kamalalhidai@hotmail.com
تقول آخر الأخبار أن رئيس نادي الهلال تسلم بعد عودته لأرض الوطن ملف المحترفين الأجانب بنفسه.
وأضاف الخبر أن رئيس النادي سيقوم على سير اللاعبين المرشحين للإنضمام للهلال حتى لا يقع الهلال ضحية للسماسرة!!
أولاً وقبل كل شيء لابد من القول أنه لا يوجد موضوعاً لخبر أصلاً فيما أوردته أعلاه.
فرئيس الهلال ظل يمسك بهذا الملف وبجميع الملفات منذ توليه الشأن الإداري في النادي, وليس في الأمر جديد.
ولعلكم تذكرون كيف أن الصحف ظلت تتحدث مع كل عودة له من رحلة خارجية إلى أنه سيحل مشكلة كذا وكذا.
حتى التفاصيل الصغيرة وأوجه الصرف البسيط لا حل لها في غياب الرئيس، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على العشوائية وانعدام المؤسسية وخمول بقية أعضاء المجلس الذين باتوا ( تمومة جرتق) بحق وحقيقة.
رغم عدم الموضوع في الخبر وجدت فيه أمرين مضحكين.
الأول هو أن الكاردينال سوف يتابع (سير) اللاعبين المرشحين ولا أعرف كيف تكون متابعة هذا السير!
وبعيداً عن الركاكة في صياغة المادة الخبرية أعلاه أقول أن الكاردينال ليس مؤهلاً لمتابعة مثل هذه الملفات، ويفترض أن يقتصر دوره فقط في دفع المال.
فلا هو لاعب كرة سابق ولا مدرب ولا حتى مشاهد جيد حتى يقف على كل صغيرة وكبيرة فيما يتعلق باختيار لاعبين للهلال.
كانت خطواته الأولى في هذا الجانب سليمة حين اختار عدداً من اللاعبين القدامى طالباً منهم المفاضلة بين عدد من المحترفين الذين لم يعرف أولئك اللاعبون القدامى من رشحهم له.
المهم في الأمر أنهم قبلوا بالمهمة كبداية لتجربة جيدة بغرض تجويدها مستقبلاً والطلب من الرئيس منحهم الوقت الكافي في المرات القادمة لكي يختاروا اللاعبين بأنفسهم بدلاً من المفاضلة بين ثلاثة لكل خانة.
لكن المؤسف أن الكاردينال جرى وراء الصحفيين بعد ذلك وصدق كل ما قيل له عن بعض اللاعبين القدامى لينهي دورهم في عملية الاختيار وتقييم اللاعبين.
ومنذ ذلك الحين لم يعرف الأهلة كيف تم التعاقد مع العدد الكبير من المحترفين الذين جاءوا ثم غادروا دون أن يضعوا أي بصمة تذكر.
وهذه المرة لن تكون استثناءً.
وسوف يتم التعاقد مع أنصاف محترفين بعد أن ينال كل صاحب حظ نصيبه من الصفقة، والخاسر الوحيد سيكون الهلال وجمهوره.
شبعنا من الأكاذيب حول اللجان الفنية المزعومة وقلنا أكثر من مرة إن كانت هناك لجنة فنية تختار أو تناقش خيارات المحترفين الأجانب فليأتوننا بأسماء أعضائها.
كل الأهلة باتوا يعرفون البئر وغطاها وبلاش ضحك على العقول.
وإن لم ينتعش سوق السماسرة في عهد رئيس مثل الكاردينال فمتى ستكون انتعاشة سوقهم!!
لو كان الهدف فعلاً منع تلاعب السماسرة فالطريقة المثلى لذلك هي الكف عن مثل هذه الصفقات الخاسرة.
يتضمن كشف لهلال حالياً عدداً من اللاعبين الصغار الموهوبين حقيقة.
وإن استطاع رئيس الهلال ومجلسه الخامل تحقيق الاستقرار في النادي لأصبح بالإمكان الاستفادة من مواهب هؤلاء الصغار بعد صقلها كما يجب.
خلال جميع تجارب المحترفين السابقة في عهد الكاردينال لم أر مهاجماً بإمكانيات صهيب الثعلب مثلاً.
فلماذا التهافت وراء محترفين ( مضروبين) بدلاً من الاعتماد على هؤلاء الشباب الموهوبين؟!
وفر أموالك عليك يا كاردينال.
وتذكر أن الفريق أصلاً ليس لديه استحقاقات خارجية هذا الموسم.
ومعنى ذلك أن هناك فسحة من الوقت لصقل مهارات هؤلاء الشباب ومنحهم فرص الاحتكاك اللازم.
لكن كل ذلك مشروط بتحقيق الاستقرار في النادي كما أسلفت.
وبدون ذلك لن ينفعكم لا تعاقدات مع محترفين أجانب ولا اعتماد على الشباب.
ومن وقبل ومن بعد يستغرب المرء للحديث المستمر عن المحترفين الأجانب، وكأن المجلس ورئيسه قد نسوا وعودهم بالاعتماد على لاعبينا المحليين من الشباب.
أين هو هلال 2017 الذي سيخلو كشفه تماماً من المحترفين الأجانب يا كاردينال! أم أن كلام الليل يمحوه النهار عندكم!
تذكرونني بحديث رئيس الجمهورية أيام افتتاح ملاعب الناشئين برفقة أبو هريرة حسين.
فقد كان الرئيس البشير وقتها يعد المتابعين بقلب المعادلة بقوله أنهم بدلاً من استيراد اللاعبين الأفارقة فسوف يصدر السودان بعد سنوات المواهب لكافة الأندية العالمية مثل مانشيستر وشيلسي وغيرهما.
فلا الرئيس صدر مواهب للعالم ولا الكاردينال صنع فريق المستقبل من اللاعبين المحليين، وكان الله في عون الكرة وهلالها.
