• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024
علي الكرار هاشم

الزراعة..والفرص المهدرة

علي الكرار هاشم

 0  0  7092
علي الكرار هاشم


كتبنا سابقا عن موضوع الزراعة في السودان ومدى تطورها ارتباطا مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 والتي قيل فيها ان السودان سوف يكون مصدرا من ضمن مصادر الاعتماد الزراعي وقد استبشرنا خيرا بذلكم الطرح والذي لا زلنا ننتظر ان يصبح تنفيذه حقيقة ويتنزل علي أرض الواقع لتستفيد منها كلا البلدين وان كان تطورنا في المجال الزراعي لا ينبغي ان يرتبط بالحادثات من الامور وانما هي استراتيجية كان يفترض ان تنفذ.
الآن والعالم يتناول موضوع الزراعة في الجارة الشقيقة مصر موضحين بشتى انواع الوسائلوالوسائط الاعلامية التصرف الكارثي في ري المحاصيل بمياه الصرف الصحي وهو أمر شديد القبح بل يعد من التصرفات القاتلة اذ كيف تتحول مياه الصرف الآسنةلتروي الخضروات والفواكه غذاء البشر ومن ثم تصدر للعالم الخارجي حاملة اسم البلد متناسين أن العالم ما عاد يسير كما العميان وأن الناس لا تأكل مالم تتأكد من المصادر والجودة والصلاحية وهي ذات المفاهيم التي أدت لكشف تجاوزات المزارع المصري وتناسيه لأخلاق العمل وشرف المهن.
ما يهمنا هو الشأن السوداني مرة أخري والي أي مدي وصلت زراعتنا بل أين وصلنا نحن بالزراعة ولا زالت أراضينا البكر تذروها الرياح ممددة منبسطة ممهدة تنتظر من يبذر البذور ويشق القنوات لتصبح البلاد كلها قمحا وزرعا وخضارا. والارض السودانية لو نطقت لشكت عن تقاعسنا في تركها هكذا في وقت تزرع بعض الدول علي سفوح الجبال وتنقل التربة لتضعها علي الصخر وفي وقت يستعمل الناس كل انواع الاسمدة قربانا للأرض حتى تنتج بعد أن أجهدوها و(أرضك يا سودان) ما زالت بكرا بعضها انتج الذهب في الصحاري وبعضها انتج الخامات العديدة بينما تظل اراضي الزراعة شاخصة تنادي ولعلها تنادي المهدي أو صلاح الدين أو المعتصم أو غيرهم من المنقذين فهل تري يسمع منقذ أم يصدق القول:
رب وآمعتصماه انطلقت ملء أفواه الصبايا اليتم
لامست اسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم
والمؤكد أنه حتى ساعتنا هذه لا توجد أدلة علي حراك عملي وعلمي نحو الزراعة بخلاف بعض التنظير وبعض التباكي علي مشاريع قدمت الكثير ثم انهارت ,وسوف تبقي اراضينا كما هي ونبقي نحن تحت رحمة شعوب افتقدت المصداقية وصارت تصدر لنا انتاجها دون رقيب او حسيب لنستقبل نحن منها الخضروات والفواكه الفاسدة والقاتلة نشتريها بأموالنا وقد نلام كثيرا اذا ما فكرنا في تركها او مقاطعتها كما يحدث الآن من جدل وتطاول.
أما المياه فقد حبانا الله بها له الحمد وله الشكر بل جعل بلادنا تنعم بها في كل مناطقها من أمطار وخيران الي عيون وآبار الي ساحل طويل يمتد من البحر الاحمر وأنهر جارية بل اكثر من نهر تشق البلاد طولا وعرضا وهي مياه معظمها متدفق غير راكض صالح للشرب وصالح للري بل وصالح كذلك لصيد الاسماك اضافة لمجال الاستزراع السمكي.
ان الدعوة الآن هي دعوة في منتهي البساطة ولا تحتاج لذلك التنظير والمؤتمرات ان نستثمر في ارضنا وان نقدم أنفسنا بإنتاج ممتاز يقبله العالم ويقبل عليه نظر لخصوبة ارضنا وجودة مائنا وسمعتنا الطيبة لما نحتفظ به من كريم الخلق والصدق في التعامل وان هذا المجال هو مجال للمنفعة والربح لا يحتاج الي تردد فجدواه ظاهرة للعيان .
وبجانب الزراعة تبدو قضية الاسماك اذ اننا بجانب ثروتنا الحيوانية المعروفة لنا ثروة سمكية في البحر الاحمر ويعرف المختصون أن البحر الاحمر من البحار النظيفة لقلة وجود المخلفات فيه وبعده عن المحيطات اضافة لاتساعه مما يجعله موطنا للأجود انواع الاسماك مع سهولة الصيد. ونري دولا فقيرة مثلنا لكنها تصدر الاسماك وانواع المعلبات من (التونا والساردين) فقط لقربها من البحار بينما ظلت سواحل البحر الاحمر مثل اراضي الزراعة لا تجد من يستثمر فيها بجدية مما فتح المجال أمام الصيادين المصريين لتجاوز الحدود الدولية والدخول مرارا في اراضينا وقد يكون لهم الحق في ذلك فهي منطقة لا تجد من يستفيد منها ( والارض لمن يفلحها). ولعل من نافلة القول ان ثقافة المواطن السوداني المغلوطة جعلته يقول بأن اسمالك البحار غير طيبة الطعم وظل يعتمد علي نوع معين من سمك النيل تاركين تلك الثروة الهامة والتي يفترض ان تسد حاجة المواطن بأسعار ميسرة اضافة لتصديرها خارج البلد.
لا بد ان تتضافر كل الجهود ولا بد ان تتحرك كل السواعد ليس مقبولا ابدا ان يترك بلدنا بكل خيراته الوفيرة هكذا ونظل عاطلين عن الانتاج بينما العالم يتقدم ويقدم انتاجا مذهلا من مساحات صغيرة ومن هنا تظل الحروف والكلمات مشرعة باستمرار تنادي كل مسؤول في أي مجال ذي علاقة ان يستشعر مسؤليته ويتحرك .

علي الكرار هاشم محمد
الرياض
alialkarar@hotmail.com

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : علي الكرار هاشم
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019