* عندما تسلّم الثنائي برهان تية ومحسن سيد مقاليد الأمور الفنية في المريخ قبل انطلاقة مباريات القسم الثاني من هذا الموسم- وجدا نفسيهما تحت الضغط بسبب نظرة قاصرة كان مصدرها الإعلام المريخي.
* الجماهير بدورها تلقّت إشارة الإعلام ومارست بأسلوبها ضغطاً رهيباً على الثنائي الوطني؛ لأنها تعتقد - من جهة- أن كل ما يصدر من صحافة المريخ هو الصحيح بعينه - ومن جهة أخرى- أن البعض يقع تحت تأثير عقدة الخواجة.
* الحملة المذكورة بدأت مبكراً جداً حتى قبل أن يلعب المريخ مباراتين الأهلي شندي، وهلال الجبال- وزادت حدّتها عقب مباراة المريخ أمام الهلال العاصمي.
* جاء التقييم الفني للتجربة القصيرة للمدربين برهان ومحسن- سريعاً وحاسماً من قبل الإعلام والجماهير فتم وضعهما تحت الضغط منذ البداية.
* للأسف فإن الإدارة تلقّفت ما أثير عبر الإعلام؛ ليدخل الثنائي المباراة الخامسة لهما أمام الرابطة كوستي- تحت وقع إشاعة قوية مفادها أن لجنة التسيير بقيادة جمال الوالي شرعت في مفاوضة (المُخرّب) غارزيتو!.
* عندما انطلقت هذه الشائعة البغيضة كان المريخ فقد فرغ لتوّه من مواجهة المريخ كوستي ببحر أبيض وفاز عليه ويستعد لمواجهة الرابطة بكوستي أيضاً.
* جاءت ردة فعل الثنائي الوطني قوية حيث لوحا بالاستقالة من قيادة الفريق قبل مواجهة الرابطة.
* كل هذه الأحداث وغيرها شكّلت عوامل ضغط كبيرة على الثنائي الوطني الذي عمل تحت هذه الظروف ومع ذلك حصدا نجاحات عديدة.
* الملاحظ أن هذه النجاحات لم ينتبه لها أحد إلا بعد أن واصل المريخ تفوقه وحصده للنقاط عقب الفوز على النيل شندي في الجولة الخامسة من الدورة الثانية للممتاز وكان قبلها قد كسب النسور والأمير في الجولتين الثالثة والرابعة تواليا،ً ثم عززوها بنصر أغر على أهلي الخرطوم في السادسة.
* فجأة بدأ الإعلام الأحمر يهلل للانتصارات المتوالية خاصة مع تقليص الفارق مع المتصدر من عشر نقاطٍ إلى أربع، أو كأنه لا يلحظ التفوق إلا عندما تعثر الهلال!.
* التعامُل مع الأمور بهذه الطريقة من قبل الإعلام يجعل منه كأنه جهاز يجيد التعليق على الأحداث ويفشل في قراءة الواقع بصورة جيدة وبالتالي يفشل في قراءة المُستقبل حتى القريب منه.
* وما نلحظه جميعاً- أن مدربنا الوطني عندما يتسلّم مقاليد الأمور الفنية في المريخ أو الهلال يجد نفسه يعمل تحت الضغط الإعلامي والجماهيري- مُنذ البداية بينما يختلف الأمر في حالة المدرب الأجنبي.
* من الممكن أن يصيب الوطني جملة من النجاحات في بداية مسيرته ولكن بسبب عين السخط التي تبدئ المساويا تضيع جهوده سدى.
* أما المدرب الأجنبي فإن الدعوة لتجديد الثقة فيه لا تتوقف ويجد الفرصة الكاملة لتصحيح أخطائه.
* لا نريد أن نقول أن ما يقدم للأجنبي خطأ، ولكن نطالب فقط- بمبدأ تكافؤ الفرص بين الوطني والأجنبي.
* جرّب ناديا المريخ والهلال التعاقد مع المدربين الأجانب كثيراً وكانت المحصلة بائسة فلماذا لا يمنحان الأجهزة الوطنية فرصة كاملة عسى ولعل يصيبون نجاحاً.
* إن جرّبنا لن نخسر شيئاً على الأقل نكون قد عرفنا طريقاً جديداً للفشل سنتجنبه مستقبلاً.
