• ×
الثلاثاء 16 أبريل 2024 | 04-15-2024
كمال الهدى

الأمان (أمان) الله

كمال الهدى

 0  0  7518
كمال الهدى


كمال الهِدي

kamalalhidai@hotmail.com

· استوثقت من معلومة تناولها أحد الزملاء في مقال له حول شخصية كلفها رئيس نادي الهلال بمراقبة لاعبي الفريق ورصد كل ما يصدر عنهم والتجسس عليهم حتى في ونستهم العادية، فأكد لي أكثر من مصدر صحة المعلومة.

· تأكد لي فعلاً وجود جاسوس يرصد حتى أنفاس لاعبي الهلال.

· لن نظلم الكاردينال ونقول أنه من ابتكر هذه الوسيلة (الجبانة) للمحافظة على الاستقرار وتأمين الولاء.

· فقد سبقه في ذلك رؤساء آخرين في الهلال.

· كل من طالع كتاب الدكتور كسلا " محطات في حياتي" لابد أنه انتبه لإشارة المولف لهذه الفئة من الجواسيس الذين أسماهم المؤلف في كتابه بـ " الناصحين".

· إذاً هو تقليد قديم في أنديتنا الكبيرة للأسف.

· إلا أن الكاردينال أفرط في توظيف الجاسوس من أجل ضمان استمراره في رئاسة النادي والسعي لاطفاء أي تمرد قد يحدث وسط اللاعبين كما يتوهم.

· وافراطه يؤكد ما أشرت له في مقال سابق بأن الكاردينال يحاول الامساك بزمام الأمور بصورة أشد وأقوى ممن سبقوه.

· لا ننكر أن هناك من يكيدون له كرئيس للهلال، وهذا أيضاً أمر مكرر ويحدث مع كل الرؤساء.

· ومثلما ناصحت رؤساء سبقوه أعيد وأكرر النصيحة للكاردينال مستعيراً المثل العامي المصري ( أمشي عدل يحتار عدوك فيك).

· افراط الكاردينال في توظيف الناصح ( الجاسوس) مرده أيضاً إلى أن بعض المحيطين به يعظمون له من الدور التخريبي الذي يمكن أن يقوم به بعض خصومه.

· وفي بعض الأحيان يوهمونه بأن فلاناً يكيد له دون أن يكون لهذا الفلان أي دور تجاه ما يجري في الهلال.

· ولهذا السبب بدأت تقديم أول نصائحي للكاردينال بعد إعلانه رئيساً للنادي ربما بساعات قليلة.

· كتبت وقتها راجياً منه أن يبعد نفسه عن زملاء المهنة تحديداً إن أراد أن يهنأ بفترة هادئة في رئاسة النادي.

· أوضحت وقتها أنه يستطيع كرئيس للهلال أن يتعامل مع مختلف الصحفيين دون أن يصطفي عدداً محدداً منهم ويعتبرهم حماة له، لأن العديد من زملاء المهنة عودونا للأسف الشديد على تقلبهم في المواقف.

· قلت لك يا كاردينال أن من يدعمك اليوم قد ينقلب عليك غداً.

· لهذا كان رأيي أن تستعين بأهل الشأن من الفنيين والمتخصصين في إدارة الكرة وأن تتبع المؤسسية في إدارة النادي الكبير.

· لكنك- كحال الكثير من رجال المال- لم تطمئن إلا بعد أن أحطت نفسك بشبكة من النفعيين، آخرهم هذا الجاسوس الذي تريده أن يجلب لك الأمان من خلال معرفة كل ما يدور وسط اللاعبين.

· وقد فات عليك أن الأمان من رب العالمين، وأنه لن يصيبكم إلا ما كتب الله لكم.

· كما فات عليك أن علاقتك بلاعبي الهلال هي صمام الأمان الوحيد.

· إن تمكنت من تأسيس علاقة ناضجة قوامها الاحترام المتبادل مع هؤلاء اللاعبين لن تكون هناك حاجة لتوظيف جاسوس يتتبعهم طوال الوقت نظير المال.

· فمن يقبل لنفسه بمثل هذا الدور لا يفترض أن يكون مصدر ثقة أي عاقل.

· ومن تمنحه أنت مليوناً من الجنيهات مثلاً في مقابل المهمة القذرة قد يجد من يعطيه مليونين ووقتها سيكون ولاؤه لمن دفع أكثر.

· فلماذا لا تفكروا بعقل و( يخت الواحد منكم الرحمن في قلبه) يا رؤساء أنديتنا ويُحمل كل منكم نفسه وليس الآخرين نتائج ما يأتي به من أفعال.

· فمن يعامل الآخرين باحترام وصدق ونية خالصة لن يجد منهم إلا معاملة شبيهة.

· ومن يحاول التذاكي على الآخرين ويعتمد على الجواسيس وناقلي الوشايات سيقع يوماً ما في الحفرة التي حفرها بنفسه.

· مثل هذه التصرفات ستكون وبالاً عليكم إن عاجلاً أم آجلاً يا رئيس الهلال.

· أمامكم اليوم سانحة جيدة حيث تفوق فريق الكرة على منافسيه وظفر ببطولة الدوري الممتاز دون عناء يذكر، فلماذا لا يلجأ مجلسكم لتوظيف هذا الانجاز بالصورة المثلى، بدلاً من اللجوء لمثل هذه الأساليب غير التربوية!

· حافظوا على تماسك اللاعبين عبر تطمينهم وتوطيد العلاقة معهم، لا بإدخال الجواسيس لغرفهم، فالإحساس بوجود من يتجسسون عليهم وسماعكم لكل وشاية تأتي من هؤلاء الجواسيس يسيء لهذه العلاقة كثيراً.

· والمحصلة النهائية ستكون خيبة وخدمة كبيرة تقدمونها للخصوم وليس العكس لو تعلمون.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال الهدى
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019