جاءت كلمة نقد من النقود وتعريف النقد لغةً هو تمييز الدراهم وغيرها وتبيين أحسنهاورديئها وصحيحها وزائفها ومن ذلك ما أنشده سيبويه:
تنفي يداها الحصى في كل هاجرة .... نفي الدنانير تنقاد الصياريف
وهو ما جاء في تعريف الزمخشري في أساس البلاغة

نقد: نقده الثمن، ونقده له فانتقده، ونقد النقاد الدراهم: ميز جيدها، من رديئها.

قول الفيروزآبادي: النقد: هو التمييز بين الأشياء نقول: نقدت الدراهم أي ميزت الجيد منها من الزائف والنقد هو المناقشة، نقول: ناقده في المسألة أي ناقشه
و في حديث أبي الدرداء أنه قال:"إن نقدت الناس نقدوك، وإن تركتهم تركوك" معنى نقدتهم أي عبتهم و اغتبتهم قابلوك بمثله... ونقدته الحية لدغته.
النقد البناء يكون حول فكرة موضوعية يمكن قياسها وملاحظتها، ويسعى الناقد من خلاله إلى تحسين أو بناء الفكرة
قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب :"رَحِمَ اللهَ مَنْ أهدى إلينا عيوبنا"، ويقول السعودي "فهد التويجري" أن النقد دواءٌ له أثره النافع إذا كان معتدلاًلا يصل إلى حد التجريح أو تتبّع الزلات والعثرات، ويُعطى دون زيادة أو نقصان.
مما يتضح أننا جميعا بتنا ننتقد كل ما هو متاح أمامنا وما هو غير متاح لنا بالشكل الكامل وما هو مباح وغير مباح .. اصبحنا لا نفرق بين النقد والتجريح والتشكيك والتبخيس!! للأسف يأتي هذا من أناس يفترض أنهم أصحاب رأي وفي يدهم القلم الذي هو أمانة قبل كل شيئ!
ثلاثة من الصحفيين هم إخوة وأصدقاء أعزاء لنا لا نشكك أبداً في حبهم للهلال ولكن أيضا أنهم يحبون الأفراد أكثر من الهلال أو يظهر لنا هذا وإلا بماذا تفسر كل هذه الكتابات المحبطة والنقد اليومي حد التجريح والتشكيك في كل شيء ومنذ سنوات بصورة مستمرة !!
مثلا الأخ محمد أحمد الدسوقي بات يكتب يوميا إما مدافعا عن الحكيم طه البشير أو مهاجما الكاردينال .. لم يرى شيئا قط أعجبه من كل ما يفعله رئيس الهلال الحالي !! بينما لا يتردد في تذكير القراء بمناسبة وبدون مناسبة ومنذ ربع قرن دون كلل أو ملل بأفعال وأفضال وإنجازات ومكرمات حكيم الهلال الذي لم ينكره أحد على قلتها بل يكفي أن يحترمه الجميع لأنه تقلد يوما رئاسة أمة الهلال!!
الأخ أيمن كبوش رجل تعجبك ألفاظه وصاحب مفردة أنيقة إذا وظفها في المكان الصحيح ولوكتب دون غرض .. هو صحفي لا يشق له غبار لكنه يكتب دائما تحت تأثير الفكر الأربابي منذ عشرة سنوات .. لا يريد أن يخرج من هذا الجلباب وهو بذلك يقيد نفسه بل يجرم في حق الصحفي الذي بداخله لأنه يمكن أن يكون رقما في الإعلام السوداني إذا سلك طريق الحق والحياد والانعتاق من الأفراد !!
يقول كبوش في آخر مقال قرأته له (( يختزل الكاردينال كل قدراته الإدارية في ( المال) عصب الحياة .. باعتبار أنه في الأساس لم يطرح نفسه كمفكر رياضي أو لاعب سابق يملك إلماما ببواطن الأمور وخبايا كرة القدم ) ثم كتب في مقال آخر (( ما لم يظهر الأخ الأرباب صلاح إدريس في الساحة الرياضية والهلالية بوجه خاص .. فإن الجمعية العمومية المقبلة بنادي الهلال ستكون عبارة عن مران خفيف يجريه الكاردينال ويسجل فيه الكثير من الأهداف أو مباراة من طرف واحد يفوز فيها تنظيم العزة .. وقتها لن تحتاج دائرة الرياضة للتدخل .. لأن أقوى المنافسين وأشرسهم غائب عن الساحة .. ولكن ربما شهدت انتخابات الهلال ظهور (مبارك تكتيك ) جديد حتى لا يفوز كردنه بالتزكية !!
هكذا يدور الرجل في فلك الأرباب وفكره حتى هو بعيد عن الوطن ونسأل الله أن يرده غانما سالما لوطنه ... كبوش يريد أن يقول أن المفكر العبقري الغائب كان ملما ببواطن الأمور وقدم نفسه مفكرا و لاعبا فذا يعرف خبايا كرة القدم !!!
ثم يريد أن يؤكد ويقنع الناس وكأنهم لا يفقهون ولا يعقلون أن فريد عصره الأرباب لو كان موجودا لما فاز الكاردينال بفترة رئاسية أخرى وهذا تغبيش واضح وكبت للحقائق التي يعرفها القاصي والداني إلا من أبى من أعوان الرجل !!
يا سيدي كبوش المفكر والعبقري خاض انتخاباته الأولى وجاء رئيسا للهلال ليس لعبقريته وفكره بل بالاستجلاب الذي أعترف به كأول من سن هذا المسلك في ديمقراطية الهلال !! ثم أن المفكر العبقري يا كبوش خاض الانتخابات وهو هنا بينكم يقود الحملات الانتخابية بنفسه وخاض معاركها النهائية وهو على صهوة جواده لكنه فشل وسقط سقوطا مدويا ليس مرة ولا مرتان بل ثلاث مرات ... وهذا لم يحدث لرئيس قط أن يخسر ثلاثة انتخابات متتالية !!
اذن حتى يخرج الرجل بسلام ويعود لوطنه ويحاول مرة رابعة فأرجوا أن تكون صادقا مع نفسك مرة وتكتب عن إنجازات الكاردنيال حتى ولو على استحياء كما تقول (( العمل في الجوهرة يسير بسلحفائية )) ألا تستطيع أن تقول في الجوهرة كلمة حق غير سلحفائيتها أو سيخها الذي ذهب لقصر الكارينال؟!!!
الأرباب خلال سبعة سنوات قضاها رئيسا اختزل النادي في فريق كرة القدم ورغم ذلك لم يحقق شيئا يذكر ولم ينفذ من برنامجه الانتخابي ولا بند واحد ثم هرب وقفز من سفينة الهلال وسط البحر وتركها تلاطمها الأمواج العاتية من ديون وشيكات وأمر قبض وجوع وعدم وجود مجلس مؤسسي يدير النادي خلفه ولم يفتح الله عليكم بكلمة نقد أو حتى مجرد نصح تقدمونها له ثم تنتقدون وتسيئون لرجل يفعل ما لم يفعله رئيس قبله طوال ثمانين عام !!
بالكو
أما ثالث الثلاثة فهو قريبي معتصم محمود هذا القلم الهلال الجميل والمصادم دوما الذي لا يرى في أعمال الكاردينال شيئا جميلا قط !! معتصم أمره يختلف عن الآخرين الذين ينتقدون الكاردينال بالحق والباطل !!! معتصم يريد من أشرف أن يذهب بسيخه وحديده وقضه وقضيضه ويترك لهم الهلال الذي هو فريق الكرة !! هكذا هو تفكير الرجل يرى أن الكاردينال يخرب في الهلال وأن ما يقوم به من بناء وتطوير في البنية التحتية لا يهم بقدر ما يهمهم فريق كرة القدم !! مرات كثيرة معتصم يبرز السلبيات في عمل المجلس ورئيسه بصورة دقيقة وهذا هو المطلوب لكنه دائما ما يختم مقاله بعبارات أقل ما توصف بأنها غير منطقية أبدا !!
يعيب معتصم على الكاردينال أنه يتبرع بالمليارات ويردد ليل نهار أن هذه أموال الهلال وكأن الهلال هو ريال مدريد ومسجل في بورصات العالم ودخله ملايين الدولارات شهريا !! معتصم يرى أن الكاردينال يصرف من أموال الدكاكين التي بناها الأمين البرير الذي يسبح بحمده معتصم بمناسبة وبدون مناسبة وكأن هذه دكاكين سوبر مقاما في شارع الجمهورية أوشارع 15 أو هي محلات في سيتي سنتر الدوحة أو في برج خليفة في دبي ... وترفد خزينة الناديبالمليارات شهريا !!
لذلك يكتب بصورة غريبة ومستفزة لجماهير الهلال انتصارات الهلال أهم لدينا من سيخ الكاردينال !!
لا أدعي أن كردنة ضعيف الشخصية وجبان لكني أقول أن الرجل لا يحب الصدام !! حليل البرير الرئيس الشجاع المقدام ...!!
هكذا هو راي معتصم في رئيس الهلال وهو يصفه بكل هذه الصفات رغم ما يفعله من أعمال تساوي كل ما فعله رؤساء الهلال على مر العصور من بنية تحتية تضاهي أفضل الاستادات والملاعب في أفريقيا ثم لا يتردد في التحسر على رئيسه البرير الذي لم يفعل أكثر من تخليص الهلال من الفتى المدلل !! كل هذه الأفعال لم تعجب معتصم بينما قرارات رئاسية فطيرة بتشكيل لجنة لدعم منتخب الشباب طبل لها بكل كلمات الاعجاب والاستحسان !!
لا تتحدثوا باسم جماهير الهلال حيث أنكم لم تقوموا بعمل استطلاعات رأي ولم تجلسوا معهم في المدرجات لتعرفوا رأي جماهير الهلال ويكفي ردود أفعال ما تكتبونه في مواقع التواصل المختلفة !!
أنصحكم بأن تلحقوا بقطار الهلال المندفع حتى لا تكون حسرة وندامة عليكم يوم يفرح الهلاليون بنصرهم وجوهرتهم !!