• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-27-2024
مهدي ابراهيم

إمرأة في مضمار الرجال

مهدي ابراهيم

 0  0  7275
مهدي ابراهيم


mhadihussain@gmail.com


في مصر القريبة رفضت السلطات الرياضية منح رخصة التدريب لإحدي السيدات للإالتحاق ضمن الطاقم التدريبي لفريق كرة القدم لأحد الأندية المعروفة ..الخطوة حينها قوبلت بغضب عارم عندما تبادر للأزهان نبأ الإدارة حينها بالنظر في الطلب . كان الغضب حينها مرده ان تصبح تلك السابقة أعتادية في ذلك الواقع الذي يري في اللعبة وأركانها حكرا علي الرجال ...لم يقتصر الغضب علي تلك الأوساط فحسب بل ولجت السلطة الدينية ايضا اليه بالتحريم القاطع والافتاء المانع ..ماجعل إدارة النادي ترضخ لتلك الموجة الهادرة ببرفض الطلب النسائي وصرف النظر النهائي ..اسكانا لذلك السخط الشعبي ....
تلك الحادثة تبعتها أخريات في الطلب والالتحاق...ولكن كان مصيرها الرفض أيضا بذات السيناريو ..فتلك التجارب النسائية في ذلك المجال محكومة بالقوانين الدينية والقيود المجتمعية التي تحظر ذلك الضرب نهائيا علي النساء بل وتري فيه تشبها صريحا .. وان كان في غيره مباحا بين النساء أنفسهن في جل الالعاب الرياضية التي تناسبهن في الممارسة والتنافس الشريف ..
في واقعنا علي قيوده ..إقتحمت إمراة ذلك مضمار تدريب فرق الرجال .. ..حتي بلغت في مراتب التدريب زروتها ..بل وبلغت بتلك الشهرة أن أصبحت أول مدربة رياضية لفريق من الرجال في الوطن العربي ..التغاضي الصريح لعمل تلك المرأة -علي غرابته- ربما جعلها نواة لتكريس تلك المهنة بين بنات جنسها في واقع يري ممارسة الرياضة للنساء من الموبقات ناهيك عن تدريب فريق كرة قدم للرجال ..
قبل شهور أنتظم ذات واقعنا غضب وسخط عارم ..فقد تناهي لمسامع الناس عن مشاركة فريق كرة قدم نسايئ لأحدي الجامعات في بطولة قارية ..ولم تخمد نار ذلك الغضب الا بماء المنع الصريح والبيان الايضاحي . ..بل وقوبلت مشاركة المرأة في جميع المناشط الرياضية بهجوم واسع ..وان هدأت عاصفته قليلا ..الا ان الرياضة النسوية باتت تمارس ولكن في أضيق النطاقات وحتي مشاركات السودان الخارجية في ذلك المضمار باتت أقرب للرمزية منه للتمثيل الحقيقي الذي يضمن الفوز وتحقيق الانتصار ....
لكن تجربة الماجدي في الفرق الرجالية أزالت حواجب الدهشة من أن تعقد بالمفأجأت..فالمرأة التي كان محظورا دخولها لأماكن الرياضة ودورها ..هاهي الآن تقتحم حتي علي اللاعبين غرفة ملابسهم بالتوجيه والنقد والابدال . فقد أضحت مدربا لأحد فرق التأهيلي المؤهل للمتاز .تتبع الاعلام لتجربتها جعلها تضارع جهابذة المدربين في التكتيك والأداء والنتيجة .ختي كرس لمهنتها الدخيلة ..فلم يعد في وسائل كسب العيش (كوابح) تعيق عمل المرأة ..ولو كانت ذات حظر وتقييد ..فقد زالت (الموانع) علي تشددها ....وبات بالإمكان أن لا نسمع نشازا في ذلك الواقع التي تعايشت معه المفاجات المتوالية ..
يبدو ان اختراق المرأة لذلك الضرب مبعثه (الشهرة) ولفتا للأنظار لشئ غائب في مجتمعاتنا ...و حتي تعاقد الأندية معها ربما فسر علي انه ليس من باب التقدم في المنافسة وأنما فضولا وأقتساما للشهرة الوافدة ... قد أختلف مع آخرين في دعمهم لتجربتها في عالم التدريب ..فليست تلك المهنة تناسب عمل المرأة نظرا لإحتكاكها المباشر مع الجمهور الغاضب دائما الذي يصعب إرضاؤه ..والذي حاله في الفوز ليس كحاله في التعثر والهزيمة أضف لذلك حجم الحرج البالغ في التعامل مع اللاعبين بمنطلقات اللعبة في التدخل والتوجية والتبديل اللازم .. .فتجربة تلك المرأة قد أضفت اليها بعد إعلاميا جعلها علما في واقع عرفت هي كيف تنفذ اليه من تلك الثغرة في التقدم والاقتحام ..فأحال التغاضي عنها سكوتا ..تجربتها الي التفرد والظهور ...وباتت سابقة في واقع لطالما رفض عمل المرأة في مواقع عديدة - ابتغاء للرزق- سدا للزرائع ودرءا للمفاسد .. ..ولكنها بزوال عناصر المفأجأة بات مسلما بها في التطبيق والمباشرة ..ونخشي ان تصبح (سابقة) الماجدي علي نشازها مسلما بها فتتبدد القيود علي حمايتها وتنقشع روابط المجتمع والدين علي رسوخهما ...



امسح للحصول على الرابط
بواسطة : مهدي ابراهيم
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019