اتفق معظم المتابعين والمراقبين لمسيرة كرة القدم السودانية على ان الوضع القادم غاتم ومفضى الى نهايات محزنة وسريعة لمسيرة رغم اشتراكها الكبير فى تاسيس الكرة الافريقية الا انها ظلت فى حركة تراجع متواصل حتى وصلت للدرك الحالى الذى لا يحتاج لتبيان
ويعود التدهور المعنى ويرتبط مباشرة بغياب الديمقراطية والسيطرة العسكرية على مفاصل الدولة لعدم قناعة العسكر بالرياضة ويكفى الغياب التام للمنتخبات العسكرية المختلفة التى كانت تغذى الاندية وتمد القطاع الرياضى بالخبرات الفنية من مدربى الاعداد البدنى وحتى الاداريين الذين ظلوا يكتسبوا الخبرات من قيادتهم لبعثات عسكرية فى الخارج لمنتخبات ومناشط
كل ذلك تلاشى ووصل التلاشى ذروته بوصول عسكر اهل الاسلام السياسى للسلطة التى ظلت تعامل الرياضة كالسلع الكمالية بل اشد نظرة وغتتامة ان جازت التسمية
وبدلا ان تسعى او يطالبها منسوبيها بالاصلاح تصر فى السير بعدم اعترافها بالقوانين الدولية واصدار القوانين المقيدة والععيبة وتنصيب اهل الولاء على حساب اهل الكفاءة كل هذه الاسباب وغيرها ادت الى التراجع الفظيع الذى اشرنا اليه ونراه يتواصل بلا وازع ضمير هذه الايام ومجموعة ما يسمى بالنهضة والاصلاح تبرز كمجموعة مرشحة لقيادة الاتحاد السودانى لكرة القدم وهو الاتحاد الاخير من التسع واربعون اتحادا التى لم يمسها التغيير العلنى بصعود منسوبى الحزب الحاكم لدفة قيادته ولانه الاخير ولان الفرصة ايضا ضيقة استخدم النظام وسائله المجربة فى تشويه المؤسسات السودانية قبل تقديمها للخصخصة وها هو يعمل بذات الوتيرة فى تصفية وقتل الشخصيات معنويا ليتثنى له العذر بادخال البديل كما فى حال مجموعة الاصلاح والنهضة التى يقودها سفير النظام باديس ومصدره باتحاد المعلمين والتعليم العالى وما خفى اعظم
وقد اتفق اهل الوسط ان المجموعة لن تكون المنقذ لعدم وجود تناسق بينهم ناهيك عن الخبرات التى يتمتع بها ايا منهم وهذا ما يشير الى انهم قبلوا ان يكونوا اداة للجهات التى منحتهم الضمان بالفوز الذى يطرحوه يوميا بلا برنامج
لقد عانى الاتحاد الحالى خلال ثمانية سنوات من توفير حاجيات المنتخبات والاندية حتى سلمت للولاة وجهاز الامن وهذا يتنافى مع موجهات الفيفا ومتطلبات التطور الذى يقول ان الاستثمارات هى الضامن ولان التجارب اثبتت استحالة تحول الاندية السودانية فى ظل هذا النظام لشركات مساهمة وفق ما هو معنى من الفيفا للنظرة الضيقة لاقتصاد الاسام السياسى الذى دمر المؤسسات الناجحة وقضى على الزراعة وفصل الجنوب واصبح الوطن غير منتج للبترول رغم اكتشافه مؤخرا ليس هذا فحسب بل ان الدولة ليس لها محاولات للاصلاح والتراجع لجادة الطريق طالما انها تحرب رمزا كرويا من رموز الرياضة العالمية وتجعله يجلس بمنزله رغم احتياجها لمجهوداته وخبراته وتجاربه الثرة
وان فشل الاتحاد الحالى وسيفشل القادم طالما ان المتحكم فيه ذات العقلية التدميرية التى لا تعرف للرياضة مصلحة خلاف مصالحها الشخصية والحزبية الضيقة حيث جعلوا البث والرعاية تتم بقرارات جمهورية وليس منافسة بين الشركات والمؤسسات العامة والخاصة
شداد يا اخوتى استطاع فى ايامه الاخيرة من استقطاب اسطول حافلات للمنتخبات ونجح فى اقناع بنك قطر لرعاية الدورى الممتاز وكان على استعداد لفعل المزيد لكنهم قطعوا عليه الطريق دون تحديد المغذى والاسباب
مرصد اخير
ما اشبه الليلة بالبارحة ملف اسامة الذى يعيد فى كل يوم عشرات الالاف من الدولارات وفق الهجمة الهوجاء على شخصه وليس المؤسسة الفاسدة ويبدو انها نهاية حقبة الانقاذ التى بدات ناحية الرياضة بعداوة اهل الاتحاد ومطاردات يوسف عبد الفتاح الشهيرة التى براءت فيها المحكمة قادة الاتحاد من تهم الفساد
دمتم والسلام