• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024
اكرم حماد

لا للمشاركة في البطولة العربية

اكرم حماد

 0  0  9419
اكرم حماد

إخفاق الهلال في دوري أبطال أفريقيا هذا الموسم وخروجه من الدور الأول رغم أنه يُعتبر بالمقاييس العادية مفاجأة كبيرة لأن الهلال عوّد الجميع على التألق في هذه البطولة والوصول على الأقل إلى دور المجموعات إلا إننا إذا نظرنا إلى الإخفاق بنوع من العمق فإننا سنكتشف أنه إمتداد طبيعي لمستويات الهلال الباهتة في الموسم الماضي!
في الموسم الماضي وصل الهلال إلى الدور نصف النهائي من البطولة الأفريقية بشيء من التوفيق، فالمستويات لم تكن مقنعة والنتائج الإيجابية تحققت بطلوع الروح ربما بسبب عدم وجود مهاجم هداف في الفريق وهو الأمر الذي كتبنا عنه في مقالات سابقة.. وهذه المشاكل لم تتم معالجتها في فترة التسجيلات التي سبقت إنطلاقة الموسم الحالي والدليل على ذلك عدم التعاقد مع مهاجم أجنبي رغم الضعف التهديفي في الموسم الماضي.. والنتيجة كانت خروج الهلال من الدور الأول هذا الموسم على يد الأهلي الليبي.
وخروج الهلال من البطولة الأفريقية ورغم أنه كان صادماً بالنسبة للجميع إلا أنه كان في رأيي شراً لا بد منه من أجل تصحيح المسار وإعادة صياغة الفريق الذي يحتاج إلى الكثير من الإضافات ويحتاج ايضا إلى تغيير العقلية الإدارية بخصوص التعامل مع ملف الجهاز الفني بإعتبار أن إستبدال المدربين المتكرر يضر الفريق أكثر مما ينفع.. مع ملاحظة أن إنخفاض مستوى الهلال لم يبدأ في الموسم الماضي وإنما منذ أربع سنوات ولكنه وصل في الموسم الماضي إلى ذروة السوء.
لهذا كان لا بد من تصحيح المسار وكان لا بد من النظر إلى الخروج من البطولة الأفريقية بمنطق (رب ضارةٍ نافعة) والتفكير بشكل جاد وعملي في المستقبل بخطط كبيرة تقود الهلال للفوز بالبطولة الأفريقية وتجعله بعد ذلك منافساً حقيقياً على البطولات القارية مثله مثل الأهلي القاهري والترجي التونسي ومازيمبي الكنغولي.. وهذا الأمر يتطلب الكثير من الأشياء من بينها الإبتعاد نهائياً عن صغائر الأمور التي لا تشبه الأندية الكبيرة والتي تصرفهم عن الأهداف الموضوعة!
الآن نادي الهلال إنجرف أو على وشك أن ينجرف وراء معركة في غير معترك وهو موضوع المشاركة في البطولة العربية التي تحمل مسمى كأس العالم العربي.. الهلال يريد أن يشارك في هذه البطولة ويرى أنه يستحق هذه المشاركة لأن الإتحاد العام قبل ثلاث سنوات وفي سيناريو مشابه قرر مشاركة بطل الدورة الأولى في البطولة العربية (وهي البطولة التي لم تقم في ذلك الوقت).. والهلال الآن هو بطل الدورة الأولى وبمنطق الإتحاد العام القديم فإنه هو الذي يستحق المشاركة.. ونادي المريخ ايضا يرى أنه الأحق بالمشاركة في البطولة العربية لأنه بطل الدوري الممتاز في الموسم الماضي!
الطريف وربما (المخجل) هو أن إعلام المريخ الذي كان يتحدث قبل ثلاث سنوات عن أحقية مشاركة بطل الدورة الأولى يتحدث الآن عن أحقية مشاركة بطل المنافسة.. ومن الجانب الآخر فإن إعلام الهلال الذي كان يتحدث في الماضي عن أحقية مشاركة البطل يتحدث الآن عن أحقية بطل الدورة الأولى.. وهذا التناقض يؤكد أن الكثير من الصحفيين (مشجعين متعصبين) لا أكثر.. وأن الكثير من الكتابات لا علاقة لها بالمبدأ.
شخصياً ضد المشاركة في البطولة العربية من ناحية المبدأ وضد المشاركة فيها هذا العام بالذات.. من ناحية المبدأ لأن هذه البطولة غير معترف بها من الإتحاد الدولي مثلها مثل بطولة سيكافا.. فهذه البطولة لا يمكن تصنيفها كبطولة دولية أو قارية وهو ما يجعل طموحات الهلال مثلا بالفوز ببطولة قارية تصطدم بمجد حتى وإن تحقق فإنه سيكون مجد كاذب!.. بمعنى أنها بطولة ودية لا تقود إلى الإنجاز.
الموضوع لا ينحصر في المبدأ فقط.. فالهلال في هذا العام بالذات يجب أن لا يشارك في البطولة العربية.. لأن سُمعة الهلال لها أهميتها بغض النظر عن قيمة أو أهمية البطولات.. فالهلال إذا تم إعتماده كممثل للسودان في هذه البطولة فإنه سيلعب أمام أندية أقوى بمراحل من الأندية التي يلعب معها في البطولة الأفريقية.. فالمتابع للأندية العربية الآسيوية يعلم تماماً أنها أقوى من الأندية الأفريقية إذا كانت هذه الأندية أفريقية أفريقية أم أفريقية عربية!.. والهلال كما قلنا وبظروف هذا العام غير جاهز لمقارعة هذه الأندية.. فأندية الدوري الممتاز شيء والأندية العربية شيء آخر.. ومشاركة مثل هذه قد تجعلنا نعود من جديد لمربع الخمسات والستات وهو المربع الذي عاشه ومر به المريخ ايضا والذي تذوق طعم الهزائم الكبيرة المرير في البطولة العربية لدرجة أنه خسر بالسبعة من الوحدات الاردني!
على نادي الهلال أن يتجاهل البطولة العربية تماما ولا يدخل مع نادي المريخ في معركة وهمية لن يستفيد شيء إذا كسبها ولن يخسر شيء إذا قرر بمحض إرادته أن لا يخوضها.. البطولة العربية قد تضاعف من جراح الفريق كما أن توقيتها من الأساس غير مناسب للهلال وقد تقود إلى أرهاق اللاعبين.. التفكير يجب أن يكون في الأهداف الكبيرة والتي تبدأ بالتحضير والتجهيز لفريق أفضل في الموسم المقبل ولا تنتهي (وإنما تمُر) بالفوز ببطولة أفريقية.. فالفوز بالبطولة الأفريقية كهدف كبير ليس هو النهاية.. بل البداية الحقيقية.. بداية إنطلاقة الهلال كمنافس أكثر شراسة وقوة على البطولات.

صباح الخير بالليل
24 إدارياً في لجنة تسيير المريخ.. والنتيجة خسارة من الهلال.. مليون تأجيل لمباراة هلال كادوقلي وفي النهاية (درون).. مريخ النعسان بالوالي ومن غير الوالي نعسان..!!


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اكرم حماد
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019