الهلال ينجو من هزيمة ثقيلة من الخرطوم الوطني
الأزرق يحتاج لعملية إحلال وإبدال كبرى لإعادة القوة والفعالية للفريق
جاءت جماهير الهلال الوفية زرافات ووحدانا لمباراة الازرق والخرطوم الوطني وهي تمني النفس بفوز كبير وعرض رائع يليق بالبطل المتوج الذي حسم البطولة قبل اسبوعين من نهايتها ولكن الفريق خيب الآمال بانتهاء المباراة بالتعادل بهدف لكل منهما بعد ان ظهر فريق الخرطوم الوطني بمستوى رهيب سيطر من خلاله على مجريات المباراة بجماعية الاداء وسرعة الإيقاع وبناء الهجمات من الاطراف والعمق ليخلقوا العديد من الفرص التي لو تم استثمارها لمني الهلال بهزيمة قاسية وموجعة.
ورغم ان الهلال هو بطل الممتاز فقد كان الفرق كبيراً بينه وبين الخرطوم الوطني الذي تفوق عليه في المهارات والقدرات الفنية وحسن الانتشار والانتقال السريع من الدفاع للهجوم والتنفيذ الدقيق للجمل التكتيكية التي مكنتهم من الوصول لمرمى الهلال من كل الاتجاهات وبسرعة خيالية فتحت طرقا معبدة في دفاع الهلال الذي فشل تماماً في ايقاف موجات الهجوم المتواصلة التي كادت ان تغرق الهلال لولا براعة الحارس جمعة الذي انقذ الهلال من هدف مؤكد في الثواني القاتلة بخروجه في توقيت سليم لترتد الكرة من قدمه وينجو الهلال من هزيمة كانت اقرب اليه من حبل الوريد.
لاجدال في ان المستوى المتطور والاداء الرائع الذي ظهر به الخرطوم الوطني وهو يقدم واحدة من اجمل مبارياته لم يأت صدفة أو ضربة حظ ولكنه كان نتاجاً طبيعيا للجهد الكبير الذي بذله مجلس ادارة الخرطوم الوطني بقيادة مامون النفيدي في العمل بصمت في دعم الفريق بالكفاءات وتوفير كل احتياجاته ومنح المدرب الغاني كل الصلاحيات التي مكنته من العمل في اجواء مستقرة لعدة اعوام نجح خلالها في خلق توليفة منسجمة أوصلت الفريق لهذا المستوى وجعلته من ناحية التقييم الفني اقوى وافضل فريق في الممتاز بلا منازع والاحق والاجدر بتمثيل السودان في البطولات الافريقية ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن.
لقد اكدت مباراة الهلال والخرطوم الوطني ان الفريق يعاني من ضعف واضح في كل خطوطه ويحتاج لعمل فني كبير لابعاد كل العناصر التي فقدت القدرة على العطاء او صاحبة الاداء غير المتطور تمهيدا لدعمه بمجموعة من اللاعبين اصحاب القدرات الكبيرة والذين يتم اختيارهم حسب الاحتياجات الفعلية للفريق في مرحلة التسجيلات القادمة لتفادي كل الاخطاء والسلبيات والمجاملات التي وقع فيها مجلس الهلال خلال العامين الماضيين بشطب لاعبين اكفاء وضم لاعبين لا يستحقون شرف ارتداء شعار الهلال وفي مقدمتهم سادومبا الذي لم يقدم للفريق شيئا يليق بتاريخه باهداره لفرص سهلة في كل مباراة بسبب وزنه الزائد ولياقته الضعيفة وبطئه الشديد فالهلال حقيقةً في مهب الريح فاما تسجيلات ناجحة تعيد للفريق قوته وفعاليته او الاستعداد لموسم يفقد فيه الفريق بطولة الممتاز ويخرج من المراحل الاولية للبطولة الافريقية التي يعتبر حديث رئيس النادي عن الفوز بها تخديرا للجماهير التي تدرك ان فرق البطولات تٌبنى في عدة مواسم بوجود مجموعة من المواهب والعبقريات الفذة يشرف عليها تدريب مستقر لعدة سنوات لخلق فرقة قوية ومنسجمة تشق طريقها بقوة نحو منصات التتويج وبدون هذا سيظل الهلال يقدم عروضه الرائعة على صفحات الصحف وليس على الميادين التي تحتاج لقدرات وامكانيات لاتوجد في فرقة الهلال الحالية الا في الثعلب وكابو اللذين يعتبران من نجوم المستقبل. اما الجريف وابوعاقلة والطاهر سادومبا وولاء الدين وسادومبا ومساوي فمكانهم خارج القائمة اذا كان الهدف مصلحة الهلال.
واخيراً فان الواجب المهني يفرض علينا ان نقول ان الخرطوم الوطني فريق يستحق الاحترام وان ترفع له القبعات لمستواه المتطور وقدراته الكبيرة واعتماده على مجموعة من الشباب الموهوبين الذين جعلوا فريقهم الاقوى والافضل والأجمل فلهم التحية والتقدير.