* الان وبعدما ذهبت لجنة التسيير ونفّذ اصحاب المصالح اجندتهم الخاصة وصارت عودة الوالي مسألة وقت اعتقد ان المريخ سيبدأ عملياً مرحلة اخرى من التدهور والاحتراب.. ولعل ما حدث من صدامات بسبب بعض الكتابات لن يكون غير بروفة صغيرة..!!

* ثم أنني لم اتعجب من الصمت الذي مارسه الرئيس المستقيل جمال الوالي امام ما تعرضت له لجنة التسيير من مجموعة المؤيدين والطبالين والمطالبين بعودة الرئيس السابق، ولن أعلق على ما صدره اليّ البعض من اسئلة اهمها (لماذا صمت الوالي)..؟!!

* مكانة الرجل ـ ولو زوراً وبهتاناً ـ كان تفرض عليه الانحياز الى لجنة التسيير ومساندتها عبر احد منابره التي تحولت الى الدفاع عنه بصورة اكبر وأشمل من دفاعها الذي يفترض ان يكون عن المريخ الكيان والوعاء الجامع وليس الفرد..!!

* كلمة او عبارة واحدة من الوالي كان بالامكان ان تضع حداً لسياسة تأجيج النيران التي اتخذها البعض شعاراً لكتاباتهم الاخيرة على اعتبار انها ـ اي الكلمات ـ وبجانب مساندتها للتسيير فانها ستبعث برسالة واضحة تؤكد حرص الرجل على وحدة الكيان..!!

* حتى هذه الفرصة اهدرها الوالي وترك الأمور تتشابك وتزداد اشتعالاً صباح كل يوم جديد ناسياً او متناسياً ان وضعيته كرئيس للنادي ولاكثر من (13) عاماً تحتم عليه العمل لأجل لم الشمل والحفاظ على الكيان من التشتت والانقسام بالطريقة الحالية..!!

* السؤال المهم هنا يتمثل في هل يا ترى ان ما دفع الوالي من اسباب واجبره على ترك الجمل بما حمل والتقدم باستقالته قد تلاشت وبالتالي بناء على ذلك اختار العودة..؟! وهل سيعود الرجل للمريخ بذات الأفكار والثوابت السابقة..؟!!

* هل سيعود الوالي بحرصه القديم وبذات الاسلوب الذي كانت نهايته الفشل في كل البطولات الخارجية خاصة ابطال افريقيا والكونفدرالية، الى جانب التراجع في البطولة الأولى على المستوى المحلي والمتمثلة في الدوري الممتاز..!!

* هل يا ترى ان الرجل درس السلبيات التي ادت الى فشله في تحقيق غايات الجماهير التي ثبت عملياً بانها متعطشة للبطولات الخارجية رغم المليارات التي صرفت على اللاعبين والمدربين بدليل انها هتفت غير مرة (دايرين كورة ما مقصورة) ..!!

* ان المشهد الاخير للمسرحية الباهتة والبايخة ـ وكما ثبت عملياً من خلال خيوط المؤامرة ـ لا يشرف وضعية المريخ ولا مكانته ولا تاريخه بل على العكس ان ما حدث سيظل وصمة عار في جبين النادي الذي كان عملاقاً حتى قبل (14) سنة..!!

* الحقيقة ان مخططات البعض ـ خاصة اولئك الذين اقتحموا النادي في غفلة من الزمان ـ نجحت وبنسبة كبيرة بعدما تمكنوا من تغييب جل عشاق الاحمر وقاموا بتثبيت حقيقة وهمية تتمثل في ان الوالي يظل هو المخرج الدائم للازمات..!!

* مع ان الواقع المسنود بالتجارب السابقة التي لم يمر عليها سوى شهور قليلة تؤكد ان ما حدث في عهد الوالي وطوال سنوات حكمه يمثل نموذجاً للادارة السالبة بكل تفاصيلها المنظورة وغير المنظورة.. ورغم ذلك ها هو صاحبها يعود مجدداً.. وعجبي..!!

* عودة الوالي ـ واستناداً على معلوماتنا ـ لن تكون غير صورة طبق الأصل او اعادة لمشواره الفاشل السابق وعليه فاننا على موعد مع بداية جديدة لمسلسل التواضع والذي ربما تتنوع حلقاته هذه المرة بوجوه جديدة في الشكل الخارجي فقط..!!

* تخريمة أولى: نجح (الصفاقة) في تحقيق رغباتهم وتحول النادي الاحمر وبعض الشخصيات الى الات او عرائس كرتونية تتحرك امتثالاً للتوجيهات الصادرة من جهة واحدة تسللت في غفلة من الزمان وصارت المتحكمة في كل الأمور..!!

* تخريمة ثانية: حقيقة لقد توسمنا خيراً وحلمنا باستعادة المريخ الذي نعرفه لكن خفافيش الظلام عادوا لممارسة هوايتهم ليس حباً او طمعاً في تحقيق الفائدة للمريخ بل على العكس حرصاً على الوصول الى مكاسبهم الخاصة.. وبس..!!

* تخريمة ثالثة: الشكر لقادة التسيير الذين يستحق كل واحد منهم وسام الشجاعة على تصديهم للمسئولية ونقول لهم (لقد احسنتم لكن نجاح الاداري في دوائر مريخ آخر الزمان صار يحتاج لملء جيوب الهتيفة لضمان الاستمرارية).. ولنا عودة باذن الله..!!