• ×
الثلاثاء 23 أبريل 2024 | 04-22-2024
الواثق عبدالرحمن

همس الهتاف

الواثق عبدالرحمن

 0  0  1448
الواثق عبدالرحمن
نقلب صفحة...ونفتح صفحة
+ نحن السودانيين نتمايز عن غيرنا من شعوب باشياء عديدة من ضمنها اننا نفرد مساحات للحزن والاكتئاب وعدم الرضا اكثر مما نفعل في حالات الفرح والانتشاء ، يتمظهر هذا قي شتى مناحي الحياة ، فمن يفارق منطقته منا يبقى حزيناً اسيراً للحنين الى ناسه وارضه حداً يجعله منكمشاً غير متقبل للتعايش مع واقعه الجديد ويسرب اليه ملامح عدم الانصهار والمواكبة لواقع حياته الجديدة ، ومع ان الموت حق والفقد عزيز حتى ان سيدنا محمداً عليه افضل الصلاة والسلام حزن على ابنه ابراهيم وقال حديثه المخبور (ان القلب ليحزن وان العين لتدمع واننا عليك يا ابراهيم لمحزونون) واذا كان الله سبحانه وتعالى قد عظم ساعة الفراق ولواعج النفس البشرية لمفارقة من تحب من الاهل او الصحبة او الجيرة ، الا اننا ننسجن في متاهات الحزن وقوقعة الالم لفترة طويلة ، بل ان بيوت العزاء كانت مرتعاً لتجمع الناس وترك اشغالهم وتكليف اصحاب الوجعة فوق كاهلهم حتى انطبق المثل الشهير ميتة وخراب ديار قبل ان تتغير الاحوال في الآونة الاخيرة باختصار المأتم على يومين ، وحتى من تخذله حبيبة يدمن اللوعة والاسى والانكسار من اثر ما تعارفنا اليه ب(الشاكوش) ويتسربل هذا الشاكوش بمساميره المعطلة الى كل تفاصيل حياته فاما معاقرة للخمر او تضجر من الحياة وعدم اقبال عليها واما هيام اشبه بالقطيعة العقلية في ديار الله الواسعة .
والحياة الرياضية لاتنفصل عن تارريخ الحزن الكامن والجالب للاحباط في مجتمعنا السوداني ، فهزيمة واحدة تفتح مليون شارع للاحباط وتقيم مسكناً ثابتاً للواعج التحسر والندم مما يعطل سير الفريق ويجعل الامل منحسراً والاحباط هو اللغة الرسمية ، نحن بكل اسف لا ننتفض من احزانناً سريعاً ، هزيمة واحدة تقضي على مناخ الفرح الذي صنعته انتصارات عدة ، مباراة الهلال الاخيرة جاءت بعد مشوار مبهج ونضير بتحقيق ثلاثة انتصارات مفرحة بتدرناها بقضم كيكة الاتحاد الليبي وسط جمهوره المشاكس العنيف في طرابلس العرب ، ثم عدنا لننسج حكاية من شلال الروعة ونحن نحيل فرح جيش النيجر بتقدمه علينا وتجاسره في مقبرة الغزاة الى حسرة وندم من مغبة التطاول على الاسد في عرينه ، ثم كانت حلاوة العيد حين عيد الهلالاب ، اطفالاً جميلين ممتلئين بالامل والحياة وعشق الازرق ومهيرات ناضحات بالحياة والجمال زغردن وابتهجن وجلبن الحسن ألاسر والروعة العارمة الى مداخل استاد العظمة والفخار ، اما الرجال فغد لاحت العمائم البيضاء بالق العيد ونسائم العفو والعافية والمباركة والمباختة العفوية الصادقة ، ولما انقض اولاد سيد البلد على شباك المالي العنيد بهدفي كاريكا وبشة امتزجت التهاني بحلاوة النصر واصبحت المعايدة بالصيغة التالية (مبروك عيدكم وقونينكم) والسنة الجاية شايلين كاس الابطال ، هكذا اذن فرحنا وانتشينا وطربنا وسكرنا من سلاف الاداء الجميل والاهداف الحلوة وروح الهلال ترفرف من فوق الجميع مبسطاً للمحبة وعنواناً للمباهج الصافية النقية بلا زيف او شائبة .
الآن دعونا نقلب الصفحة ونتجاسر على الهزيمة العارضة غير المتوقعة ، دعونا نقر بحقيقة انه لم يكن يومنا وان اولادنا تقاصروا عن العطاء الوفي الذي اشتهروا به ، لكن بالمقابل فلنلتمس لهم بعض العذر فالملعب كان اشبة بحوض بط معطون بمياه فاسدة ، كما ان غياب ديمبا ويوسف محمد وعلاء الجسور ، عناصر الفرقة الاساسية يفت من عضد أي فرقة ، لقد كانت الظروف اذن سيئة ، وخاننا الحظ في سوانح الشوط الاول ، كما ان بعض لاعبينا لم يظهروا بالحد الادنى من قدراتهم وعطائهم وزاد السيد ميشو من كومة الاخطاء فزادها بلة فوق بلتها باختياره لتشكيلة عجيبة وتفرجه على ارتباك الحاصل دون ان يبدي أي نوع من الحراك .
دعونا نستبشر بالغد ، دعونا نبعد الاولاد من تاثير اعلام المريخ الحاقد المتربص الذي لا يريد لنا ان نمضي الى الامام والذي تتكلس الوطنية في مفاصله وتدخل في سبات عميق كلما اقبل حبيب الملايين الغبش الزينين على بطولة من البطولات ، دعونا نعيش الاولاد في بيئة متفائلة ، افتحوا صفحة المالي سريعاً فقط لتجاوز اخطائها فالمراجعة تجود مستقبل الاداء ، لكن يجب قفل الصفحة سريعاً والتفرغ للمباراة المصيرية المقبلة مع الاتحاد هنا في ام درمان الصمود والافراح الزرقاء ، هيئوا المعسكر بالحديث المتفائل الزارع للامل فنبتة الامل تغرس وتحمى وتراعى لتنبت نصراً بعد نصر ، ادخلوا في نفوس الاولاد حديث التفاؤل واثراء الروح المعنوية ، وافهموهم اننا لا نتطلع الى الفوز بقدر تطلعنا الى اداء يشبههم ويشبه تاريخهم وتاريخ ناديهم العريق ، ذكروهم ان فوز الهلال يفرح ثلاثة ارباع الشعب السوداني ، تهلل الصحف ، وتلتمع كاسات الشاي ، يفوح زنجبيل القهوة وتسري الفرحة الصافية في كل النفوس ، تدخل رواكيبنا واوضنا ، وكل فج من فجاج سوداننا الحبيب .
ويا حبيبنا المهذب المثقف الانيق قاقرين اننا نراهن على خبرتك الكبيرة في الميادين وفي الحياة العامة لتزرعوا الامل والثقة في نفوص الاولاد ، وما النصر الا من عند الله .
هتاف اخير
معليش يا هلال... الكورة حالا تجارب
مرات تنهزم ... في الجملة دايماً غالب
جمهورك وراك.... لي زندوا دايماً كارب
الكان اتحاد....... بنخلي شيع ومذاهب
ويا يوم الاتحاد ما تسرع تجي ياخ....مشتاقييييييين...


.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : الواثق عبدالرحمن
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019