• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-24-2024
كمال الهدى

جاهزية ومبررات هزلية

كمال الهدى

 0  0  8196
كمال الهدى



kamalalhidai@hotmail.com

· منعتني ظروف عمل مسائي من متابعة مباراة الهلال والخرطوم كاملة، حيث بدأت مشاهدتي لها قبل دقائق من هدف الخرطوم.

· وقد صُدمت للطريقة التي ضُرب بها دفاع الهلال لحظة الهدف.

· لكنها تظل تجربة مطلوبة للهلال الأفريقي.

· وأتمنى أن يكون رئيس الهلال قد اقتنع من واقع ما شاهدناه في هذه المباراة بأن ما كان يقوله حول جاهزية الفريق لكأس الأبطال الأفريقية مجرد كلام والسلام!

· فالخرطوم الفريق المنظم الذي يشرف عليه فنياً مدرب معروف القدرات وبلاعبيه المهاريين قدم للجهاز الفني في الهلال خدمة كبيرة، إن كانوا يفكرون حقيقة في استعداد أمثل للبطولات الأفريقية.

· أما إن كان الأمر هو أن نظل غارقين في المحلية فلا شك في أنهم سيحتفلون مع رئيس النادي ومستشاريه الفنيين ( الوهميين) ويكتفون بالتهليل لأداء اللاعبين.

· لم يكون مقبولاً بالنسبة لي أن ينضرب دفاع يضم كابتن الفريق مساوي بسنوات لعبه الطويلة بتلك الطريقة.

· وأكثر ما أدهشني في الأمر أن المدربين فوزي وطارق كانا قلبي دفاع مميزين، فليس من المعقول أن لا يكون هناك تركيز على الدفاع ويُسمح بمثل ما شاهدناه.

· أعلم أن بعض الأمور لا يمكن تعلمها بين عشية وضحاها وأن لاعبينا في الكثير من الأحيان يصعب على أي مدرب أن يغير ما بعقولهم، لكن على الأقل توقعت من وزير الدفاع وفوزي أن يركزا على الوقوف والحركة الصحيحة للمدافعين، سيما أن بين قلبي الدفاع قائد الفريق.

· كان الأداء بالنسبة لي في شوط اللعب الثاني فوق الوسط بقليل من جانب الهلال وأكثر جودة من جانب الخرطوم.

· وهو أمر طبيعي حيث أن الهلال حسم أمر اللقب، بينما الخرطوم كان يكافح من أجل الظفر بالنقاط لأنها ستفيده كثيراً في المنافسة.

· سمعت بعد انتهاء المباراة أن ظهير الهلال الأيسر كابو أُختير نجماً للقاء وهذا أمر يجعلنا نتساءل عن معايير اختيار نجوم مباريات دورينا الممتاز.

· فقد شاهدت هذا اللاعب طوال الشوط الثاني ولم أر له أي كرات عكسية متقنة تصل للمهاجمين لتشكل خطورة على مرمى الخصم، كما شاهدت وقوعه في أكثر من مخالفة.

· في المباراة السابقة أيضاً تم اختيار أبو عاقلة نجماً للمباراة رغم أنه تسبب في هدف عكسي.

· لكن مع هؤلاء القوم لا تستبعد أن يقع الاختيار يوماً ما على لاعب يكون قد طُرد من مباراة كنجم لها.

· الحقيقة أن أداء اللاعب كابو في المباراة السابقة أيضاً لم يكن جاذباً بالنسبة لي.

· لكن عندما علقت للصديق فيصل مكاوي يومها أكد لي أن تلك كانت أول مباراة للفتى.

· قبلت المبرر على مضض رغم أن لاعب الكرة المتميز تظهر بصماته من خلال مشاهدة قد لا تتعدى الدقائق.

· ويبدو أن خانة الظهير الأيسر في الهلال قد أصابتها لعنة.

· فمنذ رحيل الموهوب تنقا، لم نهنأ بلاعب أدى الوظيفة بدرجة معقولة سوى محمد حمدان.

· ومنذ ذلك الحين فشل كل اللاعبين المحليين والأجانب الذين جيئ بهم للعب فيها.

· آخر الفاشلين الأجانب في هذه الخانة كان الأثيوبي بوتاكو وأذكر أنني حكمت بفشله من خلال لحظات شاهدته فيها مع منتخب بلاده قبل وصوله للسودان بأيام.

· يومها كان المنتخب الأثيوبي يواجه المنتخب الجزائري ونبهني بعض الأصدقاء لمتابعة لاعب الهلال القادم الظهير الأيسر بوتاكو.

· وبعد مشاهدته لدقائق أوضحت لهم رأيي بأنه لن ينفع الهلال في شيء، وقلت أنه يبدو كمن يبحث عن ( رايحة) في الميدان.

· وجاء للهلال ليواصل ركضه غير المفهوم و( تلفته) يميناً ويساراً إلى أن غادر دون أن يترك أي بصمة.

· اللاعب الصغير كابو يمكن أن يفيد الهلال محلياً، لكن أفريقياً لا أظن أن الأمر يحتاج لمجرد وقت، الله إلا إذا وجد المدرب المثابر وأصبحت لدينا تدريبات فردية على عيوب اللاعبين كما يحدث في أماكن أخرى.

· أما بدون ذلك فلا أعتقد أن كابو سيتغير هكذا من تلقاء نفسه ليصبح صانع لعب ماهر.

· فقد جربنا بوي لسنوات وظل كما هو الدافع الذي يدافر و( يعافر) وعندما تتاح له فرصة التقدم يركض ليعكس إما في الآوت أو في أقدم المدافعين.

· ربما يحتاج الهلال لظهير أيسر بمواصفات أعلى للمنافسات الأفريقية.

· فكرة القدم الحديثة ومع أي تكتل في منطقتي الوسط والدفاع للفريق المنافس سوف يحتاج الهلال إلى لاعبين جيدين في الأطراف.

· والجودة تُحسب بعدد الانطلاقات الصحيحة والكرات العكسية المتقنة التي تصل إلى المهاجمين، لا تلك التي تُلعب على أرجل المدافعين أو في الشباك الخارجية.

· وهذا الأمر لا يتقنه لا كابو ولا بوي ولا غيرهما ممن يشغلون مركز الظهير الأيسر حالياً في الهلال.

· لاحظت أيضاً في مباراة الخرطوم أن مهاجمي الهلال لم يحسنوا استغلال الفرص المضمونة على قلتها.

· وهذا أيضاً درس آخر مهم جداً قدمه الخرطوم ومدربه للهلال.

· فما شاهدناه يشبه ما يحدث في المباراة الأفريقية الكبيرة، حيث لا فرص عديدة.

· وفي مثل هذه المباريات لابد من استغلال أنصاف الفرص.

· وإن عذرنا الثعلب وولاء الدين باعتبارهما لا يزالان في بداية الطريق، لا يمكن أن نجد العذر للاعب في خبرة سادومبا.

· إن ضيع الهلال فرصاً مثل تلك التي شاهدناها خلال لقاء الخرطوم أفريقياً فالمؤكد أنه سيفقد نتائج المباريات التي يحدث فيها ذلك، لأن المنافسين هناك يستغلون فرصهم ولا يتصرفوا كلاعبينا الهواة.

· الحارس جينارو أبدع في ابعاد كرة بالغة الخطورة في الدقائق الأخيرة، وكان من الممكن أن يتعامل مع تلك التي نتج عنها الهدف بطريقة أفضل رغم أن الهدف ليست مسئوليته- لو أنه ظل يشارك باستمرار.

· لكن المشكلة أنهم ( ركنوه) لفترة طويلة للغاية وبالطبع يؤثر الجلوس الطويل في الدكة على مستوى اللاعبين، سيما حراس المرمى.

· لابد أن يكون الحارس الجيد حاضراً بدنياً وذهنياً ونفسياً في أي وقت.

· وحتى يتسنى ذلك يجب أن يتم اشراكه في بعض المباريات.

· فلا يعقل أن يُشرك الحارس الأجنبي مكسيم في الممتاز وكأس السودان والودي وكل مباراة يخوضها الهلال، ويوم أن يحتاجون للحارس البديل يجدونه في أبهى صورة.. هذا لا يمكن أن يحدث.

· ذات الخطأ وقع فيه أهل المريخ، حيث ظلوا يعتمدون على حارسهم اليوغندي جمال سالم بصورة لا فكاك منها، لدرجة أنه حين يغيب يريدون من الاتحاد أن يغير لهم برمجة المباريات حتى يعود ليلحق بالمباريات المهمة.

· مخجل جداً أن يشيروا في بيانهم إلى أن هناك من يحاولون إبعاد الحارس جمال عن المشاركة وكأن المريخ عبارة عن لاعب واحد اسمه جمال.

· وهنا لابد أن نتساءل: من الذي سجل المعز في المريخ كحارس بديل بذلك المبلغ الكبير! ولماذا؟!

· استمعت بالأمس لرسائل صوتية للدكتور كسلا في أحد القروبات تضمنت تحليلاً موجزاً ومنطقياً جداً للمباراة.

· من تحليل الدكتور عرفت أن أداء الهلال كان أفضل بكثير في شوط اللعب الأول.

· أشار الدكتور لعدد من الأمور الهامة في تحليله ستفيد الهلال كثيراً في مشواره الأفريقي إن توفرت الجدية، فكل العشم أن يطلع أعضاء الجهاز الفني في الهلال على تلك الملاحظات التي ستثري جهودهم بدون شك.

· من أهم ما قاله كسلا هو أن الهلال سوف يحتاج أفريقيا لقلب دفاع أكثر قوة وحضوراً من الحاليين.

· وهذا يعيدنا للطريقة التي نتج عنها هدف الخرطوم وعدم التمركز الجيد لمدافعي الهلال.

· وهو أمر تكرر كثيراً جداً في مباريات الأندية والمنتخبات السودانية، أعني الوقوف غير الصحيح ، علاوة على جري المدافعين وراء الكرة في حالات لعب الخصم بالأطراف.

· فمع أي انطلاقة لأحد طرفي الفريق المنافس ظللنا نلاحظ أن مدافعينا جميعاً يركضون وأعينهم على الكرة دون أن يتابعوا حركة لاعبي الفريق المنافس الآخرين ممن لا يستحوذون على الكرة لحظتها.

· تكون الكرة في الجانب اليسار فيركض جميع مدافعينا ولاعبي الارتكاز مركزين كامل بصرهم على ذلك الجانب فتُحول الكرة سريعاً للجانب اليمين ليجد أحد مهاجمي الفريق المنافس نفسه أمام مرمى خالِ تماماً.

· هذا واحد من أكبر الأخطاء عند مدافعينا، أما ( الضرب) في العمق فهو أشنع هذه الأخطاء ويحتاج لمراجعة سريعة وجادة وربما لمحترف أجنبي فعلاً.

· نخلص مما تقدم إلى أن الهلال غير جاهز لأي بطولة أفريقية وأرجو أن يكف رئيسه عن تسويق الوهم.

· ربما أن الكاردينال صدق أن الفريق جاهز فعلاً لأنه لا يفهم الكثير في فنيات الكرة ويعتمد على أناس لا علاقة لهم بالنواحي الفنية.

· صحيح أنه ذكر في لقائه التلفزيوني الأخير أن بالهلال لجنة فنية تتكون من لاعبين اثنين سابقين في الهلال، لكنها لجنة سرية لذلك لم يعلنوا اسميهما!!

· وهو كلام يبدو غير مقنع اطلاقاً ولا يمكن أن يدخل عقل طفل في السابعة من عمره.

· هل هي لجنة مفتشي اسلحة نووية حتى تكون سرية يا كاردينال!

· عدم إعلان الأسماء معناه أن مستشاريكم في النواحي الفنية ليسوا لاعبي كرة سابقين فكفاكم خداعاً للناس بمثل هذه الأساليب المشكوفة.

· مبرركم بأن السرية أتت من كون اللجنة السابقة تعرضت لهجوم وأن أعضائها برروا مواقفهم بأنهم كانوا فقط يختاروا من بين عدد من اللاعبين في كل مركز وسخريتك من ذلك أراه حديثاً فطيراً جداً.

· إذ من الطبيعي أن يتعرض كل من يقوم بعمل للنقد، ومن حقه أن يبرر ويوضح للقاعدة الهلالية.

· قلت أنت بسخرية أن الطبيعي هو أن يختاروا، لكنني أقول لك أن الاختيار نوعان يا رئيس الهلال.

· الأول هو أن تاتي بلجنة فنية تمنحها الوقت والصلاحية لاختيار مهاجم مثلاً حسبما يرى أعضاؤها، فيشاهدون المباريات ويتابعون ويقع اختيارهم على عدد من اللاعبين يتشارون فيما بينهم حول الأصلح.

· والثاني هو أن تأتيهم أنت بعدد من اللاعبين في مركز محدد وتطلب منهم أن يفاضلوا فيما بين اللاعبين.

· وهذا هو ما تم في تلك الفترة حسبما علمنا من مصادر موثوقة وبعض أعضاء اللجنة.

· يعني عندما تأتيهم بثلاثة لاعبين في مركز المهاجم ويختارون الأول وتعجز عن التوصل لاتفاق معه ربما بسبب المال.. ثم يرفض الخيار الثاني عرضكم ويفضل نادياً آخر وتكمل اتفاقك مع الثالث.. عندما يحدث مثل هذا الأمر هل يفترض أن نلوم اللجنة وأعضاءها؟!

· يبدو أنك أردت أن تقول أن على كل عضو لجنة نختاره أن يتحمل عنا الأوزار ولا يحاول تبرير أو شرح أي مسببات لفشل قد يحدث.

· عموماً ما أنا واثق منه أنه لا توجد حاليا ًلجنة لاعبين سابقين في الهلال، وأن الاختيار يقوم به من لا علاقة لهم بالجوانب الفنية، لكن فقط نريد أن نؤكد أن ذلك لن يؤدي للنتائج المرجوة، فعليكم بالشفافية يا رئيس الهلال ودعك من مثل هذه المبررات الهزلية.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال الهدى
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019