتنافسين فهو يشجع هنا ويسخط على ذاك ويهتف عاليا مؤيداالفريق الذى يحب متهجما على الخصم ساخرا منه
نافذة اخيرة
فى كل عمل رياضى لابد ان تكون هناك اطراف مختلفة وفى كل عمل ادارى رياضى لابد ان تكون هناك اراء متعددة وللاسف الشديد فى ظروفنا الراهنة بنادى الاهلى الخرطومى ليست الاراء وحدها هى التى تختلف ولكن ايضا المنافع والمصالح لان هناك مثلا من يظن انه اجدر بالمشاركة من غيره وهذا وهذا يصح ولكن ايضا قدلا يصح وهناك من ينتهز فرصة الخلافات التى تحدث بين الاراء المختلفة لكى يتسلق عليها ويجعل من نفسه طرفا اخر هذا باختصار ما دار ما يقارب العشرة سنين داخل دهليز الادارة بنادى الاهلى
خاتمة
ظل المتشبثين بالمقاعد يمنون النفس بان يتقدموا الصفوف فى النادى الاهلى طوال تلك المدة التى سماها البعض الكارثية على النادى الاهلى حيث ترنح فيها الفريق اكثر من مرة وذاق لحظات السقوط المروع من جراء سياسات خرقاء لا تمد للادارة الرياضية بصلة تباعدت الاطراف وكثرة الخلافات وكان الضحايا اكثرهم من المدربين واللاعبين الذين هجرو النادى بعد ان فقدو المصداقية فى مجلس الاهلى فى الامور المادية وهم كثر تركوا حقوقهم حتى يبنوا مستقبلهم فى اندية اخرى والمثل الحى مبارة نيل شندى التى اودت بالفريق الى السنتر ليق البقاء او الهبوط كم لابعب ترعرع بالنادى الاهلى وبزغ نجمه فيه ولكن المناخ لم يلامه ...
عموما نتمنى ان لا نشهد ليلة سقوط النادى الاهلى من خلال سنتر ليق الهبوط او البقاء ونتضرع الى الله جميعا بان لا يسقط النادى الاهلى ككيان بل تسقط كل الممارسات الدخيلة على مجتمعه التى اوصلته الى هذه المكانة التى لا تشبه تاريخه ابدا كلنا مع مسيرة بقاء الاهلى فى الممتاز وكلنا نمنى النفس ان يزيح عنا هذا الكابوس الجاثم على صدره وهو مجلس الاهلى الحالى وكلنا نتمنى ان لا نشهد ليلة سقوط الاهلى بالدعوات الصالحات لان من فشل فى 34جولة فى الثبات يجب ان نكثر له الدعوات