كلما خسر المريخ نقاطا، اتأمل حال الاعلام المحسوب علي النادي الكبير، واعقد مقارنة بين الهجوم المنظم علي لجنة التسيير السابقة برئاسة اسامة ونسي، وتحميلها المسؤولية الكاملة في تردي الاوضاع المالية والادارية والفنية التي عاشها الفريق، وبين حالة الصمت المهذب والعقلانية في النقد، والبحث عن مبررات لتراجع النتائج والبحث عن شماعات بعيدة عن لجنة التسيير مثل شماعة الجهاز الفني (برهان ومحسن) مثلما يحدث الآن، وليت الامر توقف عند هذا الحد فقد عكس لنا مشهد تراجع الفريق علي مستوي النتائج، آخرها الهزيمة المستحقة اول امس من الخرطوم الوطني بهدف (الامير) صلاح، لغة لم نتعود عليها في التاريخ القريب خاصة فترة لجنة ونسي، وهي لغة التصالح مع الهزيمة، والكتابة عنها علي انها امر عادي ومتوقع (تخيلوا)، بل وصل الامر الي الاشادة بفريق الخرطوم الوطني وبالمستوي الذي قدمه والنتيجة التي حققها، بالدرجة التي يمكن ان يصدق من يقرأ المكتوب لاول مرة، ان لدينا صحافة راشدة، بعيدة كل البعد عن الاجندة والمصالح والتقاطعات.
مع ان عددا من هذه الاقلام والصحف ظل يقدم صورة سالبة عن لجنة اسامة ونسي، مروجا الي ان نهاية النادي الكبير وتدميره سيكون علي يدها، وظلوا يمارسون عليها ضغطا متواصلا مطالبين باقالتها وتعيين لجنة جديدة برئاسة الوالي رغم تاكيدات اللجنة علي الرحيل، باعلان موعد انعقاد الجمعية العمومية لانتخاب مجلس ادارة جديد بعد اكتمال كل الاجراءات القانونية لقيام الانتخابات، وساهم هؤلاء الصحفيون مع صحفهم بجانب عدد من الاداريين والاقطاب في القيام بابشع عملية ذبح للقانون لم يعرفها تاريخ الرياضة السودانية من قبل، وواصلوا اكمال عملية الذبح باحتقاره والسخرية منه وتصويره وكأنه يقف في طريق انقاذ المريخ من الهاوية التي تقوده اليها لجنة اسامة ونسي.
ولن يستثني من ذلك بعض الجماهير التي ادمنت التسطيح بها، واستسلمت لعملية الخداع الواسعة التي تمارس عليها، تحت مظلة ان النادي فوق الجميع والقانون الذي يطوع لصالحه، جميعهم شركاء في جريمة تدمير المريخ،وهو تدمير مع سبق الاصرار والترصد، وهم جميعا سبب المحنة التي يعشيها النادي حاليا، والتي قد تستمر لفترة ليست بالقليلة.
يتواصل نزيف النقاط في الدوري الممتاز، نزيفا فاق نزيف لجنة ونسي بمراحل، وكل من نصب نفسه (المريخ) وتوهم وباع الوهم علي انه (المريخ)، اما مكتف بالفرجة لاحوال له ولاقوة، عاجز عن الاقدام علي اي خطوة في طريق (انقذوا المريخ .. الحقوا المريخ)، او مبرراتي لوضع الفريق المتراجع، فقد اختفي كثير من الذين ملأوا الوسائط الاعلامية المختلفة بطلة شبه يومية ايام فترة لجنة اسامة ونسي، وعلي رأس هؤلاء يأتي محمد الياس محمد محجوب الرئيس الاسبق لمجلس ادارة نادي المريخ، والذي وصل به الامر الي التصريح بمطالبة الحكومة ممثلة في رئاسة الجمهورية باعادة جمال الوالي رئيسا لنادي المريخ، وفي حال تعذر ذلك تقديم بديل من الحكومة لرئاسة النادي (تخيلوا)، هذا الرجل الذي ساهم مع المجموعات التي ذكرتها في عملية اجهاض الديمقراطية في نادي المريخ، اختفي، لاحس ولاخبر، ولاتصريح ولامطالبات، اين انت يارجل فحال المريخ لايسر، اخرج وتصدي للواقع المرير وقل كلمة الحق، فانت شريك في هذا السيناريو الهزلي.. اواصل