• ×
الجمعة 19 أبريل 2024 | 04-18-2024
كمال الهدى

الثورة لازم تستمر

كمال الهدى

 0  0  8274
كمال الهدى

kamalalhidai@hotmail.com

هي ثورة ولازم تستمر.

الأمر ليس مجرد عنف طلابي كما تحاول بعض أجهزة إعلامنا المضللة تصويره.

ولم يُقتل الشهيد ( بإذن الله) محمد الصادق ويو برصاصة غادرة كما يحاولون إيهامنا، بل فتك به من ظلوا يقتلون شبابنا الغض دون ذنب جنوه.

كل من خرج رافضاً للظلم ومطالباً بحقه في العيش الكريم أطلقوا رصاصة على صدره أو رأسه.

وبعد كل ما جري وما يجري هناك من يزعمون بأن رصاصة غادرة أودت بحياة محمد الصادق ويو.

هذا كذب صريح.

لن ينخدع أفراد الشعب العاديين الذين اكتوا بنيران الظلم والعنف والتدمير الممنهج للبلد وحياة شعبها بمثل هذه الخزعبلات التي يطلقها إعلام موجه لا هم لأفراده سوى إرضاء السلطة حتى يضمنوا صون مصالحهم ولو على حساب أرواح الشباب العزل.

تابعت قبل يومين إحدى حلقات برنامج الشروق " بين السطور" فتأكد لي أن الأمر لا علاقة له بتحليل أو قراءة لما بين السطور، بل هو عمل موجه لتضليل الناس.

نغضب ونثور عندما يبيع بعض الزملاء للجماهير الوهم في مجال كرة القدم، فما بالكم بمن يحاولون بيع هذا الوهم حين يموت بعض شبابنا بنيران البطش والظلم.

أي إعلامي هذا الذي يسترخص دماء الشهداء إلى هذه الدرجة؟!

وهل هناك اجرام أكثر من هذا؟!

الحلقة التي أشرت لها حاولت تصوير الأمر وكأنه مجرد عنف يحدث بين طلاب الجامعات.

يساوون بين القاتل والمقاتل، الظالم والمظلوم.

يحاولون خداعنا بأن الأحزاب السياسية تتعارك داخل الجامعات وتضحي بأرواح الطلاب من أجل تحقيق مكاسب سياسية.

الغبي دائماً هو من يظن أنه أذكى من الجميع.

وغالبية أجهزة إعلامنا تمارس غباءً لا نظير له عندما تتوهم أن أفراد الشعب يمكن أن يصدقوا أن ما يجري في الجامعات هو عراك بين أطراف متساوية في الخطأ.

فجامعاتنا ظلت تضم أركاناً للنقاش الهاديء الناضج الرزين، ولم يكن يعكر صفو ذلك النقاش ويحيله إلى عنف إلا بعض الطلاب الإسلاميين.

ومعلوم للجميع أن المؤتمر الوطني هو الذي يمسك بمفاصل الدولة حالياً.

إذاً هو المسئول عما يجري للطلاب أو غيرهم.

لهذا احترموا عقولنا يا هؤلاء، واتقوا الله في أبناء جلدتكم.

ولأفراد الشعب العاديين أعيد القول إنها ثورة ولازم تستمر.

لا تنخدعوا بحديث الإفك والضلال.

ولا تصدقوا المرجفين الذين يحاولون تصوير الأمور وكأن رحمة الله على السودان لن تنزل إلا حينما يحكمنا المؤتمر الوطني.

بل على العكس فقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن حكمهم غير الرشيد قد أحال حياتنا إلى جحيم لا يطاق.

فهؤلاء قوم لا يرحمون ولا يتركون رحمة الخالق تنزل على العباد.

فكفاهم ظلماً وفتكاً وقتلاً وتشريداً للأبرياء.

وكفانا صمتاً وخنوعاً وإذلالاً.

لابد لهذا الليل أن ينجلي.

ولن ينجلي هذا الليل ما لم نؤمن بأن لدينا قضية عادلة.

لا نريد لشباب جامعاتنا أن يموتوا دون ثمن.

لذلك لابد من دعم جاد وعمل منظم إن أردنا تغييراً حقيقياً.

ليس هناك مستحيل.

والنظام الحالي ليس بالقوة التي يتخيلها البعض.

ولا يفترض أن ننتظر أحزابنا وساستنا لأن معظمهم باعوا قضية الوطن منذ زمن بعيد.

وعلى شبابنا القادر على التغيير أن يبتكروا أساليب مستحدثة من أجل تحقيق غايتهم.

ليس بالضرورة أن تقوم الثورة على أكتاف أحزاب سياسية، طالما أن الكثير من أحزابنا الكبيرة ليست جادة ، بل هي متواطئة مع حكامنا الحاليين.

بالإمكان أن ننتفض ونثور وننظم أنفسنا دون حاجة لهؤلاء.

المبادرات العديدة التي انطلقت هنا وهناك لتقديم العون لكادحي البلد تؤكد أن الشباب قادر على القيادة والابتكار.

ودونكم مبادرة شباب شارع الحوادث التي أذهلت الجميع بدقة تنظيم القائمين عليها.

فما الذي يمنع أن ينظم الشباب أنفسهم لمواصلة انتفاضتهم ضد الظلم؟!

وإن كان لابد من وجود بعض الرموز السياسية المعروفة للناس، فهناك أكثر من رمز سياسي فخيم في بلدنا ممن تخلوا عن الأحزاب أو تخلت عنهم.

في البال بعض الاسماء اللامعة لكنني لا أود الكشف عنها لعدة أسباب.

وبالإمكان الاستعانة بهؤلاء الرموز الذين يثق الجميع في وطنيتهم.

كما لابد من حملات إعلامية تناهض خزعبلات (بعض) صحفنا الورقة وأجهزة إعلامنا المرئية والمسموعة التي تحاول دائماً تثبيط الهمم.

يجب علينا أن ننبه إلى حقيقة أن السوء بلغ مداه والتدهور إن لم يقف اليوم فسوف يحيل البلد بأكمله إلى رماد.

علينا أن نذكر الناس بأن دماء شبابنا الشهداء لا يفترض أن تروح هدراً.

محمد الصادق ويو ابن نجم الكرة السابق ليس أول الشهداء ولن يكون آخرهم.

لكن روحه الغالية التي أُزهقت بفعل فاعل معروف وليس من خلال رصاصة غادرة يفترض أن تحركنا باتجاه الفعل الجاد والمنظم والمستمر إلى أن يتم التغيير المنشود.

علينا أن نذكر أيضاً بأن أصحاب المصالح من خارج النظام الحالي أشد حرصاً على بقائه من أهله وهذا يفرض علينا أن نكون أكثر وعياً في تعاملنا معهم.

لم استغرب لتجاهل الرياضيين لحادثة مقتل ابن لاعب الكرة السابق الصادق ويو، رغم أن الكثير من هؤلاء الرياضيين عودونا أن يطيلوا في الحديث عن جهود هذا المسئول أو ذاك في دعم الرياضة.

والمرء يتساءل: هل يعتبر قتل أبناء الرياضيين أحد وجوه دعم الرياضة في البلد؟!

فلماذا صمتم ولم يفتح الله عليكم ولو بكلمة رثاء لوالد الشهيد؟!

لو مات الفتى في سريره أو أصاب والده ( لا قدر الله) مكروه غير الذي حدث لدبج الكثيرون المقالات مذكرين الناس بنجوميته وصولاته وجولاته في ميادين الكرة ولأبدوا تعاطفاً وحزناً كبيرين.

أما الآن وقد قُتل ابن الصادق ويو خلال حراك طلابي رافض للظلم والعنف والقتل وداعياً للتغيير، فلا أحد يجروء أن يتكلم.

علينا ألا نمل التذكير بأن ما حدث شرارة انتفاضة تتطلب قدراً أكبر من الوعي والمثابرة والبذل والتنظيم لكي تصل إلى مقاصدها النبيلة.

وبدلاً من الاكتفاء بتحفيز الشباب على الخروج في التظاهرات، لابد من تقديم العون الحقيقي وخطط مواجهة العنف والويلات.

علينا أن نتفاكر في أكثر الاساليب المبتكرة جدوى ونفعاً في تنظيم هذه الاحتجاجات دون الحاجة لبائعي قضايا الشعب كما أسلفت.

ويجب أن نقف صفاً واحداً ولا تنطلي علينا محاولات شق هذا الصف.

فغالبية أبناء الشعب بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية واهتماماتهم الرياضية وغيرها يتساوون في الظلم.

جميعهم يشتركون في هم ضياع الوطن من بين أيديهم، وقلة هي المستأثرة بكل شي.

فلابد أن نتوحد ونترفع فوق الصغائر.

لا يمكن لأي شعب أن يحقق مقاصده بدون اتفاق حد أدنى حول القضايا الوطنية المُلحة.

ونحن أهل لمثل هذا التوافق، لكوننا نملك الكثير من العقول الراجحة القادرة على التفريق بين هذا وذاك.

فوتوا الفرصة على أصحاب المصالح الذين لا مانع عندهم من بيع أي شيء في سبيل اكتناز الأموال.

مثل هؤلاء الأراذل سوف يكتبون كثيراً وسيتظاهرون بالتعاطف مع قضاياكم، لكنهم في حقيقة الأمر لا يفكرون في شيء سوى مصالحهم الذاتية الضيقة.

فلا يفترض أن نعير الكثير مما سوف يُكتب ويقال أدنى اهتمام إن أردنا للثورة أن تفرض واقعاً جديداً وتفتح الطريق لسودان يسع الجميع فعلاً لا قولاً.

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال الهدى
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019