هلال الوطن سيجتاز احباطات الانكسارات وسيحلق عالياً في سماء البطولات
الأزرق استمد عظمته من عظمة ام درمان بقعة المهدي ومنارة الآداب والفنون ووطن النجوم
× يعود هلال الملايين مساء اليوم لداره وسط عشاقه وأنصاره لأداء مباراته امام هلال الفاشر بعد الظروف القاسية التي عاشها يوم الخميس الماضي بخسارته المؤلمة من النيل شندي القابع في مؤخرة قائمة الممتاز والذي يحتاج لكثير من الانتصارات لابعاده من شبح الهبوط حتى لا يعود ادراجه وهو الذي لم يمض في دوري الاضواء سوى موسم واحد..
× ولا شك في ان هزيمة الهلال امام النيل بمقاييس العراقة والمستوى والخبرة كانت في منتهى الصعوبة ولكنها بحسابات الأخطاء الادارية والفنية والاعلامية والتي ليس هذا وقت مناقشتها تعتبر واردة وطبيعية لأن الفريق الذي يدخل المباراة ونجومه يعانون من انهيار معنوي وأزمات نفسية لن يبذلوا الجهد والعطاء الفني الذي يمكنهم من انتزاع الفوز وتقديم العرض الذي يمتع الجماهير ويرضي تطلعاتها لرؤية فريقها في احسن حال وأبهى صورة..
× ان الهلال في أمس الحاجة للانتصار في مباراة اليوم ليضمد جراحه ويحافظ على صدارته ويخرج جماهيره من حالة الاحباط ويعيد لها البسمة التي غابت عنها منذ سقوط الهلال امام الاهلي الليبي وخروجه من المرحلة الأولى وهو الذي تعود ان يذهب بعيداً في البطولة الافريقية الكبرى التي كان أحد فرسانها وأقوى أنديتها بانتصاراته على اكثر أندية القارة عراقة وشعبية خلال الثلاثة عقود الماضية..
× وفي رأيي وآراء الكثير من الفنيين ان الهلال لا يعاني من ضعف واضح في قدرات اللاعبين الفنية رغم فقدانه لعدد كبير من ركائزه الاساسية بأخطاء التقييم الفني ولكن مشكلته الحقيقية في الأزمة النفسية التي يعيشها كبار النجوم الذين يعتمد عليهم الفريق في قيادته من جراء حملات الاساءة والنقد الهدام الذي تمارسه ضدهم بعض الاقلام الموالية للمجلس والتي أثرت على مستوياتهم وعطاءهم خاصة اذا كان اللاعبين يشعرون بأنهم مهددين بالشطب ومغادرة النادي الذي بذلوا في سبيله كل ما يملكون من جهد وقدرات ليكون نصيبهم في نهاية الأمر الجحود والنكران بعد عطائهم المتواصل للنادي وقيادته للانتصارات والبطولات ولذلك فان الحل لانهيار معنويات نجوم الهلال يحتاج لجلسات علاج من اخصائيين نفسيين لاخراجهم من هذه الحالة التي هبطت بمستوياتهم لاقل معدل ممكن كما تحتاج الأزمة النفسية لكبار النجوم لاجتماعات مشتركة مع ادارة الكرة ومجلس الادارة الذي ينبغي ان يؤكد لهم ثقته فيهم وتمسكه بهم ومطالبتهم بعدم التأثر بما يكتب عنهم وتقديره لما قدموه من عطاء وما حققوه من انتصارات وبطولات, ونعتقد ان اجتماع قيادات مجلس الهلال مع اللاعبين بعد تدريب امس الاول كان خطوة مهمة على طريق رفع المعنويات والتي يجب ان تتبعها اجتماعات حتى يستعيد اللاعبين توازنهم النفسي ومستواهم الفني ويعودوا لطريق الانتصارات لاستعادة بطولة الممتاز التي فقدوها في الموسم الماضي ولا يمكن القبول بخسارتها للموسم الثاني على التوالي وهم الذين حققوا الارقام القياسية في الفوز بها منذ انطلاقتها في العام 1996م..
× واذا كان لادارة النادي دور كبير في رفع معنويات الفريق بتجديد الثقة فيه فان الدور الاكبر يقع على عاتق الجماهير الهلالية المحبة لفريقها والعاشقة لشعاره لبث روح الحماس في اللاعبين ودفعهم لمزيد من البذل والعطاء حتى ينتزعوا النصر عنوة واقتدارا من هلال الفاشر ليؤكدوا تجاوزهم لكبوة النيل والانطلاق بقوة نحو عرش الممتاز الذي يعتبروا الاكثر جلوساً عليه وفوزاً به..
× وكما يقول عشاق الأزرق الأنيق عقب الهزائم والانتكاسات ان الهلال يمرض ولا يموت لأنه نادي كبير وعريق وعظيم تضرب جذوره في أعماق الحركة الوطنية والاجتماعية والرياضية التي عطر فضاءاتها بانتصارات على فرق أوروبية وبرازيلية وافريقية وعربية فضلاً عن انه اكثر الاندية فوزاً بالبطولات المحلية لذلك ستبقى رايته ابداً خفاقة في سماء الوطن ما دامت الشمس تشرق على ربى ام درمان العاصمة الوطنية التي كانت مقراً لحكم الامام محمد احمد المهدي بعد فتحه للخرطوم وتحرير الوطن من الاحتلال الاجنبي وقد استمد الهلال عظمته من عظمة ام درمان التي تجسدت فيها الوحدة الوطنية في أسمى معانيها بتعايش وتوحد كل القبائل السودانية على أرضها التي اصبحت منارة للفنون والآداب وانطلقت منها اغاني الحقيبة والاذاعة السودانية والمسرح القومي والتلفزيون القومي وألف شعراءها أشهر القصائد الوطنية والعاطفية وحكم السودان عدد من رجالاتها وقادتها على رأسهم الزعيم اسماعيل الأزهري وعبدالله بك خليل وجعفر نميري والصادق المهدي ويكفي ان ام درمان مهد الرياضة التي انطلقت منها قمة الكرة الهلال والمريخ وهي التي ولد الهلال على ارضها واستمد منها عظمته ليست مدينة في وطن ولكنها وطن في مدينة..