في البدء أقدم التحية و التهنئة لكافة القراء بمناسبة عيد الفداء .. عيد الأضحى المبارك قائلاً كل عام و أنتم بخير , أعاده الله عليكم باليُمن و الخير و البركات و أن يُحقق الله أماني الجميع .
بعد تناول طعام الغداء ثاني أيام عيد الأضحى المبارك تلبية لدعوة الرياضي المطبوع الأستاذ الباشا حيدر محمد طه رئيس الجالية السودانية في حائل كانت الجلسة السودانية الاجتماعية الرياضية الثقافية في صالون الباشا حيث كنت شخصي الفقير لله و الرئيس الفخري لرابطة مشجعي المريخ الأستاذ مصطفى محمد علي و المريخابي القح محمد البشير بابكر المشهور لدينا بود البشير حفيد شيخ إدريس بن محمد بن حمد بن صباحي المعروف لكافة الشعب السوداني بـ " عوج الدرب " و لفيف من الهلالاب يتقدمهم د/ بابكر محيسي و العمدة محمد صديق و المهندس أسامة مبارك و الأستاذ شعيب جبريل و الأستاذ عاصم الداروتي .
دار الحديث عن الشقلة عوج الدرب و الكرم الفياض مروراً ببعض الأماكن في سوداننا العزيز ثم الهلال و المريخ و الدوري الممتاز فكان أن أقَرَّ ود البشير أخيراً بأنَّ كأس بطولة سوداني للدوري الممتاز موسم 2016 قد حسمه الهلال و ذلك من واقع الفارق النقطي الكبير بين المتصدر هلال الملايين و أقرب منافسيه .
هذا الإقرار من ود البشير جاء بعد أن أصاب رؤوسنا بالصداع حيث ظل يجهر بالقول و يكتب باستمرار في القروبات التي تجمعنا به و التفاؤل يكسوه من كل جانب عبارة ( الخيل في اللفة ) و ذلك من واقع نتائج المريخ الإيجابية التي حققها في بداية الدورة الثانية للدوري الممتاز و تقليص فارق النقاط ما بينه و هلال الملايين الذي لم يُفارق الصدارة منذ أول مباراة لعبها في الدوري الذي أوشك على قرب نهايته . حيث وقع ود البشير في جُب التخدير الذي كان يمارسه الإعلام الأحمر وهنا أستحضِر المثل العربي : (( فَتْلَ في الذروة و الغارب )) الذروة أعلى السنام و أعلى كل شيء . و الغارب مقدم السنام . و أصل فَتْلَ في الذروة و الغارب , هو أن يجيء الرجل بالخِطام إلى البعير الصعب و قد ستره منه لئلا يمتنع عليه , فيأخذ في فتل أعلى سنامه حتى يأنس به , فإذا تمكن منه وضع له الخِطام . و الخِطام ما يوضع في أنف البعير ليُقاد به . يقال للرجل لا يزال يخدع صاحبه حتى يظفر به .
و بمناسبة الخيل في اللفة هذه سياحة بسيطة عن ذكر الخيل فهناك العديد من الأمثال و الحِكم التي قيلت فيها على سبيل المثال : الخيل تجري على مساويها و معنى ذلك إن كان بالخيل مرض أو عيوب فإنَّ كرمها يحملها على الجري وعدم التوقف حتى تكمل مشوارها . فكذلك الكريم الحُر يحتمل المؤَّن و يحمي الذمار و إن كان ضعيفاً و يستعمل الكرم على كل حال .
( الخيل أعلم بفرسانها ) أي أنها اختبرت ركابها فهي تعرف الكِفل من غيره . و الكِفل هو من لا يثبت على الخيل و خلاصة معنى المثل استغن بمن يعرف الأمر .
نعلم أنَّ الخيل تُعد ذات أهمية في مجتمعنا السوداني فهي تُمثل إرث تاريخي لدى بعض القبائل التي تُمثل لهم الفروسية خاصة في ولايات دارفور , و قبل الخروج من دائرة الأمثال هذا هو مثلنا الشعبي الذي هو بمنزلة تواصل الأجيال و لا زال اللسان السوداني يُردده كلما شاهد أو سمع أنَّ جُهد فلان من البشر نُسِبَ لغيره فإذا به يقول : ( الخيل تجقلب و الشُكر لحَمَّاد . ) في الأغنية السودانية جاء ذكر الخيل كثيراً على سبيل المثال من منكم لم يطرب للفنان صديق أحمد أوعثمان اليمني و هما يُرددان : و بنوتاً تحاكي الخيل يشابن زي جدي الريل . و تقف كلمات بنونة بت المك نمر في رثاء أخيها عمارة , منارة تراثية مضيئة كان للفنان الكابلي قصب السبق و اليد الطولى في إبراز القصيدة وهي تقول :
ما هو الفافنوس ما هو الغليد البوص
ود المك عريس خيلاً بِجن عركوس
أحي على سيفو البحد الروس
يا جرعة عقود السم
يا مقنع بنات جعل العُزاز من جم
الخيل عركسن ما قال عدادن كم
فرتاك حافلن ملاي سروجن دم
و في الحديث الشريف جاء ذكر الخيل , روى البخاري و مسلم عن عُروة بن الجعد رضيَّ الله عنه , عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة : الأجر و المَغنم . )
عن أبي هريرة رضيَّ الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة , الخيل ثلاثة فهي لرجلٍ أجر و لرجلٍ ستر و لرجلٍ وزر . فأما التي هي له أجر : فالرجل يتخذها في سبيل الله و يُعِدَّها له , فلا تُغيِّب شيئاً في بطونها إلا كتب الله له أجراً , و لو رعاها في مرجٍ ما أكلت من شيءٍ إلا كتب الله له بها أجراً , و لو سقاها من نهرٍ كان له بكل قطرةٍ تُغيِّبها في بطونها أجر . حتى ذكر الأجر في أبوالها و أرواثها . و لو استنت شرفاً أو شرفين كُتب له بكل خطوة تخطوها أجر . و أما الذي هي له ستر فالرجل يتخذها تكرُّماً و تجَّمُلاً و لا ينسى حق ظهرها و بطونها في عُسرها و يُسرها . و أما الذي عليه وزر فالذي يتخذها أشراً و بطراً و بذخاً و رياء الناس , فذاك الذي هي عليه وزر . )
و في رواية لمسلم : ( الخير مغموصٌ بنواصي الخيل . ) قال فقيل له : يا رسول الله بم ذاك ؟ قال : ( الأجر و المغنم إلى يوم القيامة . )
أما لفظ الخيل فقد ورد في القرآن أربع مرات :
( زُيِّنَ للنَّاسِ حُبُّ الشهواتِ من النِّساءِ و البَنينَ و القناطيرِ المُقَنطَرةِ من الذهبِ و الفضةِ و الخَيلِ المُسَوَّمةِ و الأنعامِ و الحَرثِ .... ) 14 آل عمران .
( و أعِدُّوا لَهُم ما استَطعتُم من قوَّةٍ و من رباط الخَيلِ تُرهِبونَ به عَدُوَّ الله و عَدُوَّكم و آخرينَ من دُونِهم لا تعلمُونَهُمُ اللهُ يَعلَمُهُم .. ) 60 الأنفال .
( و الخَيلَ و البِغالَ و الحميرَ لِتركَبُوها و يَخلُقُ ما لا تَعلمُونَ ) 8 النحل
( و ما أفاءَ اللهُ على رسُولهِ مِنهُم فما أوجَفتُم عليهِ من خَيلٍ ولا ركابٍ و لكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ على من يشاءُ و اللهُ على كلِّ شيءٍ قَدِيرٌ ) 6 الحشر
* آخر الأوتاد :
على ود البشير أن ينتظر لفة خيله للموسم القادم عسى و لعل لأنَّ الطيور قد طارت بأرزاقها هذا الموسم .
فمن المفترض أن تبدأ المقال بالآيات ثم الحديث الشريف ثم ما جادت به القريحة ، والله من وراءالقصد