أساليب البلطجة لبعض اللاعبين والاداريين أساءت للوطن وشوهت صورة الكرة السودانية
الحكم جامل المريخ بعدم إلغاء المباراة أو طرد خمسة من لاعبيه بالكرت الأحمر
هزيمة المريخ وخروجه من دور الترضية في الكونفدرالية ليست كارثة او نهاية الدنيا لان اكبر واعظم وافضل الاندية في العالم تخسر وتواصل مسيرتها بشكل عادي دون ان تلطم الخدود وتشق الجيوب بسبب الخسارة في كرة القدم التي يعتبر النصر والهزيمة فيها وجهان لعملة واحدة، فمنتصر اليوم هو مهزوم الغد وهكذا دواليك ولولا الانتصارات المتبادلة بين الاندية لفقدت الكرة اثارتها وحيويتها التي جعلتها اللعبة الشعبية الاولي في العالم ، فالبرازيل سيدة الكرة العالمية خرجت من بطولة كأس العالم التي اقيمت على ارضها ووسط جماهيرها بهزيمة تاريخية، كما فشلت المانيا في التأهل للادوار النهائية في البطولة التي نظمتها على ارضها في 2006م رغم انها صرفت مليارات اليوروهات على الملاعب واعداد المنتخب ولم يتمكن بايرن ميونخ بكل خبراته وقدرات نجومه الافذاذ الوصول لنهائي (الشامبيونز ليغ) بتخطي اتلتيكو مدريد العنيد الذي يلعب بطريقة عشرة واحد باغلاق منطقته تماما بالدفاع القوي والعنيف والاعتماد على المرتدات ،ولذلك فكل شئ في كرة القدم جائز ومتوقع ومفتوح على كل الاحتمالات ومن بينها خروج المريخ من دور الترضية والذي هو امر طبيعي في الكرة السودانية التي تعاني من الضعف والتدهور منذ عدة عقود.
واذا عدنا لمجريات المباراة بين المريخ والكوكب المراكشي نجد ان المريخ رغم بعده عن مستواه الحقيقي كان هو الافضل في الاستحواذ والسيطرة على مدار الشوطين ولكن عابه عدم الفعالية في المقدمة الهجومية بافتقاد صانع اللعب الذي يخلق الفرص ويتيح للمهاجمين الوصول لشباك الكوكب المراكشي، ورغم تقدم الكوكب بهدف من ضربة جزاء في العشر دقائق الاولي فقد كان في مقدور المريخ ان يعود للمباراة بتعويض الهدف والتقدم لان امكانيات لاعبيه وخبراتهم افضل كثيرا من لاعبي الكوكب المتواضع المستوى والذين لم يقدموا مايستحقون به الفوز ولكن المريخ أهداهم التأهل لافتقاده لروح الانتصارات وللمبادرات الهجومية التي تقوده لتخطي النادي المراكشي والذي سيخسر كل مبارياته في دور المجموعات في الكونفدرالية وسيكون مجرد حصالة لاستقبال اهداف الاندية الاخرى.
وحتى لانجعل من الحكم شماعة لخسارة المريخ فقد فشل الاحمر في تحقيق التعادل بين ضربتي الجزاء والذي تجاوز السبعين دقيقة ناهيك عن التفوق وهو امر يؤكد سلبية هجوم المريخ وفشله الذريع في الوصول للشباك المراكشية التي لن تكون عصية لو كان المريخ في حالته الطبيعية ولذلك فالحكم ليس هو المسؤول عن هزيمة المريخ التي يتحملها المدرب واللاعبون والمجلس الذي فشل في توفير مرتبات اللاعبين ومتأخراتهم وحوافزهم فخلق حالة من التذمر والتوتر في اوساط اللاعبين الذين لم يكن امامهم بعد الفشل في تخطي الكوكب سوى التحرش بالحكم ومحاولة الاعتداء عليه بعد احتسابه لضربة الجزاء الثانية والتي تأكدت صحتها بعد اعادتها عدة مرات بارتكاب مصعب عمر لمخالفة واضحة بضربه لمهاجم الكوكب في قدمه الثابتة ليسقطه ارضاً لتتواصل محاولات لاعبي المريخ للاعتداء على الحكم لفترة طويلة في مشهد يعتبر بكل المقاييس سقطة اخلاقية اساءت للوطن والكرة السودانية والمريخ ،وبدلا من ان يعمل عضو المجلس حاتم محمد احمد على تهدئة اللاعبين لإدراكه التام كلاعب سابق ان قرار الحكم نهائي ولايمكن التراجع عنه اندفع هو نحو الحكم عدة مرات قبل ان يعتدي عليه بلكمة يسارية كادت ان تسقطه ارضا لتجوط المسألة بتدخل الوفد الاداري والاحتياطي والمدرب الاوربي ليتحول الملعب من ساحة للتنافس الي ساحة للقتال تسبح فيها الأخلاقيات الرياضية والسلوكيات الحميدة، وبعد اخلاء الملعب بواسطة رجال الامن اعلن الحكم استئناف اللعب رغم انه كان في مقدوره ان ينهي المباراة بعد ان تعرضت حياته للخطر الشئ الذي كان سيعرض المريخ لعقوبات قاسية قد تحرمه من المشاركة في البطولة لعدة اعوام، كما ان الحكم قد تجاوز عن طرد اربعة أو خمسة من لاعبي المريخ من اجل استمرار المباراة حتى النهاية وهو تصرف يستحق عليه الحكم الشكر من المريخ لانه انقذه من عقوبات رادعة.
خلاصة القول أن الهزيمة الحقيقية للمريخ لم تكن في مغادرته للبطولة ولكنها كانت في سوء سلوك اللاعبين بالاعتداء على الحكم والمصورين المغاربة الذين نقلوا للمستشفى للعلاج لتشوه هذه التصرفات الرعناء وجه الوطن وتترك اسوأ انطباع عن الكرة السودانية في اذهان المغاربة ولذلك فان مجلس المريخ مطالب باتخاذ عقوبات رادعة ضد كل من شارك في هذه الاحداث المؤسفة من اللاعبين والاداريين وبالعدم فان الدولة ممثلة في وزارة الشباب والرياضة ينبغي ان يكون لها موقف حاسم من هذه الفضيحة حتى لايتجرأ أي نادي للإساءة لسمعة الوطن بتصرفات لا علاقة لها بقيم واخلاقيات الرياضة.

ونسيتوا الان مساوي موقف بسبب سب الحكام
الهلال واعلامه اخر من يتحدث عن الاخلاق