بدأ العد التنازلي لإنطلاقة مباريات دور ال32 من دوري ابطال أفريقيا وهي البداية الحقيقية للبطولة وسيواجه الهلال في هذا الدور فريق الأهلي الليبي الذي تأهل بالأمس من خلال تجاوزه اونز المالي بمجموع المباراتين فقد فاز الفريق الليبي في مالي بهدفين لهدف وعاد وتعادل سلبيا في تونس.
بمجرد أن أجريت القرعة تحدث الكثيرين عن قرعة سهلة للهلال والآن وبعد أن إتضحت الرؤية بتأهل الفريق الليبي بدأ البعض في الحديث عن فوز الأزرق رايح جاي وبنتيجة كبيرة ولا ادري لماذا كل هذه الثقة ولا ادري ايضا لماذا لا نتعلم من دروس الماضي القريب.
قبل ثلاث سنوات تقريبا أوقعت القرعة الهلال مع فريق سيوي سبورت العاجي في دور ال32 وقد تحدث الكل عن تأهل مضمون للهلال إلى دور ال16 بإعتبار أن الفريق العاجي فريق مغمور ولا يمتلك خبرة الهلال ولكن نتيجة مباراة الذهاب جاءت عكس التوقعات فقد سقط الهلال بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد ليودع الأزرق بعد ذلك بعد أن فاز في مباراة الإياب في ام درمان بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف.
لا يمكن الحُكم على مستوى الأهلي الليبي من خلال مباراة اونز المالي التي شاهدها البعض فلكل جولة ظروفها الخاصة وقد يظهر الفريق الليبي في دور ال32 بشكل أفضل من الشكل الذي ظهر به في الدور التمهيدي.
الفريق الليبي لن يكون صيدا سهلا وإذا كان الهلال يعمل على الفوز وخطف بطاقة التأهل فإن الفريق الليبي ايضا يعمل على الإنتصار والصعود إلى دور ال16.. صحيح الهلال يمتلك خبرة أكبر ولكن هذا لا يعني الإستهتار بالمنافس أو التحدث عن الصعود بثقة عمياء.. خصوصا وأن الهلال نفسه لا يعيش أفضل حالاته ولا يبعث على الإطمئنان.. هناك كثير من السلبيات في الفريق وقد تحدثنا عنها كثيرا من بينها عدم إمتلاك الفريق لمهاجم يعرف الطريق إلى الشباك.
على المستوى الشخصي كنتُ أتمنى أن يكون المدرب الفرنسي كافالي موجودا مع الفريق لأن اللاعبين بدأوا يهضمون تكتيكاته والدليل على ذلك مباراة الأهلي شندي التي قدم فيها الهلال عرض مميز ولكن للأسف قامت إدارة الهلال بإقالته بصورة غريبة وغير مفهومة.. الآن الهلال مع العشري سيبدأ من الصفر والخطير في الموضوع هو إقتراب موعد مباراة الأهلي الليبي والتي ستكون المباراة الرابعة أو الخامسة للمدرب المصري مع الهلال.. بمعنى أنه سيدخل إلى البطولة الأفريقية دون أن يصل إلى التشكيلة المناسبة خصوصا وأن أي مدرب جديد يحتاج إلى وقت لمعرفة قدرات اللاعبين.
زيدان والمشي على حقل الغام
يلعب اليوم ريال مدريد مع اتلتيكو مدريد في مباراة ستدخل في حسابات تقييم إدارة النادي الملكي للمدرب زيدان.. ولا ننسى مباراة برشلونة في نيوكامب في ابريل المقبل والتي يحتاج فيها ريال مدريد للفوز للثأر من خسارة سانتياغو برنابيو بالتالي فإن السقوط مجددا أمام البارسا سيجعل إدارة النادي الملكي وجماهيره يفقدون إيمانهم بزيدان.. مع التأكيد على أن بطولة دوري أبطال أوروبا هي المقياس الحقيقي الذي سيكشف إستمرارية المدرب الفرنسي من عدمها.. فالخروج من الدور ربع النهائي أو حتى الدور نصف النهائي سيعني إلى حد كبير الإطاحة به لأن إدارة ريال مدريد لن تهضم فكرة خروج النادي بلا ألقاب للعام الثاني على التوالي.
لا أريد أن أستبق الأحداث ولكن المؤكد بالنسبة لي هو أن زيدان بالمعايير البيريزية سيفشل مع ريال مدريد وستتم إقالته في النهاية وربما (يشتم) رائحة الإقالة فيسارع بالإستقالة.. وبكل تأكيد لن أقول أنه سيفشل في التدريب مثل مارادونا بإعتبار أن زيدان قد ينجح مع نادي آخر.
شخصيا كنتُ أتمنى أن يقود زيدان ناديا في فرنسا في البداية أو ناديا صغيرا في اسبانيا ليأخذ خبرة مناسبة وليبرز مهاراته التدريبية مع فريق محدود القدرات ثم بعد ذلك يمكن أن يقود الفريق الأول في ريال مدريد.. فتدريب ريال مدريد كاستيا وقبل ذلك العمل في ريال مدريد كمساعد مدرب مثلما فعل أيام انشيلوتي يختلف تماما عن العمل كمدرب للفريق الأول.. فمهنة المدرب في ريال مدريد مثل المشي في حقل ألغام.
