* تصريحات مهمة للغاية تلك التي أطلقها المصري طارق العشري المدير الفني للهلال من خلال حديثه لقناة (بي ان سبورت) الرياضية في ختام البروفة الرئيسية للأسياد لمواجهة الأمس التي جمعت الهلال بالنيل شندي .
* العشري أكد من خلال تلك التصريحات أن إتفاقه مع رئيس الهلال شمل بناء فريق للمستقبل بالإعتماد علي العناصر الموجودة في الفريق حالياً خاصة اللاعبين الشباب .. مع إضافة عدد من المحترفين خلال فترة التسجيلات المقبلة بشرط أن يكونوا علي مستوي ومن العيار الثقيل الذي يمكن أن يحقق الإضافة المطلوبة للفرقة الحالية .
* أهمية حديث العشري تنبع من تأكيده أن مهمته الأساسية في الهلال حالياً تتركز في صناعة فرقة المستقبل وإعداد فريق شاب يمكن أن يعيد الهلال للمنافسة بقوة في كل البطولات المطروحة في الساحة محلياً وإفريقيا .. وهو ما أكدناه هنا من خلال هذه المساحة وفي أكثر من مرة خاصة عندما طالب بعض قصار النظر مجلس الهلال بالإستغناء عن العشري بمجرد وداع الفريق لدوري الأبطال الحالي .
* وللعلم أن مهمة بناء فريق تعتبر عملياً أصعب بكثير من مهمة قيادة فريق جاهز لتحقيق الإنتصارات .. وتحتاج لصبر كبير من مجلس الإدارة في المقام الأول ومن بعده جماهير النادي التي يقع عليها أدوار أخري تتمثل في توفير الجو الصالح للجهاز الفني واللاعبين من أجل إكتمال عملية البناء بالصورة الصحيحة وبدون أي ضغوطات .
* حديث العشري عن إعداد فريق للمستقبل يؤكد صحة إتجاه المجلس الهلالي في المشاركة في بطولة التحدي لأندية شرق ووسط إفريقيا والتي وجدت معارضة من بعض الجماهير العاطفية التي نظرت إليها فقط من كونها بطولة تعود وصيفنا الأحمر علي المشاركة فيها لتعويض جماهيره عن الإخفاقات الإفريقية المتكررة .
* دون النظر للفائدة الفنية الكبيرة التي يمكن ان تقدمها لفريق شاب يطمح جهازة الفني لإتاحة الفرصة للاعبيه مع أندية إفريقية من أجل إكتساب الإحتكاك والتعود علي اللعب الإفريقي الشرس الذي يختلف كثيراً عن اللعب المحلي .
* العشري ذكر أيضاً أنه إتفق مع رئيس الهلال الكاردينال علي إستجلاب ثلاثة محترفين من العيار الثقيل خلال فترة الإنتقالات التكميلية القادمة مبيناً أن المحترف يجب أن يكون أفضل من الوطني بعشرة أضعاف علي حد تعبيره .. وهي نسبة كبيرة للغاية أعتقد أننا لو وجدنا محترف بنصفها أو أقل منها يمكن أن يحقق لنا الإضافة التي نتمناها .
* وقال أنهم لم يقدموا الإضافة المطلوبة بل أن أحدهم ويعني الغاني أبيكو تسبب في وداع الفريق إفريقيا بالأخطاء الفادحة التي وقع فيها أمام أهلي طرابلس وأبان أنه من أوصي بالإستغناء عنهم ليلقم كل من إتهم رئيس الهلال بالديكتاتورية حجراً كبيراً .
* قناة (بي ان سبورت) أوردت تصريحات مثيرة أيضاً للمهندس محمد عبد اللطيف هارون رئيس القطاع الرياضي المناوب قال فيها ان مسألة أقصاء اللاعبين الكبار في الفريق أو أصحاب الخبرة مجرد وهم يعشعش فقط في أذهان البعض ولا مكان له في أرض الواقع مبيناً أن اللاعبين الخبرة يعول عليهم النادي كثيراً في قيادة الأزرق للإنتصارات والمساهمة بقوة مع الشباب في تحقيق النقلة الفنية المطلوبة في الأداء .
* كونوا معي فللمداد بقايا ..
بقايا مداد ..!
* تجرع سيد البلد وزعيمها الأوحد عشية الأمس أول هزيمة له في دوري سوداني الممتاز في الموسم الحالي أمام مستضيفه النيل شندي الوافد الجديد علي البطولة بعد أن خسر بهدفين مقابل ثلاثة .
* شخصياً لم أتفاجأ كثيراً لتلك الهزيمة .. فكل المؤشرات في الشارع الهلالي كانت تقود إليها .. بل أنني وفي هذه الزاوية تحديداً وقبل يومين فقط حذرت منها عندما قلت ..
* ( ليس غريباً أبداً أن يواصل سيد البلد وزعيمها الأوحد مسلسل التوهان في المباراة التي جمعته أمس الأول بفرسان أهلي الخرطوم .
* وليس بمستغرب أن يظهر معظم أقمار الأزرق بكل ذلك الشرود الذي شاهدناه عليهم في تلك المباراة .
* ولن يكون غريباً أبداً أن يكون الأداء في مقبل المباريات القادمة وأولها مواجهة النيل شندي الخميس القادم بصورة اسوأ من التي شاهدناها عليه أمس الأول) .
* أنا لا أريد أن أقول هنا أنني أعلم الغيب والعياذ بالله .. ولست بقارئ للفنجان .. لكن ماتابعته من تشرزم .. ومن تحزب ..ومن تحارب .. وتباغض .. ومن إستقطاب لجماهير الهلال التي تعتبر الوقود المحرك لأي إنتصار أزرق دفعني دفعاً لقول ماقلت .. وللأسف بل للأسف الشديد كانت نظرتي في محلها وتحليلي في مكانه .
* نعم إنهزم الهلال يا جماهير الهلال .. وأمام أضعف أندية الدوري الممتاز مع إحترامي للنيل شندي وما بذله من مجهود خلال مباراة الأمس .
* إنهزم الهلال أيها الأولتراس .. في مباراة كان من المفترض ألا تشكل له أكثر من نزهة يعود بعدها بالنقاط كاملة لمعقله بأمدرمان ليواصل الإستعداد بعدها لبقية التحديات .
* إنهزم الهلال أيها الطابور الخامس .. وبثلاثة أهداف مع العلم أن الفريق وطوال مباراته التي خاضها في البطولة والتي وصلت لعشرة مواجهات قبل مواجهة الأمس لم تستقبل شباكه سوي هدف وحيد .. ليأتي أمس ويستقبل ثلاثية كاملة .
* هزيمة الهلال بالأمس سادتي الأكارم بطلها الحقيقي هو جمهور الهلال وليس فتية النيل شندي .. ومنفذوها الأصليين هم مجموعة الأولتراس والمستفيد منها هم أهل الطابور .
* بطلها جمهور الهلال لأنه قبل بأن يتخلي عن هلاله في هذا التوقيت الصعب وإنشغل عنه بأمور إدارية ليست من إختصاصه بل نصب نفسه كجهة أعلي من مجلس الإدارة يطالب بتعيين هذا وإقالة ذلك .
* ومنفذوها هم مجموعة الأولتراس لأنها تخلت طائعة مختارها عن أهدافها الرئيسية في دعم اللاعبين ورفع روحهم المعنوية وتفرغت تماماً لمهام ترديد الشعارات للأفراد ورفع اللافتات التي تكرس لتصفية الحسابات الشخصية وعلي حساب الكيان .. تلك المجموعة التي كانت أفضل وأكبر وأقوي خط دفاع عن الهلال وصارت أكبر خطر عليه .. فكان لابد وأن ينهزم الهلال .. وكان لابد وأن يستأسد علينا نيل شندي بثلاثية .
* وهزيمة الأمس المستفيد منها الوحيد أهل الطابور وأصحاب المرارات الخاصة .. الذين أثق أنهم كانوا يضحكون بل ويقهقهون وكل هدف من أهداف النيل الثلاث يعانق شباك حارس الهلال مكسيم .. ولن أستغرب أن قاموا بعد إطلاق صافرة الحكم بنهاية اللقاء بتوزيع الحلوي إبتهاجاً بتلك الهزيمة لأنها تعتبر بالنسبة لهم إنتصاراً .. رغم كونها للهلال عاراً .
* كل هزائم الهلال خلال الفترات السابقة كوم وهزيمة أمس أمام النيل كوم آخر .
* هزائم الهلال السابقة كانت كرة قدم وأحد ثلاث خيارات طبيعية لابد وأن تنتهي عندها كل مباراة في هذا المنشط وهي (الفوز،التعادل،الهزيمة) ولكن هزيمة الأمس كانت مختلفة تماماً .
* فهي هزيمة نادي في جماهيره .. وهزيمة كيان في عشاقه .
* فلتفرح جماهير الهلال لأنها حصدت مازرعت يداها .. ولتحتفل مجموعة الأولتراس وأهل الطابور فالهلال قد إنهزم .. والمارد الأزرق قد واصل في كبوته التي توهمنا للحظة أنها بدأت في الإنحسار .
آخر مداد ..!
الهلال في محنة حقيقية .
