ظللنا نكرر أن إستقرار الأجهزة الفنية هو إستقرار للفريق واللاعبين معاً ويخلق الإنسجام بين الجميع مما يؤدي لعمل ملموس و نتائج جيدة، شهد نادي الهلال ما يقارب العامين تعدد المدربين والمدارس الفنية، فقد فيها الفريق ملامحه وشكله المعروف و خير دليل على ذلك خروجه من الأدوار الأولية لبطولته المحببة أبطال أفريقيا..
جاء الفرنسي كافالي بداية الموسم و أشرف على معسكر الفريق الإعدادي و قبل أن يضع خططه على أرض الواقع حزّم حقائبه ورحل بأمر المجلس، ثم أعقبه المصري طارق العشري في ظروف ووقت لا يساعد على خلق الإنسجام ووضع التوليفة المناسبة للفريق وهو مجابه بإستحقاق خارجي البطولة الأفريقة لذلك خرج من أدوارها الأولية بعد أن كان يصل فيها لمراحل متقدمة ولكنه كسابقه لم يكمل الشهرين وخرج بطريقة أقل ما نوصفها بها أنها مستفذة لكيان كبير مثل الهلال و لا تمت للإحترافية في شي، الأمر الأسوأ إفشاء أسرار النادي ضارباً بعرض الحائط كل الأعراف والتقاليد المتبعة و المبدأ يقول بأن من يفشي السر ليس بأمين هكذا كان العشري..
وقبل أن يكمل المدرب السابق ليلته الثانية في بلده حضر المدرب الروماني بلاتشي للخرطوم في خطوة لم تكن وليدة اللحظة بل بتخطيط وإتفاق مسبق بدليل حضوره بهذه السرعة وكأنه كان ينتظر إشارة الإنطلاق نحو الخرطوم، لا نشكك في قدرات الوافد الجديد فله من السيرة ما يجعلنا نطمئن على مشوار الهلال، ولكن يقلقنا تقلّب الأوضاع في النادي الكبير وعدم الصبر على المدربين وهذا خطأ يتحمله مجلس الإدارة..
كرة القدم تعتمد على أشياء أساسية أولها الإستقرار الإداري والفني ووضع الشخص المناسب في المكان الذي يستطيع أن يبدع فيه إضافة للخطط والبرامج التي تنهض بالفريق، لا نقلل من سعي الإدارة لتقديم الأفضل لجماهيرها ولكن إستعجال النتائج لا يفيد و يهدم كل ما يُبنى، لذلك أتمنى أن يأخذ بلاتشي كامل وقته ويُمنح الصلاحيات و كل الإدارة الفنية وأولها إستقدام اللاعبين الذين ينفذون خططِه ويصنعون الفارق، دخول لاعبين وخروج البعض منهم أيضاً يقود لإنعدام الإنسجام ويجعل الفريق بلا شكل أو شخصية..
كذلك لا نغفل الجانب الذي يدير الكرة فهذه المهمة تحتاج لأصحاب خبرة ومتخصصين في هذا المجال لهم القدرة على العمل في كافة الظروف و مساعدة الأجهزة الفنية واللاعبين للتفرغ للكرة والخروج بهلال ينثر الإبداع كما كان..
..
.
والسلام..
