• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-28-2024
محمد احمد سوقي

استمتعوا بالسيئ لأن القادم أسوأ

محمد احمد سوقي

 0  0  3069
محمد احمد سوقي

* نثر منتخب الناشئين شلالات الفرح في كل انحاء الوطن بفوزه المستحق باربعة اهداف مقابل هدفين على منتخب الكاميرون الذي يعتبر من افضل منتخبات القارة بقدراته البدنية والفنية الكبيرة والتي نجح ابطال منتخبنا في التفوق عليها بالمهارات العالية واللعب الجماعي وروح الاصرار والحماس التي دفعتهم للعودة للمباراة بعد ادراك الكاميرون للتعادل مرتين ليحسموا اللقاء بهدفين رائعين اكدوا بهما ان هذا المنتخب مختلف تماما في أدائه وروحه وولائه للوطن بدفاعه المستميت عن شعاره العظيم بالقتال حتى آخر قطرة من الجهد والعرق من أجل الدفاع عن سمعة وكرامة الكرة السودانية التي اهدرت على سفوح الهزائم المتواصلة للاندية والمنتخبات خلال المواسم الماضية.
* لعب منتخبنا مباراة كبيرة وظهر بمستوى متميز بذل فيه كل جهد ممكن وقدم افضل مالديه من امكانيات في ملحمة كروية واجه فيها خصماً قوياً كسب مباراته امام يوغندا بسباعية أكدت قوته الهجومية الضاربة والتي صمد أمامها منتخبنا ليخرج بهذه النتيجة الايجابية التي ضاعفت حظوظه في التأهل للنهائيات بمدغشقر في العام القادم. وحتى لا نركب موجة الاشادة ونغفل السلبيات فقد شاب الاداء بعض الاخطاء والتي ينبغي العمل على معالجتها خلال فترة الاسبوعين القادمين حتى نتمكن من تخطي الكاميرون في مباراة صعبة تحتاج للاعداد الجاد بمعسكر خارجي وتشكيلة مثالية لاغلاق كل الثغرات ونقاط الضعف التي ظهرت في مباراة الابيض وفي مقدمتها اخطاء الحارس الذي تسبب في احراز الكاميرون لهدفين من الكرات التي فشل في استلامها فارتدت منه لقمة سائغة للكاميرونيين ليودعوها الشباك ويقوى أملهم في تخطي السودان اذا فازوا بهدفين نظيفين في مباراة الاياب، ومن الاخطاء أيضا ارتباك الدفاع وعدم اجادته للتغطية والتمركز الذي اتاح للهجوم الكاميروني تشكيل خطورة كبيرة على منتخبنا وهي مسألة يحتاج علاجها لتركيز كبير لأن المحافظة على نظافة شباكنا في مباراة الاياب واستغلال اندفاع الكاميرونيين نحو مرمانا للتعويض هي الوصفة التي ستقودنا للنهائيات التي غبنا عنها السنين الطوال في مختلف البطولات . كذلك وضح ان هناك بعض الضعف في الوسط والذي عالجه الجهاز الفني بدخول عبدالصمد وخالد مكان شهاب ومؤمن اللذان اعادا التوازن للفريق ونجحا في دعم الدفاع وبناء الهجمات وتشكيل ضغط متواصل على الجبهة الكاميرونية نتج عنها هدفي الفوز الغالي الذي جعل مدن الوطن وقراه ومزارعه وصحاريه وغاباته ووديانه ترقص طربا ابتهاجا بانتصار صنعه الصغار وفشل فيه الكبار رغم انهم لم يتوفر لهم واحد على مليون مما توفر للأندية والمنتخبات الكبيرة ولذلك لابد من تقوية الوسط بوجود العناصر التي تملك القدرات الدفاعية والهجومية.
*إن معالجة الأخطاء والسلبيات واغلاق الثغرات والتدريب المتواصل على طريقة اللعب في مباراة الاياب والتي تعتمد على الاداء المتوازن بالدفاع القوي في حالة فقدان الكرة والاعتماد على المرتدات السريعة والانطلاق لزيادة عدد المهاجمين في حالة الاستحواذ هو الاسلوب الامثل لتخطي الكاميرون وتحقيق حلم الوصول للنهائي.
*كان كل لاعبي المنتخب نجوماً ولم يقصروا في حدود واجباتهم وامكانياتهم وكان اكثرهم تألقاً المهاجم كردمان الذي احرز هدفين رائعين ومحمد عباس الذي احرز هدفا وصنع الهدف الثالث بمجهود فردي خارق بمراوغته للطرف اليسار وتوغله واطلاقه لقذيفة قوية ارتدت من الحارس ليحرز منها كردمان هدف التقدم الذي أمنه محمد ادم بالهدف الرابع.
* انتصار منتخب الناشئين المستحق على المنتخب الكاميروني العملاق هو انتصار لفكرة بناء قاعدة عريضة للناشئين التي ظللنا ننادي بها لعدة عقود باعتبارها الطريق الوحيد لتطور الكرة وتحقيقها للانجازات الخارجية كما ان هذا الانتصار هو انتصار لجماهير الابيض التي قدمت الدرس لجماهير الخرطوم في روح الولاء والانتماء للوطن والتي دفعتهم للوقوف بقوة خلف المنتخب الذي لايجد أي مساندة من جماهير العاصمة والصحافة الرياضية بدليل ان الصحيفة الوحيدة التي ابرزت انتصار المنتخب في عنوان رئيسي هي (قوون) التي تؤكد في كل يوم انها الصحيفة الاولى بمهنيتها العالية وانحيازها المطلق للوطن والحق والحقيقة . كذلك فان هذا الانتصار هو احياء لذكرى الراحل عبدالمجيد عبد الرازق صحفي المنتخب الذي ظل يتابع اخباره ونشاطه وينتقد اداءه ويرفع معنوياته ويقف معه بقوة في كل مشاركاته ويسافر على حسابه لتغطية مبارياته ويدعو كل الاقلام للتخلص من عصبية هلال مريخ ودعم المنتخب الذي يلعب باسم وطن ينبغي ان يكون فوق كل انتماء واعتبار.
*وأخيراً فان هذا الانتصار هو انتصار لوطنية وعبقرية مولانا احمد هارون في توظيف الرياضة لتحقيق الانجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لأنه يؤمن ان الرياضة هي الوسيلة الاسرع لتوحيد الناس بمختلف اتجاهاتهم السياسية وانتماءاتهم القبلية وعقائدهم الدينية واعتقد انه لو وجد ولاة ووزراء ومسئولين في مستوى كفاءة وشجاعة وقدرة احمد هارون في اتخاذ القرارات لتغير وجه الحياة في السودان باتخاذ القرارات الاقتصادية الحاسمة بايقاف استيراد السيارات والسلع الاستفزازية ومحاكمة كل من يصدر منتجات سودانية ولا يعيد قيمتها للبلاد واعلان الحرب على تجار العملة الذين يربحون المليارات على حساب قوت الشعب السوداني ولذلك نحن نحتاج لرجل في شجاعة احمد هارون لاتخاذ هذه القرارات من اجل تخفيف أعباء الحياة على الجماهير لتحقيق الازدهار والاستقرار حتى لا تنطبق علينا مقولة استمتعوا بالسيئ لأن القادم اسوأ.

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : محمد احمد سوقي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019