Mash.obba@yahoo.com
أسعدني تأهل منتخب الديوك الفرنسية لمواجهة المفاجأة البرتغالية مساء يوم الأحد المقبل على ستاد دوفرانس الواقع في ضاحية ساندوني الباريسية لأجل الزعامة الكروية بالقارة العجوز ، وفرحت من جوه قلبي لتخطي مبدعين القمصان الزرقاء المرصعين بدرر المواهب الأبنوسية ، واللالي البيضاء الساحرية للعقدة الألمانية التي أقلقت مضاجعهم وكادت أن تهز ثقتهم بأنفسهم في السنوات الماضية.
نعم سررت بإنتصارالفرنسيين وفكهم لطلاسم عقدة أبطال مونديال النسخة البرازيلية الأخيرة بالرغم من البداية القوية والآداء المتوازن لفرقة يواخيم لوف المدير الفني للمجموعة الحديدية طوال زمن الشوط الأول وحتى ما قبل الدقيقة " 47 " التي شهدت خطأ كارثي مشابه لطريقة صد لاعبي الكرة الطائرة لهجوم المنافسين إرتكبه بطريقة غريبةوساذجة إستيفان شفينشتايغربإستخدام يده اليمنى مفرودة على الآخر لإبعاد الكرة العكسية الهوائيةمن داخل منطقة الجزاءكي لا تصل لرأسالمدافع الإيسر باتريس إبرا صاحب الخمس وثلاثين عاما المتحفز هجوميا ، لم يتردد حكم الساحة الإيطالي الشجاع نيكولا ريزولي بمعاونة مواطنه المساعد" خلف المرمى " في إحتساب ركلة جزاء صحيحة وصريحة مصحوبةببطاقة صفراء استحقها الكبتانو المتهور ،تكفل جيرزمان نجم البطولة وهدافها بلا منافس" 6 أهداف " بإرسال الكرةفي إتجاه معاكس للعملاق البافاري مانويل نوير مسجلا هدف السبق، وواضعا منتخب بلاده في المقدمة ، ومغيرا به الموازين والفعالية الميدانيةلصالح الكتيبة الفرنسية قبل الذهاب إلى غرف التبديل ، وبعد العودة منها لتكملة الشوط الثاني للمواجهة النهائية الحقيقية للبطولة الأوربية.
وأسعدتني أكثر من كل ما ذكرت تحية السلام والمعايدة اللتان بعث بهما النجم الأسمراني الفرنسي بول بوجبا للأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها من قبل أن يتحدث عن مشاعر الفرح عقب تجاوزه ورفاقه للمنتخب الألماني التقيل والعنيد حين قال بالعربي السلام عليكم قبل أن يتابع بالفرنسية متمنيا أن يكون إخوانه واخواته من المسلمين استمتعوا بالعيد واجوائه السعيدة والمبهجة.
واضح بان دواخل ونوايا النجم الأبنوسي بول بوغبا ومواطنيه من البيض والسمر بيضاء كالحليب بدليل أنهم ينبذون العنصرية والجهوية والعداءات العقائدية ويلقون السلام على الناطقين باللغة العربية من المسلمين وأهل الكتاب بعربية مفهومة حتى وإن كانت تقيلة على السنتهم.
أجزم بأن الحبيب بوغبا لا يعرف بأن السلام هو إسم الله ، وبان السلام هو باب من أبواب الجنة ، وبان السلام هو الأمن والأمان والطمانينة ، وبان السلام هو السلامة من الشر ، والثناء على الخير ، وخلوص الشيء من كل شائبة ، والسلام هو مقابلة خطاب الجاهلون بالمعروف ، والسلام هو العفو ، والسلام هو التعايش بما يرضى الله ورسوله ، والسلام هو إحترام الكبير ، وتوقير الصغير ، والامر بالمعروف ، والنهي عن المنكر بالتي هي أحسن ، والمعاملة الحسنة.
وآيقن تمام اليقين بأن بول بوغبا مفطور مثله مثل غيره من الناس بحب الخير ويشعر بمشاعر طيبة تجاه الغير، ولا يتاخر كلما جاءت الفرصة ليظهر ما بداخله من حب تجاه إخوانه المسلمين وغيرهم بدون إملاءات ، وتوصيات أو تهديدات ،ولعلسلامه ومعايدته على الأمة الإسلامية من قبل ان يجف عرقه بعد إنتصار منتخب بلاده في مباراة كروية على الفرقة الألمانية في منافسة قارية أوربيةدليل على نقاء سريرة هذا الفتى الأبنوسي.
لذلك أرى بأنه سيكون في قادم المستقبل إمتداد لمن سبقوه من النجوم السمر والبيض في إعتناق الإسلام من آمثال الراحل محمد علي كلاي الذي كان ينشد ويناضل من أن أجل أن يعم السلام العالم ، ومواطنيه نيكولا أنيلكا " عبدالسلام بلال " ، وإريك ابيدال ، فرانك ريبيري " بلال " ، مايك تايسون " مالك " ، كريم عبدالجبار وكثيرون لا يسع المجال لذكرهم وآخرون سيختارون بأنفسهم ما ستمليه عليهم قلوبهم الطيبة.
فهو وغيره " بوغبا " من العباد الطيبين أهل سلام ومحبة في الله ومسالة هدايتهم إلى الإسلام بأمر الخالق عز وجل ، وبالمعاملة الحسنة التي هي أصل الدين كله ، أو لم يقول أفضل خلق الله سيدنا النبي صلوات ربي وسلامه عليه بان الدين المعاملة.
السلام عليكم أخونا في الله بول بوغبا وشكرا على دفء مشاعرك ومعايدتك لأبناء الأمة الإسلامية.
تمنياتنا لكم بالتوفيق مساء يوم الأحد في ملعب ستاد دوفر انس بضاحية ساندوني.
وزعامة أوربية مربوحة يا أيها الفتى البنوسي صاحب القلب الأبيض.
الخواتيم
أعجبني حديث انطوان جريزمان نجم البطولة وهدافها بلا منازع حين قال بانه لا يقارن مستواه بمواطنه الأسطورة ميشيل بلاتيني.
ويرفض أن تنسب نجاحات المنتخب الفرنسي له لأن العمل كان جماعيا مئة بالمئة بحسب قوله.
متابعة مباريات البطولة لا تتعلق بالجوانب الميدانية والفنية فقط .
تابعوا حديث بوغبا وإبرا وجريزمان.
فهي دروس بالمجان.
