أفهم أن ينقسم الجمهور بين الهلال والمريخ بإعتبار أنهما الأكثر شهرة ومكانة في البلاد.. وأفهم أن ينقسم الإعلام الرياضي بين الناديين الكبيرين ليصبح هناك إعلام هلالي وآخر مريخي.. ولكنني لا أفهم كيف ولماذا يتحدث البعض بمنطق هلاريخي عن المسؤولين في الإتحاد العام.!
سمعنا كثيراً بنغمة هلالاب ومريخاب الإتحاد.. وهي نغمة لا تقلل من شأن أعضاء الإتحاد أو حتى المسؤولين الكبار فيه.. فأي إداري لديه إنتماء معين بمعنى أن هذا الأمر لا يُعتبر عيباً أو منقصة.. فمجدي شمس الدين مثلاً عندما شجع الهلال لم يكن له علاقة بالإدارة فهو مثله مثل أي شخص شجع الهلال منذ الصغر.. ونفس الأمر ينطبق على المريخابي معتصم جعفر.. وعلى بقية المسؤولين في الإتحاد.
العيب هو أن يؤثر الإنتماء على صاحبه عندما يكون في موضع المسؤولية فيترك الحق وينحاز إلى الباطل لحسابات هلاريخية بحتة.. أو لحسابات تتعلق بمصالح أو علاقات خاصة مع المسؤولين في القمة.. هذه هي المشكلة.. لهذا أستغرب من كتابات بعض الهلالاب التي تطالب هلالاب الإتحاد بالتدخل من أجل الهلال بخصوص بعض القضايا أو التي تستنكر صمت هلالاب الإتحاد إزاء قضايا تخص الهلال.. وبنفس الدرجة أستغرب من الكتابات الحمراء التي تدور في نفس الإطار.
لا يعقل أن نطالب المسؤولين في الإتحاد أن يقدموا خدمات للهلال أو المريخ من باب اللونية.. لأن المسؤولية لا تقوم على أكتاف الإنتماء وبالإضافة إلى ذلك يجب أن يتذكر الجميع أن الإتحاد يدير نشاط يضم الكثير من الأندية.. والعدالة تقتضي أن ينظر أي مسؤول في الإتحاد لجميع الأندية دون تمييز.
لا أقول أن الإتحاد بعيد عن التمييز أو الإنحياز.. فهناك إنحياز واضح من بعض المسؤولين في الإتحاد مثل أسامة عطا المنان والذي يلعب دائماً لمصلحة جمال الوالي وبالتالي المستفيد المريخ.. وأبرز مثال على ذلك قضية بكري المدينة في الموسم الماضي والتي لعب من خلالها أسامة بالبيضة والحجر ذابحاً القانون من أجل الوالي.. ولكنني عندما أتحدث عن العدالة فإنني أتحدث من ناحية المبدأ.. فمن ناحية مبدئية لا بد ان يدير المسؤولون في الإتحاد العام النشاط بنوع من الإنصاف بعيداً عن الإنتماءات أو العلاقات.
الآن الحديث يدور بنفس منطق الألوان الضيق حول مجموعة النهضة والإصلاح التي يقودها الفريق المدهش عبد الرحمن سر الختم وهي المجموعة التي ستخوض إنتخابات الإتحاد.. فالهلالاب يدعمون المدهش لأنه هلالابي من ناحية ولأنهم فقدوا الثقة تماما في مجموعة معتصم جعفر من ناحية أخرى.. المريخاب ايضا لا يدعمون مجموعة معتصم.. فالفشل الصارخ لهذه المجموعة جعلها بلا مناصرين.
ولكن الشيء الملاحظ هو أن المريخاب ورغم أنهم لا يريدون إستمرارية مجموعة معتصم جعفر إلا أنهم في نفس الوقت لا يدعمون مرشح النهضة والإصلاح الفريق عبد الرحمن سر الختم لمجرد أنه هلالابي.. صحيح الفريق المدهش عبد الرحمن سر الختم هلالابي.. بل كان رئيساً لمجلس الهلال في فترة سابقة.. ولكن هذا الأمر لا يعني أنه سيدير الإتحاد بالعواطف والأحاسيس إذا فاز في الإنتخابات.. هذا إفتراض إستباقي لا يستند على اي منطق.
لو كان ارتباط الشخص بنادي معين في مرحلة معينة يجعله غير مؤهل لقيادة الإتحاد لما نجح دكتور شداد في قيادة الإتحاد باسلوب الحياد والنزاهة.. شداد معروف بأنه هلالابي ومعروف ايضا بأنه قاد الهلال كمدرب في أواخر الثمانينيات.. ولكن هذه الحقائق لم تؤثر عليه عندما تولى رئاسة الإتحاد.. بل أنه وقف في وجه الهلال في بعض القضايا وكأنه لم يكن في يومٍ من الأيام مدرباً للهلال.
منطق هلالاب ومريخاب الإتحاد منطق غريب.. ووقوف المريخاب ضد مجموعة النهضة والإصلاح لمجرد أن رئيسها الفريق المدهش يعتبر أمراً خاطئاً.. يجب ان يعلم أهل المريخ أنه لا يوجد أسوأ من مجموعة معتصم جعفر والتي فشلت فشلا ذريعا في تطوير الكرة السودانية أو حتى في تقديم أفكار تقودها للتطور.. لا يوجد أسوأ من هذه المجموعة التي فشلت في إدارة مسابقتي الممتاز وكأس السودان.. لا يوجد اسوأ من هذه المجموعة التي أصبح المنتخب الوطني في عهدها منتخباً خاسراً بعقلية خاسرة.. منتخب مهزوم في جميع التصفيات بمختلف مسمياتها.. هذا بالإضافة إلى الملف المالي الذي أثار ولا يزال يثير الكثير من الجدل.. العقل والوجدان السليم يقفان ضد المجموعة الحالية التي يقودها في الحقيقة مسؤول لا علاقة له بالمسؤولية إسمه أسامة.
