في لعبة الضمنة او (الدومينوز) الشهيرة يعتبر الشخص (كيشة) ولا يفقه شيئاً في فنون اللعب إذا (قفل) اللعبة دون أن يدري. والقفل هو الحالة التي يصبح اللعب بعدها غير ممكن ويتوجب على اللاعبين ساعتها أن يحسبوا ما لديهم من أعداد وبالطبع صاحب العدد الاقل هو الفائز أما في حالة اللعب الزوجي فيحسب ورق الزميلين معا.
من التكتيكات في الدومينوز الزوجي أن هناك بعض المصطلحات او الشفرات التي يتعارف عليها اللاعبون فتكشف لهم ما لدى زميلهم من اوراق والشفرة بكل تأكيد تعتبر وسيلة جبانة لتحقيق الفوز على الخصوم وهي نوع من الغش الصراح الذي يمارسه بعض اللاعبين لكسب خصومهم، غير أنه في بعض الأحوال يكون اللعب مفتوحا على آخره ويباح استخدام هكذا شفرات ومنها على سبيل المثال عبارة (ورق .. طلق).
قبل قفل الدومينوز من المفترض أن يقول اللاعب (ورق) ويعني انه يريد أن يرى عدد الأوراق لدى كل لاعب حتى يقرر هل يقفل اللعبة أم لا .. حتى لايقال انه قام بقفلها (عمياء) أي من غير أن يدري وفي بعض الأحوال تكون اللعبة قفلت (اتوماتيكيا) ولا مجال لأي لعب آخر.
قلت أن اللاعب عندما يقول (ورق) يمكن أن يرد زميله (طلق) والرد يعني أن الأوراق التي لدي من الفئات الصغيرة.
حاليا إن سألك احدهم كيف هو الحال في المريخ يمكنك أن ترد بالمصطلح (ورق .. طلق) أي أنه لا يسر عدو ولا صديق لدرجة أن اصدقاءنا الهلالاب شبعوا من الشماتة وصاروا لا يكترثون كثيراً لأمرنا عدا القلة الحاقدة بالطبع.
بحثت في معجم العامية السودانية عن معنى (طلق) بفتح الطاء واللام .. بخلاف تلك الحليفة (طلق) التي رمتها المنسقة وانسلت وهي تطلق العنان لبنات افكارها وتسرح مع خيالها الممهور بالتقليل من شأن الخصوم.
في العامية السودانية يقال للحقل في الزراعة أنه (طلق) أي اصبح مباحاً للانسان وبهيمة الأنعام بعد أن أخذ جل الحصاد وترك فتات الحشائش للغاش والماش وراعي الضان في المزرعة. وبهذا المعني فكلمة طلق تعني انه بلا رقيب وبور في نفس الوقت.
بالمقابل فإن آخر عهد شهد فيه المريخ عهد (الشبع) والكأسات (اللما خمج) كان ذلك في عام 1989م نفس العام الذي جاءت فيه الإنقاذ وبعد ذلك ورق... طلق.
التسيير (ون) وجدت المريخ بعبعا مخيفاً ولكن خوفها من الصرف وانعدام مداخل التمويل جعلها تستغني عن المدرب الذي صنع النجاح واثنين من أفضل المحترفين الذين افادوا المريخ وهما أيمن وديديه.
التسيير (تو) سارت على نهج رصيفتها واستبقت الثنائي برهان ومحسن فكانت النتيجة ورق .. طلق ..طلق .. طلق.
بعد الاستغناء عن أفضل المدربين ومن بعده أفضل المحترفين صار المريخ يترنح داخليا وساءت النتائج خارجيا في عهد التسيير (ون) ليتزامن سوء الأداء مع سوء السلوك ويشهد الفريق ايقافات افريقية واصابات وتمرد بالجملة .. ليتضعضع حال الفريق أكثر واكثر.
هل تستطيع التسيير (تو) ان تعيد الفريق مرة اخرى لوضعه الطبيعي بعد أن اصبح الحال يغني عن السؤال .. أم اننا نحلم وسيستمر البوار وتصبح (ورق .. طلق) هي الديدن والحالة الأدق لوصف مايحدث لهذا القريق الكبير؟
هـــــــات من جــوه
ورق .. طلق...إن عشنا على السليقة أو (المرق)، غارزيتو معانا فرق.
في الستينات فاز المريخ على الهلال بالمتوالية الهندسية ثماني مرات. كان فوز المريخ على الهلال في اغلب المباريات لدرجة أن الناس كانوا يسألون المريخ غالب كم؟
في السبعينات فاز المريخ بالدوري دون هزيمة او تعادل .. ثم طبق الجنة بتعادل واحد.
في الثمانينات كؤوس المريخ الخارجية سيكافا ومانديلا ودبي. ثم جاءت الانقاذ وعندها فقط تنفس الهلالاب الصعداء واصبحت حالة المريخ ورق .. طلق.
المريخ فريق الشعب وحاله ترتبط بحال البلد صعوداً وهبوطاً.
ورق .. طلق .. النفرات والزفرات والعبرات تقول أنا المريخ أنا تاريخك يا بلد.
هو المريخ .. أكبر الفرق السودانية وبالأرقام أكثرها جماهيرية وحاله من حال البلد.
ورق .. فرق.

لك كل الاحترام والتقدير،،
فريق الشعب هو من اسسته صفوة المجمتع -الخريجين والثوار الاماجد - فريق الشعب هو من حمل لواء الاستقلال ووقف بجانب الشعب لينال استقلاله وحريته، فريق الشعب هو من حمل سمة الوطنية والسيادة والريادة.
لا يوجد فريق يحمل الصفات أعلاه، غير الهلال. فالهلال هو فريق الشعب لأنه من الشعب وإليه حتى وان عثر حظه في استجلاب كاس قارية فهو قد اسعد الشعب امام عمالقة الكورة العالمية قبل ان يعرف البعض التباري مع العمالقة وهو أول فريق ذهب خارج السودان يحمل علم السودان ويمثله سفيرا يحمل كل مقومات السيادة والرياده. وبعد ستة سنوات كاملة انضم له المريخ كممثل ثاني للوطن.
الذين اسسوا المريخ لم يأتوا من صلب الشعب السوداني ذو السحنة الافريقية وذو الدماء الافريقية الممزوجة بالعنصرالعربي، بل كانوا نفرا من الاقباط والاغريق الذي كانوا اقرب تعاطفا مع المستعمر من العنصر الوطني.
للتاريخ، كان المريخ و ما زال حبيب الإنقاذ من يومها الأول و كانت أهازيجكم عند إستقبال كأس مانديلا " الكاس الكاس يا عمر الكاس هدية للإنقاذ" و هذا تاريخ كناشهوداً عليه فحالكم من حال الإنقاذ التي تدحرجت و دحرجت البلد للهاوية.
على فكره كلمة طلق تعادل كلمة برود عند الغبش في الارياف .. والله مش كده