• ×
الأربعاء 17 أبريل 2024 | 04-15-2024
محمد احمد سوقي

الكرة السودانية لن تخرج من محطة العشوائية بدون اكاديميات ومدارس سنية

محمد احمد سوقي

 0  0  1237
محمد احمد سوقي

تجربة دوري الأشبال بالخرطوم أوصلت السودان لنهائي بطولة كأس العالم والتزوير هزم فكرتها
بيع بعض الصحفيين لوهم الفوز بالبطولات الخارجية يضحده مستوى اللاعبين الضعيف والنتائج المخيبة للآمال
لن تحقق الكرة اي إنجاز خارجي مادامت تعتمد على خردة المحترفين وانصاف المواهب من المحليين
لا جدال في ان الكرة قد تطورت في كل انحاء العالم عن طريق المدارس السنية والاكاديميات التي علمت البراعم ابجديات الكرة على اسس علمية وطورت مهاراتهم وقدراتهم الفنية والبدنية وصقلت مواهبهم وعجمت اعوادهم بالمباريات الاعدادية والتنافسية لتخرج لاعبين مؤهلين من كل النواحي لارتداء شعارات الاندية الكبرى والمنتخبات الوطنية وقيادتها للانتصارات والانجازات التي ترفع اعلام بلادها عالية خفاقة في سماء البطولات الخارجية.
وما اقوله عن مدارس الكرة التي خرجت اعظم اللاعبين العالميين ليس تنظيرا لا علاقة له بالحقيقة بل هو واقع معاش في كثير من الدول العربية والافريقية ما عدا السودان الذي يعتبر الكثير من ادارييه واعلامييه ان هذه المدارس مضيعة للوقت والمال وانهم يريدون لاعبا جاهزا لتحقيق الفوز في مباريات القمة لاكساب الاداريين الشعبية واستمرارهم في مواقعهم عبر الجمعيات العمومية وللترويج لمبيعات الصحف الرياضية بمكايدة النادي المهزوم واستفزازه والاستهزاء بادارته ونجومه وجماهيره.
وخلال التسعين عاما الماضية من عمر الكرة السودانية قامت الاندية والاتحادات بكثير من تجارب الاشبال والناشئين والتي اصابت بعضا من النجاح خاصة تجربة دوري الاشبال باتحاد الخرطوم والتي افرزت العديد من النجوم الذين قادوا منتخب الناشئين لبطولة كاس العالم بايطاليا في مطلع التسعينيات والتي قدموا فيها عروضا رائعة وظهروا بمستوي مشرف اشاد به امير الشباب الراحل فيصل بن فهد وفي مقدمة النجوم الذين تألقوا في بطولة إيطاليا عاكف عطا وخالد احمد المصطفي وابراهومة وكومي وعصام علي الريح وبقية العقد الفريد الذي واصل بعضهم رحلة النجومية والابداع فيما تساقط البعض لاسباب مختلفة ورغم هذا النجاح فقد عاب التجربة تزوير الاندية والمنتخبات لأعمار اللاعبين لتحقيق الإنتصارات والمكاسب الادارية ليهزموا بذلك الفكرة والهدف الاساسي وهو تطوير اللعبة بتعليم البراعم الكرة في سن مبكرة تمكنهم من الوصول للمستوى الذي يحقق لبلادهم حلم الصعود لمنصات التتويج العربية والافريقية والتأهل لبطولات كاس العالم والاولمبياد كما فعلت مصر وتونس والجزائر والمغرب وغانا ونيجيريا والكاميرون وجنوب افريقيا والكويت والسعودية وقطر والامارات والتي كنا نهزمها بالخمسات والستات عندما كانت الكرة تعتمد على المواهب الفطرية وليس على الاكاديميات وخطط واساليب الكرة الحديثة كما يرجع الفضل للاعبين والمدربين السودانيين في نشر وتطوير اللعبة بدول الخليج والتي لا يمكن الآن مقارنة مستوياتها الرفيعة بمستوانا المتخلف فالدوري السعودي الذي يعتبر من افضل واقوى الدوريات العربية لا يمكن مقارنته بما يقدم في مباريات الدوري الممتاز من مستوى متواضع والذي يرجع سببه الاساسي لعدم وجود مدارس سنية والاعتماد على اللاعب الجاهز الذي ينتقل من الاندية الصغرى لاندية الممتاز بكل عيوبه وسلبياته التي لا يمكن معالجتها لانه ليس في مقدور أي مدرب مهما كانت قدراته ان يعالج عيوب لاعب تجاوز العشرين من العمر وظل يلعب بها لاكثر من 15 عاما.
قصدت من هذا المقال ان اؤكد ان الكرة السودانية لن تتطور او تحقق أي انجاز خارجي ما دامت تفتقد للمدارس السنية والاكاديميات وتعتمد على عطالة المحترفين واللاعب الجاهز الذي يفتقد لكل مقومات الكرة الحديثة من مهارة وسرعة ولياقة بدنية عالية وقدرة على تنفيذ الخطط والتكتيكات الحديثة، هذه هي الحقيقة الكبرى التي يحاول بعض الاداريين والصحفيين مغالطتها والالتفاف حولها بالحديث المتكرر والمعاد عن امكانيات اللاعبين وقدراتهم الخرافية في معارك التسجيلات لارتياد آفاق الانجازات الخارجية وهو حديث لا يقف على ساقين ولا تسنده أي مهارات وقدرات للاعبين ويدحضه الواقع المؤلم للكرة السودانية والنتائج المخيبة للآمال خلال العشرين عاما الماضية ولذلك فان كل ما يقال على لسان الاداريين او اعمدة الصحفيين هو بيع للوهم للجماهير لتحقيق المكاسب الادارية للمجالس والمصالح المادية للصحف بزيادة المبيعات.
خلاصة القول ان الكرة السودانية لن تغادر محطة العشوائية الا اذا صدر قانون ملزم لكل الاندية بتأسيس مراحل سنية تتوفر لها امكانيات النجاح من تدريب وتغذية ومنافسات مستمرة يمولها ولاة الولايات لان امكانيات الاندية لا تسمح بمثل هذا الصرف الكبير، وبدون هذا فليس هناك ذرة من الامل في مستقبل مشرق للكرة السودانية التي ستظل تدور في حملات الاشادة والتطبيل المبالغ فيه بنجوم التسجيلات ومجالس الادارات لتكون النتيجة صفر كبير في ساحات التنافس الافريقي لان الكرة عندنا تلعب على صفحات الصحف وليس في ملاعب البذل والعطاء والفن والابداع الذي لم يعد له وجود الا في خيال من يحبون الاندية ويعشقون شعاراتها.
شكرا عاشق الهلال (نمل في نمل)
اشاد عاشق الهلال المتيم والكاتب الساخر محمد تميم (نمل في نمل) بما سطرته في هذه الزاوية عن القضايا الهلالية والرياضية وقال في اتصال هاتفي انه يحترم في صاحب هذا القلم منطقه وموضوعيته وبعده عن السباب والتهاتر مشيرا الى انه يعتز كثيرا بعلاقته بكاتب هذه الزاوية والتي بدأت في ايام الديمقراطية الثالثة بالعمل في صحيفتي صوت الشارع ونجوم الرياضة وأضاف بأنه ظل يكتب طوال هذه السنين بنفس الصدق والموضوعية الشيء الذي جعله يحتل مكانة خاصة في نفس زعيم امة الهلال الراحل الطيب عبد الله.
شكراً للأخ تميم على اشادته التي تعتبر وسام على صدرنا لانها صادرة من هلالي اصيل كتب مئات بل آلاف المقالات في حب الهلال الذي شكل وجدانه واعتبره من اهم الاشياء في حياته ولسان حاله يقول:
أفكر فيه واتأمل أراه أتجلى واتكمل هلالي الهلّ واتكمل
/////////////


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : محمد احمد سوقي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019