درمة قال أن أهلي مدني كان يستحق ركلة جزاء وقال ايضا ركلة جزاء عزيز شيبولا المثيرة للجدل غير صحيحة.. سيحة سيأتي يوم الجمعة في برنامج عالم الرياضة ليتحدث عن الحالات الكثيرة في المباراة وربما يختلف مع درمة في بعض الحالات مثلما إختلف معه في مباراة القمة.
خبراء التحكيم يختلفون في الحالات لأنها حالات نسبية تحتمل الرأي والرأي الآخر.. ولأن التصوير التلفزيوني في السودان لا يساعد على إصدار أحكام دقيقة أو فلنقل لا يساعد على إطلاق آراء مقنعة بخصوص الحالات التحكيمية.
لهذا فإن النقاش الدائم والمتكرر بين جماهير الهلال والمريخ وإعلام الطرفين عن أداء الحكام لا يخرج عن كونه جدل بيزنطي ممل.. مثلما حدث بعد مباراة امس الاول بين الهلال وأهلي مدني.. فبنهاية المباراة ترك رواد موقع فيس بوك موضوع قيمص ميسي وبدأوا يتحدثون عن أداء السموأل محمد الفاتح.. المريخاب هاجموا الحكم وتحدثوا بمنطق ابو شيبة المعروف وهو المنطق الذي يتحدث عن إنحياز الحكام للهلال.. والهلالاب دافعوا عن الحكم بمنطق التعصب للهلال.. وبالامس تحدث الإعلام الأحمر والأزرق بنفس الأسلوب.. هذا هاجم بعنف وذاك دافع بدون تحفظ.
لا أريد أن أعلق على الحالات التحكيمية لكن الشيء الذي أريد أن أقوله هو أن إحتساب الحكم لركلتي جزاء للهلال وطرده للاعبين من أهلي مدني لا يعني (من ناحية المبدأ) أنه منحاز للهلال.. حتى ولو اخطأ في حالة أو حالتين.. فالخطأ التحكيمي لا يعني سوء النية أو الترصد كما يتحدث البعض.. فإذا كان اللاعب يخطيء.. والمدرب يخطيء.. والإداريء يخطيء.. والإعلامي نفسه يخطيء.. طبيعي أن يخطيء الحكم صاحب المهنة الكروية الأصعب.. مع التأكيد على أن مستوى التحكيم في السودان بشكل عام يشبه مستوى الكرة نفسها.. فالحال من بعضه!
إذا كان هناك شيء يستحق التعليق فهو عدم إكمال فريق الأهلي مدني للمباراة بسبب قرارات الحكم والفوضى التي حدثت بعد المباراة.. هذا تصرف اسوأ من مستوى المباراة نفسها.. اسوأ من أداء لاعبي الهلال.. واسوأ من تدخلات لاعبي الأهلي مدني العنيفة على لاعبي الهلال.. لكن إذا أردنا أن نكون موضوعيين فيجب أن نعترف بأن هذا التصرف يشبه بطولة الدوري الممتاز تماماً.. بطولة فاشلة يديرها إتحاد متخصص في الفشل (مكنكش) في العسل.
نشاهد اخطاء الحكام في أعلى المستويات واحياناً تكون الاخطاء بالحجم العائلي.. مثل مباراة تشلسي وبرشلونة قبل سنوات والتي اخطأ فيها الحكم النرويجي توم هينينج أخطاء مؤثرة من خلال عدم إحتسابه لأربع ركلات جزاء لتشلسي ومن خلال تغاضيه عن طرد أكثر من لاعب من لاعبي برشلونة.. وفي تلك المباراة إنفعل بالاك وهاج دروغبا وماج.. ولكن الفريق أكمل المباراة حتى النهاية.. لم ينسحب.. فالإنسحاب بالفكر الإحترافي سلوك غير رياضي.
نتكلم كثيراً عن كرة القدم في السودان.. ولكننا لا نعرف كيف نلعب الكرة داخل الملعب.. ولا نعرف كيف نلعبها خارجه.. لا كورة.. لا (أخلاق كورة).. واقع بائس.. وسراب خدّاع.... يمكن إختصار الموضوع في جملة واحدة.. حال الكورة من حال البلد.
على جماهير الهلال.. من استعجل الشيء قبل اوانه.. الهلال فاز بالممتاز.. كردنة
