* أعتقد أن مدرب الهلال إيلي بيلاتشي الذي تمت اقالته مؤخراً أكثر الناس حاجة إلى كلمات المواساة بُعيد الهزيمة القاسية التي تلقّاها الهلال بأرض الفاشر على يد إبننا البار المريخ.
* لاشك ان المدرب المُقال أصيب بخيبة أمل كبيرة عقب الاعتداء اللفظي السافر عليه من قبل رئيس نادي الهلال صاحب قاموس لغة (الخور) الذي وسم الروماني ب (المُخرف).
* ومن المسلّم به عندنا في العادات السودانية أن أكثر العبارات دقةً وأبلغها أثراً تلك التي تخبر أو تُذكّر صاحب الفقد (الجلل) أنه ليس الوحيد الذي تعرّض لتلك المأساة فتطل عباراة (ياها حال الدنيا) وغيرها من الجمل المشابهة.
* فالشتيمة التي تعرض لها بيلاتشي والضغوط التي عايشها خلال مسيرته مع الهلال لم يكن هو أول ضحاياها وبالطبع لن يكون الأخير.
* كثيرون مرّوا من هنا يا بيلاتشي ولاقوا ذات المصير فلم تسر وحدك أبداً.
* فقد عرف عالم الهلال منذ قديم الزمان بأنه صاخب ومكفهر وذو طابع خشن.
* والطريقة التي أبعد بها بيلاتشي من تدريب الهلال عقب هدف محمد الجيلي في الفاشر مرتبطة بالفريق الأزرق وقد جربت على كثيرين سواء كانوا مدربين أو لاعبين.
* مقارنة بآخرين فإن كلمة (مخرف) التي وصم ووسم بها بيلاتشي تعتبر من الكلمات الهينة واللينة إذا وضعت في كفة مع المفردات والاشارات الصريحة التي أطلقها بعض أداريو الهلال في مواجهة مدربين وصلت إلى درجة الاتهام بصياغة المؤامرات وتنفيذ الخطط الخبيثة للاطاحة ببعض كبار اللاعبين.
* بل أن كتاب التعامل الهلالي لم يفرق بين مدرب أجنبي أو وطني فكلهم تحت المقصلة شرق.
* وعلى الصعيد المقابل فإن تأريخ المريخ مع المدربين الاجانب مشرف جداً ولم يحدث أن تعرض مدرب للإساءة من قبل الإدارة المريخية.
* خلال السنوات الأخيرة استقدم المريخ مدربين كثر منهم من أكمل فترته ومنهم من تم انهاء عقده بالتراضي ولكن لم يحدث أن تجاوز المريخ العرف السائد في التعامل الراقي مع المدربين.
* وقد شهد على ذلك بالأمس المدرب غارزيتو والذي أشاد بما وجده في المريخ من تعامل راقٍ عكس فترته التي قضاها بالهلال والتي وصفها بالأسوأ عندما ظهر إسمه كمرشح لخلافة بيلاتشي في تدريب الازرق.
* ما لا يعرفه بيلاتشي أنه جاء خلفاً لمدرب طارق العشري- تعرض لذات الأسلوب المهين عند إقالته.
* وكثيرون هم أولئك المدربون الذين حصلوا على لقب ( كيسو فاضي) من الادارة الهلالية بقيادة الرئيس التحفة الكاردينال.
* من قبل عاش المدرب نبيل الكوكي اجواء مضطربة وعندما سافر إلى وطنه تونس لزيارته والدته لم يفوت الفرصة التي سنحت له عندما طلبه نادي الافريقي التونسي رغم أن الهلال كان متواجداً ضمن فرق ابطال افريقيا.
* المدرب الوطني مبارك سلمان لم يسلم من الأسلوب الخشن والتجني المنكر فوصف من قبل رئيس (الفول فولي) بأنه أفشل مساعد مدرب.
* وسلمان لم يكن الأول فقد سبقه كثيرون ليس آخرهم صلاح أحمد آدم.
* عندما أنهى المريخ تعاقده مع كروجر في المرة الأولى كان الوداع على شاطئ النيل السعيد بحفل مرطبات فاخر تبادل فيه الحضور عبارات الثناء والمجاملة.
* وما حدث مع كروجر كان لمواطنه اتوفستر نصيب منه وقد ظلت العلاقة بين هؤلاء المدربين مستمرة وهم أصحاب ترشيح بعض المدربين لقيادة المريخ.
* يمكنكم مواصلة المقارنات بين تعامل ادارتي المريخ والهلال مع المدربين الاجانب والوطنيين وستجدون البون شاسعاً.