لقد بتنا شيئا فشيئا نفقد الإحساس بمتعة كرة القدم السودانية من كثرة المصائب والهفوات والعشوائية التي تدار بها معشوقة الملايين !!
كان الناس يدخلون دور الرياضة للترويح عن النفس في الأمسيات بعد يوم شاق في العمل والحياة ويحجون للملاعب هنا وهناك في الاستادات أو الساحات وحتى الميادين الصغيرة في الأحياء للاستمتاع ببعض فنون هذه المستديرة !!
اليوم رغم تقدم العلم ودخول الأدوات المساعدة للتطوير من تكنولوجيا متقدمة ساعدت كثير من الدول حولنا أن تتقدم الصفوف إلا أننا وكأننا نعيش خارج هذا الكوكب وكأننا لا نرى ما يدور من حولنا لذلك أصبح الفشل حليفنا إداريا وفنيا وللأسف الشديد أخلاقيا وهنا تكون الطامة الكبرى !!
بالأمس شاهدنا مجزرة كروية بمعنى الكلمة وقبل ذلك كنا قد شاهدنا سوء تصوير وفشل إرسال وعدم مواكبة التطور في نقل الأحداث عبر الفضاء في كل الظروف وفشلت قناة النيلين في نقل الصورة كما يجب لأنهم لم يتعاموا تقنيا في وجود سحب تملأ سماء السودان وعدنا لاسطوانة المينوس !!
المباراة التي جمعت أهلي مدني وضيفه هلال السودان متصدر الدوري كانت ستكون من أجمل وأقوى مباريات الدوري خاصة من جانب الأهلي لامتلاكه الدوافع ولوجود لاعبين بلياقة عالية ومهارات فردية ممتازة مع أجواء خريفية منعشة ورائعة تساعد في تقديم كرة قدم حقيقية للطرفين , فقط لو أحسن مدرب أهلي مدني قيادة فريقه لكن للأسف طالما كان هذا أسلوب الكابتن عمر ملكية فلن نتوقع من سيد الأتيام غير الخسران!!
هذا المدرب شاهدت له عدد من المباريات خاصة مع طرفي القمة وكأني به لا يملك ما يقدمه من طرق وخطط لعب غير العنف وتعطيل اللعب !! مارس هذا الدور مع المريخ في الدورة الأولى لدرجة إصابة أكثر من لاعب للمريخ بسبب العنف وأذكر أن الأخ مزمل أبوالقاسم كتب في اليوم التالي للمباراة مقال بعنوان (( سيد الأتيام من الفن والمتعة إلى البلطجة )) ولا أدري ماذا سيكتب اليوم لكن ربما الآية تنقلب كعادة الأخ مزمل في نسيان المهنية عندما يتعلق الأمر بالهلال !!
سيد الأتيام ومنذ تأسيسه عام 1928 وتسميته تيمنا بالأهلي المصري من قبل سانتو بونيه فهو يقدم كرة قدم جميلة ارتبطت كما هو الحال لأندية مدني التي كانت تنافس العاصمة في جمال الأداء وقدموا للكرة السودانية لاعبين تركوا بصمة في ملاعبنا كلاعبين ومدربين وحتى إداريين !
وخلال السنوات الماضية قاد الأهلي مدني عدد كبير من المدربين أمثال الفاتح النقر وكابتن السر بدوي ومحمد الطيب والكوتش ياسر حداثة وابن النادي محمد الديبة والمصري محمود عزالدين وكان الأهلي يقدم مباريات جميلة حتى لو خسرها, وقد انهزم الأهلي مدني أكثر من مرة بأخطاء التحكيم لكن كانوا يقبلون ذلك بروح رياضية وهم مقتنعون أن أخطاء الحكام جزء أصيل من اللعبة لذا لم نرى هذا العنف وهذه العدوانية من لاعبيه إلا في وجود الكابتن عمر ملكية الذي تجاوز كل الحدود والأخلاق الرياضية في ممارسة كرة القدم واللعب النظيف الذي ينادي به الفيفا دوما ويتشدد مع الحكام لحماية اللاعبين من البلطجة أو كما قال مزمل!!
لو أن العنف واللعب بتهور صدر من لاعب أو اثنين أو حتى ثلاثة لما رمينا باللوم على المدرب لكن أن يكون العنف وتصفية الخصم وإرهابه أسلوب لعب ممنهج وطريقة لعب ثابتة فهذه مصيبة أن يصدر من مدرب يعتبر مربي وقدوة !!
فريق بأكمله يمارس نفس الأسلوب ونفس الطريقة في الدخول من الخلف والمدرب لا ترى في قسمات وجهه الانزعاج ولا حتى الخوف من فقدان لاعبين بالطرد وهو يتفرج والبطاقات الملونة تنهال على لاعبيه وهو وكأني به يطلب المزيد ويصفق ويشجع بل ويحتج على الحكم مع كل صافرة بدلا أن يسحب لاعب أو اثنين ويطلب منهم الهدوء وعدم التهور والتركيز في اللعب بدلا من أجسام الخصوم!!
بالكو
أما ما جاء به رئيس النادي الأهلي فهو سلوك مرفوض من رجل إداري يفترض فيه حسن التدبر وعدم التسرع والطلب من اللاعبين الخروج وعدم إكمال المباراة !!
كان عليه أن يوجه المدرب بكبح جماح لاعبيه وكان عليه أن يهدئ من اللاعبين والجهاز الفني بدلا أن يكون هو جزء من المشكلة بل أصبح هو المشكلة الرئيسية التي قد تأتي بنتائج وخيمة على النادي العريق !!
عليه أن يعرف لو أن الحكم كان أكثر جرأة وشجاعة لطرد نصف فريقه ولما أستطاع الأهلي أن يكمل المباراة قانونيا لكن الحكم جامل أكثر من لاعب يستحقون الطرد المباشر !!
قرأت في أحد المواقع أن رئيس النادي الأهلي أنكر أنه طلب من لاعبيه مغادرة الملعب وأنه كان يطلب منهم التهدئة وليس المغادرة وأن الحكم هو من أخطأ وأنهى المباراة من تلقاء نفسه دون أن يقوم هو بسحب فريقه !! هذا كلام أقل ما يوصف به انه عار من الصحة تماما لأن كل ما فعله وقاله مسجل صوت وصورة إذن لا مجال للإنكار البتة !!
الحكم المتقاعد درمة مثله مثل زميله الخبير سيحة يحتاجان لنظارات مكبرة ومعها بعض الأجهزة التي تقرب لهم البعيد حتى يستطيعوا أن يفتوا ويحكموا في الحالات بعدل وحق دون أن يظلموا الناس !!
درمة لم يستطيع أن يشاهد رغم إعادة الحالة عشرة مرات أن الحارس رفض استلام الكرة من صبي الملاعب وركلها للخارج وذهب يأتي بكرة أخرى لتضييع الوقت وبعد أن أكد له مقدم البرنامج حاول أن يبرر بصورة مخجلة بأنه لا يستحق بطاقة لأن النتيجة تعادلية ولا يضر أحد وهذا كلام غريب وعجيب !!
درمة لم يشاهد الرجل اليسرى لمدافع الأهلى وهو يعترض تقدم شيبولا الذي راوغ المدافع وتخلص منه وكان يمكنه أن يلحق الكرة بكل سهولة ولم يفقدها ثم رمى بنفسه تحايلا كما يقول درمة !!
ضربة جزاء صحيحة لم تحتسب لصالح الأهلي مدني ما عدا ذلك فالحكم كان ممتازا لكن في تناقض غريب منحه درمة 5 من 10 درجة بينما حكام ألغوا أهداف صحيحة منحهم الخبير درمة 8 و 8.5 من 10 !!
جماعة البيانات عليهم أن يتأكدوا على الأقل من صحة الآيات القرآنية أولا ثم ثانيا من تطابق الآية مع الحالة والموضوع بدلا من حشر الدين في اللعب واللهو دون علم !!

كلامك فيه الكثير من المعقول والمقبول ... لكنك تعرضت لراي درمة في ضربيتي جزاء لصالح الهلال ... تحدث درمه أيضا عن ضربة جزاء للاهلي... لم تتحدث عن هذه الضربة وتبدئ وجهة نظرك ... تجاهلت ضربة جزاء للاهلي ولم تتحدث عنها..
في رأئي أن هذه الجزئية مثل الذبابة التي سقطت في طبيخ وجبة دسمة.. كان يكون جميلا أن تكمل وجهة نظرك.
الاهلي لعب 17 مباراة في اللمتاز ولم تحسب ضده ضربات جزاء .. عدا مبارتين ضد الهلال احتسبت فيها أربعة ضربات جزاء لصالح الهلال .. ألا تعتقد أن هنالك شئ يدعو التأمل.
نعرف كسودانيين اننا حساسون وانفعاليون والحكم يعلم ذلك وبدأ قراراته المنحازة منذ بداية المباراة عندما ارتكب لاعب الهلال أضهلر مخالفة تستحق الطرد حسب رأي.
لو كان الحكم عادلا لما تردد في منح اللاعب بطاقة حمراء ليسطر على المباراة. هذه أةلى خطوات إثارة جفيظة للاعبين.
الحكم الناجح هو من يقود المباراة لبر السلام .. أما كون الحكم يستفز اللاعبين بممارسته عدم العدالة ، فهذا اسلوب يمتاز حكام صلاح... شهدنا الكثير من المباريات التنافسية أيا كاس السودان.. والحكام الجيدون من مدني تحديدا .. الدوليون عابدين عبد الرحمن .. بابكر شنكل ... مصطفى شنكل يديرون أكثر المباريات حساسية ويقودنها لبر السلام .. السبب في ذلك يعود لمهنيتهم العالية وحياديتهم التي لا تحوم حولها شكوك وتطبيق روح القانون.
الكل يتحدث عن أن الحكم طبق القانون هذا منتهى الجهل وتطبيق حرفية القانون لا يعني التجويد لأن القانون كما يقوان { القانون حمار }.
تطبيق روح القانون هو الأهم بهدف قيادة المباراة لبر السلام .. لدي حكاوي كثيرة سمعتها من حكام دوليون كيف كانو يتصرفون في إداترة المباراة للوصول بها لبرالأمان..
إذا اردنا الكرة الجميلة يجب أن توفرله عدالة قضاة الملاعب
البيحصل شنو تصفية جسدية!!!!!!!!!!!!