منذ بداية قيادة مجلس الأرباب لنادي الهلال كتبت أكثر من مرة مطالبا مجلس الهلال تبني هذه الفكرة لمساعدة شبابنا من المنتسبين للنادي العريق في تطوير أنفسهم بمبادرة من المجلس طالما أن اللاعب السوداني لا يسعى لتطوير نفسه بنفسه ! وقلت ذلك للأمين العام ورددته في وجود نائب الرئيس الفريقالطاش في الدوحة وكررت الأمر ومناقشته في وجود عماد الطيب وسعد العمدة خلال معسكر 2009 بعد أن شاهدت معاناة اللاعبين في فهم الترجمة خاصة وأن المترجم كان ضعيفا في اللغة العربية ولم يكن هناك لاعب حتى كابتن الفريق وبعض أصحاب الخبرة لم يكن بمقدورهم محاورة المدرب البرازيلي دوسانتوس بأي لغة مشتركة وقد اتفق مع طرحي المدرب ورئيس البعثة وبعض اللاعبين لكن بمجرد مغادرة الهلال للدوحة ينسى الجميع ما قلناه واتفقنا عليه!
عندما انضم نجم كرة القدم الإنجليزية اللاعب الكبير ديفيد بيكهام لصفوف فريق باريس سان جيرمان أول ما قرره في نفس الأسبوع هو الدخول لمعهد تعليم لغة فرنسية وعندما سألوه عن السبب قال حتى أفهم الصحافة الفرنسية واللاعبين الفرنسيين والجمهور الفرنسي !!
أما اللاعب الإنجليزي الشاب أشلي كول فأول ما فعله عندما انتقل لروما الإيطالي هو البحث عن معلم يعلمه الإيطالية وقد فعل ذلك من قبل المصري حازم إمام عندما كان يلعب في الدوري الإيطالي كما أن بعض اللاعبين الألمان اتجهوا لتعلم اللغة الإسبانية رغبة منهم في الانتقال للدوري الإسباني وآخرهم لاعب بروسيا دورتموند ماركو رويس ثم اللاعب العربي عمرو طارق لاعب بتيس الذي بدأ في تعلم الاسبانية , وذكرت تقارير أن مدرب أتلتيكو مدريد، ديجوسيموني، أبدى رغبته في تعلم اللغة الإنجليزية في الوقت الحالي تمهيدا لانتقاله إلى لندن لتدريب تشيلسي في الموسم المقبل !!
نحن في السودان عانينا كثيرا في التعامل مع المدربين الأجانب وفشلنا مرات عديدة في إيجاد الحلول لمترجمين متخصصين في مجال التدريب أو يفهمون لغة كرة القدم مما خلق نوع من الفراغ وعدم التواصل وتوصيل المعلومة الصحيحة بشكل سليم بين الجهاز الفني واللاعبين وحتى الاداريين !! وبعد أن شاهدت معاناة اللاعبين من خلال معسكرات الهلال في الدوحة عرضت هذا الأمر..ألا وهو أن يقوم المجلس بعمل دروس تعليم لغة إنجليزية ولغة فرنسية للاعبين وبصورة يومية في الفترات الصباحية , لأن اللاعب هو موظف لدى النادي ويجب أن يعمل على الأقل ثمانية ساعات يوميا وبما أنهم لا يعملون أكثر من ساعة أو ساعتين للتمارين أو أداء مباراة فإن باقي الفترة تعتبر مهدرة وهي من حق النادي حسب نص لوائح العمل الدولية !
في قطر مثلا تبنى الاتحاد العام القطري برنامج يومي وإجباري لجميع اللاعبين المحترفين الوطنيين قبل الأجانب بأن يحضروا يوميا من العاشرة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا دروس في اللغات الأجنبية ومحاضرة في قانون التحكيم ووضع الاتحاد القطري شروطا قاسية للاعبين والاندية بحيث أي لاعب يتخلف يتم تغريمه بمبلغ كبير من راتبه ويتم نشر أسماء الغائبين في الصحف وقد استفاد اللاعبين وأصبحوا في وقت وجيز يتحدثون الإنجليزية أو الفرنسية ولا يحتاجون لمترجمين للتواصل مع الأجهزة الفنية !
لاعب بحجم ديفيد بيكهام وهو كان على مشارف الاعتزال عندما أنتقل لفرنسا لم يقل انه إنجليزي ولم يقل أن الجميع يتحدثون الإنجليزية ولن أجد صعوبة في التعامل معهمولم يقل أنه لاعب كبير وعالمي وسوف يوفرون له مترجم فرنسي بل سعى هو لكي يتعلم الفرنسية وقال أنه يريد أن يتواصل مع اللاعبين الفرنسيين ومع الإعلام الفرنسي والجمهور الفرنسي بلغتهم !!
بالكو
مجلس الكاردينال على الأقل أراه مجلسا مختلفا من وجهة نظري عن مجالس الهلال السابقة بأنه نفذ ما وعد به بمجرد استلام مقاليد الأمور ومهما كان من تقصير أو أخطاء في عملهم فهذا أمر طبيعي لأن من يعمل كثيرا لابد وأن يخطئ !! إذن بعد الجهد الكبير الذي بذلوه في تسجيل عدد كبير من الشباب الموهوبين وهم في المرحلة الإعدادية أو الثانوية فعلى مجلس الهلال أن لا يغفل هذا الأمر ويكلف الدكتور علي قاقارين وهو خبير لغة فرنسية وقد ناقشته من قبل وأبدى إعجابه بالفكرة كذلك الدكتور حسن على عيسى مدير قسم الترجمة والتعريب في جامعة الخرطوم هذا العالم الجليل والخبير الكبير والغذير في علمه المتواضع في خلقه الذي يمكنه أن يساهم في وضع الأسس السليمة ووضع برنامج طموح لتعليم اللاعبين الفرنسية واللغة الإنجليزية في حصص صباحية خاصة وأن برنامج التدريب لدينا ليس برنامجا ضاغطاً كالدول الأخرى من حولنا فعليه لا أعتقد أن المعلمين المتخصصين في اللغات من الهلالاب عشاق الأزرق يمكنهم أن يقصروا أو يرفضوا مثل هذه الفكرة .. !
أغلب لاعبينا تركوا الدراسة بسبب كرة القدم وبالتالي توقف تحصيلهم العلمي وهذا يضعف من قدراتهم الذهنية ويقلل من عطائهم !!
بدلا من أن يقضي اللاعبين الهواة أو المحترفون نهارهم في النوم والكسل أو التسكع في الأسواق والمجمعات والمقاهي فالأفضل لهم ولناديهم أن يدخلوا في هكذا برنامج وسوف نرى بعد موسم أو موسمين كيف تطور الفهم وتغير الأداء لدى لاعبينا لأنهم سوف يفهمون على المدربين الأجانب دون وسيط !!
سيدي الكاردينال ... أبدأ فورا في تنفيذ هذا العمل فسوف ترى ثماره قبل أن تنتهي فترتك في رئاسة الهلال وفي كل الأحوال من يغرس العلم لن يندم عليه أبدا !!!كما أن هذه الفكرة لو نجحت سيدي الرئيس في الهلال يمكن أن يتطور لتكون أكاديمية الهلال لتعليم اللغات للرياضيين وقد تدر دخلا مقدرا ثابتا لنادي الهلال !!
ووكردنة مرة ويكي أن بجنتي قجر ... بالكو يعني يا كردنة مرة واحدة اسمع كلامي!!
