• ×
الخميس 25 أبريل 2024 | 04-24-2024
محمد عثمان الجعلي

شدرة شيك وجيب الساعة

محمد عثمان الجعلي

 5  0  3808
محمد عثمان الجعلي
من المفكرة ....محمد عثمان الجعلى
شدرة شيك وجيب الساعة
نزولاً عند رغبة بعض القراء الكرام نعود للمفكرة ونبحر اليوم بعيداً عن شواطئ الرياضة ، ما أجمل أن نبدأ الحديث بشعبنا الطيب المضياف الذى شهد له كل من عاشره بطيب الخصال من شهامة وكرم ورفض للضيم وتقوى ودين ، وبما أن الكمال لله وحده ...فإن شعبنا يتنفس برئة الخلاف ويعانى من ثقافة النهائيات ، وشعبنا يعشق العمل ويأكل الحلال ، أما مقولة أن الشعب السودانى كسول فهذه فرية يكذبها الواقع وإن كان الإخوة في شمال الوادى روجوا لها لأنهم لم يهضموا روح التكافل والتعاون التى تسرى في أوصال شعبنا ...والشعب السودانى متدين بالفطرة لأن الدين الحنيف لم يدخل بلاد الشمس المشرقة عن طريق السيف وإنما بالحسنى والقدوة الحسنة ... وحتى سلبية الخلاف بدأت تتقلص مساحتها بعد معاهدات السلام المختلفة ومؤتمرات الحوار الجامع ...أما ثقافة النهائيات لم يفطن لها أحد لمعالجتها ، فإن كان أعوان الباطل علموا أن الغلبة والرقى والنجاح في جمع الأمر ووحدة الصف فلا يحق لأبناء الإسلام أن يتفرقوا ولقد أخبرنا القرآن بأن سحرة فرعون وهم يرفعون راية الباطل رفعوا معها شعار ...فأجمعوا أمركم وإئتوا صفاً وقد أفلح اليوم من إستعلى ...و نشاهد التكتلات والتحالفات في عالم اليوم ونحن أولى بذلك ، وليت أبناء شعبنا حكاماً ومحكومين إنهمكوا في زراعة هذه الأرض الخصبة وعندنا المياه العذبة الوفيرة ونحن نعيش في أمن وأمان ويتخطف الناس من حولنا ، والشعب صبر وصابر وآن له أن يجنى حصاد صبره ونحن لا نريد في هذه الفانية غير اللقمة الحلال والدواء والتعليم بالسعر الزهيد ...لأننا نعلم أنه من بات آمناً في سربة معافى جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ، دعونا سادتنا الأماجد أن نناقش كل الإحتمالات التى نظن أنها تقعد بنا عن اللحاق بركب العالم المتقدم ....فهل اللغة هى سبب !! يعنى إحنا في كلامنا حتى مع الإخوة العرب نقلب بعض الحروف وقد نأكل بعضها ...يعنى حرف الجيم عادى جداً نقلبه دال زى الشدر بدل الشجر الثاء نقلبها تاء زى الثلاثاء والذال نقلبها ضاد زى الضنب بدل الذنب وغيرها أما أكل الحروف عندنا بالكوم... ها الساعة نقول ( هسع ) ...لكن كمان في شعوب كتيرة بتأكل الحروف ، أخواننا في مصر يقولوا ياود بدل ياولد وأخواننا الشوام للمصاريف بقولوا ( المصارى يازلمى ) وحتى عرب الجاهلية كانوا ياكلوا الحروف يقولون فاطم وبثين لى فاطمة وبثينة وأشار القرآن لأكل العرب للحروف في قوله تعالى (وقالوا ربنا عجّل لنا قطنا قبل يوم الحساب ) سورة ص الآية 16 أى قسطنا أكلوا حرف السين ، والقط أيضاً معناه نصيبنا من العذاب ...بمناسبة الأكل تمنيت أن تهتم الحكومة والمعارضة بمؤتمر ( قفة الملاح الجامع ) لذا لزم التنويه .
*** الثروة الحيوانية أيام الجاهلية
لدينا في السودان ثروة حيوانية هائلة ولكن لم نستفد منها الإستفادة المرجوة فليست لدينا مصانع لحوم لنصدر للخارج وليست لدينا ملبوسات جلدية نكتفى منها ذاتياً ونصدر الفائض لدول الجوار من حولنا ، رغم أنه لدينا علاقات تجارية طيبة مع تركيا وإيطاليا ولكننا لم نستفد من المصنوعات الجلدية ومنتجات الثروة الحيوانية ، مفروض ألبان السودان تنافس ألبان هولندا والمساحة المخصصة لأبقار هولندا أكبر بقليل من مساحة أم بدة ، ليتنا تعاملنا بتقافة النهائيات على الأقل في منتجات الثروة الحيوانية حتى لا نصبح مثل عرب الجزيرة العربية أيام الجاهلية حيث أضاعوا ثروتهم الحيوانية بمزاعم وأوهام زعموا أن الله أمرهم بذلك وفضح القرآن أكاذيبهم ودحض أوهامهم رغم ثروتهم الحيوانية كانت تخلو من الأبقار ، فقد اضاعوا الإستفادة من الإبل والغنم فجعلوا منها بحيرة وسائبة ووصيلة وحام ...وإذا أردنا أن نلقى الضوء على هذه الأنواع التى حرموها نجد الدهشة تأخذ بتلابيب عقولنا ...فالبحيرة عند عرب قريش في الجاهلية هى الناقة التى ولدت خمسة أبطن فإذا كان المولود الخامس ذكر ذبحوه وأكله الرجال والنساء وإن كانت أنثى ... بحروا أذن الناقة ...أى شقوها وتركوا الحمل عليها وركوبها ولم يمنعوها الماء والكلأ أما إذا ماتت إشترك في أكلها الرجال والنساء ، والسائبة هى الناقة المتروكة بواسطة نذر فلا ينتفع منها ولا يمنعوها الماء والكلأ ( ونحن في السودان نستعمل كلمة السائب وسيبك منو فهى معروفة لدينا ) ....و الوصيلة فهى من الغنم ( ضأن أو ماعز ) إذا ولدت سبعة أبطن فإن كان المولود السابع ذكر ذبحوه وأكله الرجال والنساء وإن كانت أنثى تركوها في الغنم أما إذا ولدت تيمان ( حمل وحملة أو عتود وسخلة ) قالوا الإنثى وصلت أخيها فلا يذبح ، أما الحام فهو الفحل من الإبل إذا نتج من صلبه عشرة أبطن قالوا حمى ظهره فلا يركب ولا يحمل عليه ولا يجز وبره ولايمنع من الماء والكلأ إلا إذا مات إشترك في أكله الرجال والنساء ...ولقد نسف القرآن هذا الدستور الجاهلى بالآية 103 من سورة المائدة بقوله تعالى ( ماجعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون ) ...فهل نستفيد نحن في السودان من ثروتنا الحيوانية أم نتركها فاقد إقتصادى لا يفيد ولا يستفيد .
*** التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل
لقد طرقنا باب الإقتصاد ومعيشة المواطن حتى قال لى الإخوة فيصل الأقرع وأحمد الفكى ( صاحب الأوتاد ) ... لقد أكثرت من تناول موضوع قفة الملاح !! فقلت لهم لن نمل طرق هذا الباب حتى يفتح لنا ...لأن شعبنا الهميم الكريم يستاهل كل خير ، ونتمنى أن تقوم في بلادنا جامعة الإعجاز العلمى في القرآن لكى ننال خيرى الدنيا والآخرة ...وجدت في مكتبة الحرم المدنى كتاب ممتع بعنوان ...قواعد التدير الأمثل لكتاب الله عز وجل... لكاتبه الشيخ السورى عبد الرحمن حبنكة الميدانى وأحببت أن يشاركنى هذه المتعة القارئ الكريم ، ومعنى التدبر هو التفكر الشامل في عواقب الكلام المنزل وفهم مراميه البعيدة ...والصحابة وصلوا مرحلة النضج الفكرى حتى أن أبابكر الصديق وعمر بن الخطاب فهما أن سورة النصر ( نعى مقدم للرسول صلى الله عليه وسلم ) فبكى الصديق والفاروق لفراق لم يقع بعد ، والتدبر يقتضى معرفة اللغة العربية والتفسير والناسخ والمنسوخ والمكى والمدنى والمفصل والمجمل وغيرها ، فعند تدبر الآية 49 سورة الحجر ( نبئ عبادى أنى أنا الغفور الرحيم وأن عذابى هو العذاب الأليم ) في هذه الآية سبقت المغفرة والرحمة العذاب وأضاف الله العباد لنفسه وفى هذا تشريف وتعظيم ووصف الله ذاته بالغفران والرحمة دون التعذيب فقال الغفور الرحيم ولم يقل المعذب وبالغ في تأكيد الرحمة بالألفاظ الثلاثة إنى وأنا وإدخال الألف واللام على الغفور الرحيم وهذا يدل على تغليب وترجيح جانب المغفرة على العذاب ، وفى صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان نجد سورة الفرقان مكية عدا ثلاث آيات مدنية هى الآيات من 68 حتى الآية 70 وهى قوله تعالى ( والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى أثاما ...يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ...إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً ) ولقد قال أحد العلماء المعاصرين لو قرضنا أن محسناً لديه 3 مليون حسنة و2 مليون سيئة فإن صافى حسناته مليون قد تدخله الدرجة العاشرة في الحنة مثلاً ...فلو غفر الله له السيئات لأصبح رصيد حسناته 3 مليون حسنة قد تدخله الدرجة 150 من الجنة أما إذا بدل الرحيم سيئاته حسنات لأصبح لديه 5 مليون حسنة قد تدخله الدرجة 300 من الجنة.... وكان الله غفوراً رحيماً ...نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل تدبر القرآن .
*** خاتمة قبل الوداع
بمناسبة عنوان المفكرة ومن طرائف أهل المتمة أن العم حاج عثمان ( عليه رحمة الله ) كان رجلاً شهماً كريماً وكان مقداماً جسوراً وكان يدفع للمحتاج ورقة فئة العشرة جنيه ولا يبالى حتى أطلقوا عليه لقب ( شدرة شيك ) ...وعندما كان الزمن فوضى أو كما يطلق عليها البعض ( زمن الدنيا بى خيرها ) كان الراحل حاج عثمان يشرب عند الجنوبيين وكان الجنوبيون يعرفون له مكانته فجعلوا له جنوبية عجوز تؤانسه حتى يفرغ من شرابه ، وذات يوم أدخل يده في جيب الساعة ليدفع الحساب فقالوا له ...لا لا ماتدفع ياحاج عثمان الليلة الشراب مجان !! وعندما سألهم عن السبب أجابوه بأن فلانة ماتت !! ونحن عادتنا لما يموت زول بنتصدق ليه ويكون الشراب مجان !! فنظر شدرة شيك لجليسته التى تؤانسه وقال لهم ( عقبال كمان لى أم صنيقر دى !! كان نلقى لينا فيها شربة مجان !! ) ...وإلى اللقاء في مفكرة قادمة نترككم في حفظ الله ورعايته وكما يقول الحبيب محمد الفاتح ( كتاحة ) أقعدوا عافية ...ونستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه .
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : محمد عثمان الجعلي
 5  0
التعليقات ( 5 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    ابوحسن 03-13-2016 01:0
    لك التحية استاذنا محمد عثمان علي هذه الملومات بس يا الجعلي بنسبة الي السودانين لاا كل الحروف بكثرة شديدة دي من شنو
  • #2
    ناجي عوض الكريم ...شندي فوق مربع 8 03-13-2016 01:0
    كيفك اخونا الجعلي ..ما شاء الله اتحفتا بي مقال جميل جدا عليك الله واصل في مثل هذة المقالات ونوادر اعمامك ..وخليك من الكتابة في هلالكم التعبان
  • #3
    03-12-2016 02:0
    الليله غريبة ولا دا الخوف من مباراه الأهلي الليبي ههههههههههههه تنضربو وترجعو
  • #4
    فيصل الاقرع 03-12-2016 10:0
    سلام جعلينا طولت ولكن عوضتنا اضغافا مضاعفة بهذه المفكره الثمينه جدا جدا وانا شخصيا تعلمت منها الكثير الذي كنت اجهله تماما واعتقد ان عدد من قراء الرحيق مثلي ولا اريد ان اقول كثير وبهذه المفكره تكون قد رفعت من الدرجه 300 الي 600 اواعلي
    وموضوع ذكر شخصي واستاذنا ود الفكي فانا اعتبره من باب الهجوم خير وسائل الدفاع
    وعمنا شدرة شيك اسال الله ان يكون ممن ابدل الله سيئاتهم حسنات
  • #5
    ابو عمار 03-12-2016 09:0
    قصة عمك حاج عثمان شدرة شيك ذكرتني قصة عمي المرحوم محمد زين رحمة الله الشهير ب(كركاب عيش بلا بتاب ومطر بلا سحاب) والذي كان شجاعا فارسا واحد فتوات الانادي زمن الجاهلية السودانية وقد ذكره الباحث في التراث الشعبي الاستاذ الطيب محمد الطيب في كتابه (الانداية) الطبعة الاولى ص 77) الباب الثالث الفصل السابع (الجعليون) فتوات الجعليين أولاد عرمان وجاء به (الان (الحي يشوف) المطربة تدخل (ام قسم) (حرم جات ابعد غادي ويميل نحوها( كركاب) : علي الطلاق تغني سيد محكر الديوان (الحي يشوف) والله انا الغنوة دي كرهتها هسع اغنيها القيامة تقوم كركاب: غني ان شاء الله هسع تقوم نحن ما سالين في زول (... ام) الاحسن مننا غني علي الطلاق تغني) فتغني وينطلق صوتها ...
    ويروى ان كركاب ذهب في رحلاته الطويلة والمستمرة الى غرب السودان واستضافته امراة وقدمت له طعام وقالت له (دي صدقة لي امي الله يرحمها) فغضب جدا وكشح فيها الطعام وقال لها (ان شاء الله امك يوم الناس يقومو ما تقوم معاهن)
    اما قفة الملاح فقد اعيت الانقاذ ستة وعشرين عاما حتى اختفت اصبح الناس في يشيلو القروش في القفة ويجيبو الملاح في جيوبهن ..
    رحم الله ود عمتي اللمين ود شخيب (خال السر قدور) والسر كان متزوج بنته قبل يطلقها ويسافر مصر فقد كان اللمين اتحادي وكان في انتخابات حارة في الدامر الانتخابات الجغرافية الاخيرة قبل الانقاذ وتنافس حاد بين الاتحاديين وحزب الامة على المقعد وفوجيء اللمين بان ابنائه صوتوا لحزب الامة والذي فاز في الانتخابات فلما جو الاولاد الصباح دايرين حق الملاح قال (يا ...... امشو ناس حزب الامة يدوكم حق الملاح)
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019