• ×
الجمعة 29 مارس 2024 | 03-27-2024
محمد احمد سوقي

الصحافة الرياضية تشعل الحريق وتضيع معالم الطريق بحملات السباب الفظيع

محمد احمد سوقي

 0  0  2033
محمد احمد سوقي

× القلم الذي أقسم به رب العرش العظيم أمانة في يد كل من يسطر به حرفاً, والكلمة شرف لمن يعرف دورها وقيمتها وتأثيرها في كل ضروب الحياة ومجالاتها المختلفة, والصحافة مهنة مقدسة لها مبادئها وأخلاقياتها والتي ينبغي على كل من يعمل في مجالها أن يؤمن بها ليكتب بضمير ويدافع عن الحق والحقيقة بنزاهة وتجرد بعيداً عن الأهواء والأغراض والمصالح الشخصية حتى تسهم الصحافة الرياضية في تطوير الرياضة ومعالجة المشاكل بالآراء السديدة والأفكار النيرة لتندفع المسيرة نحو أهدافها وغاياتها الكبرى في رفع راية الوطن عالية في المحافل الخارجية, وفي ترسيخ قيم الاخاء والمحبة والتنافس عبر مباديء التنافس الشريف ليكون الفوز بجدارة أو الهزيمة بشرف ويخرج الجميع متعانقين دون احساس بالمرارة أو البغضاء لأن تبادل الانتصارات هو متعة الكرة وإثارتها في لعبة ليس فيها منتصر دائم أو فريق أكبر من الهزيمة مهما كان اسمه ومكانته ومستويات لاعبيه..
× هذه المقدمة كان لابد منها حتى ندلف لما يحدث اليوم في مساحات الصحف الرياضية التي تحولت الى منابر للاساءة والتهاتر والاستهزاء بالاندية المنافسة وتبخيس لاعبيها ومستوياتها وانجازاتها لتزرع الصحافة ثقافة الكراهية والبغضاء وتغرس العداء في نفوس الجميع في وطن يفترض ان تكون الرياضة سلاحه لهزيمة النزاعات المسلحة والصراعات السياسية والقبلية والجهوية ودرعه لحمايته من التمزق والتفتيت ووسيلته لتحقيق الوحدة الوطنية بتجميع الصفوف تحت رايات الاندية والمنتخب الوطني الذي يضم بين صفوف مشجعيه وأنصاره كل القبائل والأجناس والأديان والأفكار والأحزاب لتنجح الرياضة فيما فشلت فيه السياسة اذا ما وجدت الدعم والمساندة من الصحافة الرياضية التي يمكن أن تلعب دوراً كبيراً ومؤثراً في المحافظة على النسيج الاجتماعي والأمن والسلام بتشكيلها للرأي العام وتشييدها لجسور المحبة بين أبناء الوطن المتعدد الأعراق والثقافات والأفكار والاتجاهات السياسية ولذلك من المؤسف جداً ان تتجاهل بعض الصحف دورها في التغطية والتحليل وطرح الآراء البناءة وتتحول من منبر للبناء الى منبر يدعو للحرب ويطلق قاذفات اللهب على كل من يختلف معها ليشتعل الحريق وتضيع معالم الطريق بالشتائم وساقط القول الفظيع في بلاد عرف شعبها بالطيبة وحسن التعامل واحترام النفس والآخرين كما عرف بحسن النوايا والقلوب البيضاء التي لا تحمل حقداً أو كراهية بل تعفو وتصفو وتسامح حتى في جرائم القتل ناهيك عن اختلاف في الرأي الذي لم يفسد يوماً للود قضية إلا في هذا الزمن الأغبر الذي أصبح فيه كل شخص ناجح ومحترم في الوسط الرياضي هدفاً للهجوم والتجني والتهاتر لتفتقد الصحافة الرياضية الصحفي الذي يوصل فكرته ورأيه بطريقة منطقية وموضوعية لا شتائم فيها ولا سباب ولذلك فاننا في الصحافة الرياضية في حاجة الى وقفة مع النفس نمارس فيها النقد الذاتي لنرمي خلف ظهرنا كل السلبيات والاخطاء والمشاكل ونفتح صفحة جديدة نعيد فيها للصحافة طهرها ونبلها ونجعلها مكان احترام الجميع بجديتها ومسؤوليتها وشجاعتها في ان تقول لمن احسن احسنت ولمن اخطأ اخطأت دون مجاملة أو محاباة أو ايذاء للنفوس واغتيال للشخصيات وجرح للمشاعر لأن جرح الاساءة لا يندمل وهو أشد قساوة من جرح الحسام المهند..
× اقول هذا حرصاً على مهنة عملت فيها لاكثر من 35 عاماً وأصبحت جزء من حياتنا وسنظل أوفياء لها حتى آخر لحظة من العمر الطويل في هذه المهنة الرسالية التي تتلمذنا فيها على أيادي أساتذة أجلاء أمثال أستاذ الأساتذة والرجل الموسوعة هاشم ضيف الله والأستاذ حسن عزالدين الذي هو أفضل من يغطي المباريات ويحللها ويكتب الرأي الهلالي الموضوعي والأستاذ أحمد محمد الحسن الذي يكتب أدباً ويعتبر عنواناً للمهنية والحيدة رغم حبه الشديد للمريخ ولذلك لا نريد للصحافة ان تتحمل اوزار تدهور الرياضة وتراجعها وان تعود لقيادة ركب الرياضة بتغطية الأحداث بكفاءة وأمانة وتمارس النقد الهادف البناء وتشكل الرأي العام بالأفكار النيرة والمقترحات العملية بعيداً عن اي استهداف وهجوم وتجني للأشخاص والمؤسسات لتستعيد الرياضة ريادتها ومستواها ومكانتها التي شيدتها الأجيال المتعاقبة بالجهد والعرق والتضحيات عبر مسيرة امتدت لما يقارب المئة عام عطر خلالها افذاذ اللاعبين وعباقرة الكرة الميادين بفنهم وابداعهم وحسن سلوكهم والذين وقف خلفهم أعظم الاداريين بكفاءتهم وفكرهم وايمانهم المطلق بقيم وأخلاقيات الرياضة فيما كانت الصحافة بقيادة سورين اسكندريان وشيخ النقاد عمر عبدالتام وعمر حسن وحسن مختار والسر قدور وابن البان وابو آمنة حامد وعمر علي حسن وكمال طه وميرغني ابوشنب واحمد محمد الحسن وحسن عزالدين عنواناً للمهنية والموضوعية وقوة الرأي الذي لا يجامل في كلمة الحق والمصلحة العامة.. فهل يعود ذلك الزمن الجميل أم اننا نحلم بالمستحيل في ظل ظروف بالغة التعقيد أصبحت فيها الصحافة الرياضية المشكلة وليس الحل..


امسح للحصول على الرابط
بواسطة : محمد احمد سوقي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019